ريكاردو براي: تفاصيل من جحيم دانتي

30 ديسمبر 2017
(من أعمال ريكاردو براي)
+ الخط -
بيروت ليست مدينة كوزموبوليتانية حين يتعلق الأمر بالفن كما يعتقد كثيرون، فمعظم المعارض والفعاليات المقامة فيها أوروبية بالعموم، وفرنسية على وجه الخصوص باستثناءات قليلة، أما حضور الفنان العربي المعاصر فيها فهو متواضع إلى حد كبير، فالجهات الثقافية المختلفة التي تعنى بـ الفنون البصرية بشكل خاص، تفضل تقديم الفنان الأوروبي بعد اللبناني فيها.

من هنا يكون معرض الفنان الكوبي ريكاردو براي (1955) حدثاً بارزاً هذا العام، فهو أحد أبرز فناني التجهيز المعاصرين في كوبا اليوم، والذي يقام له معرض حالياً في غاليري "تانيت" في بيروت ويتواصل حتى 19 كانون الثاني/ يناير المقبل.

تحت عنوان "شكوك وحب" يستكشف براي طرقه الأنثروبولوجية والفلسفية في قراءة جحيم دانتي، حيث يشتغل الفنان على طريقة مشاريع تضم سلسلة من الأعمال كل مرة، الخطوة التي لم يأخذها قبل عام 2002، رغم أنه يعرض ويعمل منذ أواخر السبعينيات.من المعرض

في ذلك العام، قدم عمله "يونيفرس" أو "كون" وهو سلسلة من 1004 لوحة، يتصوّر فيها كوناً متخيلاً، كما أنها بمثابة موسوعة تضم كل رسمة خامة وتقنية أو أكثر، هي أدوات الفنان التي يعمل بها منذ ثلاثين عاماً، وتتضمن الرسوم الأسماك والطيور والنباتات والحشرات والقمر والفيضانات.

بعد هذه السلسلة اشتغل على أخرى تحت عنوان "ملحق" وهي مجموعة فوتوغرافيا اشتغل عليها بالرسم والحرق، قبل أن يطلق سلسلة جديدة هي "كل حياة هي نار" والتي يعرض عدد منها في معرض "تانيت" البيروتي الحالي، وهي مجموعة من الأغراض والصناديق المفتوحة والتي تبعثرت محتوياتها.

كل عمل في هذه السلسلة يبدو كما لو كان بقايا لكائنات أو حطام سفينة غارقة، من يتألمها يعرف أن أحد أهداف الفنان أن يكون المتلقي قادراً على الفصل بين الغرض الشخصي والاجتماعي من بينها، وربما يكون عاجزاً عن ذلك، المهم أن جمع هذه الأشياء معاً محير، وكرد فعل طبيعي سيحاول المتفرج أن يجد طريقة لفرزها أو الربط بينها أو العثور على الغريب عنها والشاذ بينها.

يذكر أن للفنان عدة تجهيزات معروضة في ساحات مدن مختلفة، أحدثها عمله "غسل الغبار" الذي أقامه أمام أحد المعابد التي هدمها زلزال 2015 في مدينة كاتماندو في نيبال.

دلالات
المساهمون