يبدو أن أزمة ريال مدريد مع الحراس لم تكن وليدة اللحظة، ولكنه أمر اعتاد الحدوث خلال السنوات الماضية، وهو ما جعل الفريق الملكي يستغني عن العديد من حراسه، في صفقات انتقال حر دون أية استفادة مالية تذكر، ويكون الحارس الحالي للفريق، دييجو لوبيز، هو الوحيد الذي ضخ رحيله أموالاً في الخزينة الملكية، وهو الأمر الذي قد يكرره مرة أخرى.
وكان أقرب الحراس الراحلين عن "قلعة الملكي" حارس الفريق الثاني، توماس ميخياس، والذي انتقل مجانا إلى نادي ميدلزبره، والذي يقوده إيتور كارانكا، المدرب الثاني السابق للريال، حيث خاض أربعة أشهر مُعاراً، إلى أن انتهى عقده لينتقل في صفقة انتقال حر، ويوقع عقدا لعامين مع الفريق الإنجليزي.
أما الحارس، الذي يرى أنه تعرض لظلم بيّن على يد البرتغالي جوزيه مورينيو، فهو أنطونيو أدان، الذي استغنى عنه فريق الريال بعد التعاقد مع دييجو لوبيز، الموسم قبل الماضي، ليؤكد أنه لم ينعم بفرصة كاملة لإثبات نفسه بالشكل المطلوب، حتى بعد إصابة إيكر كاسياس، الحارس الأساسي وقتها.
وبعدها رحل الحارس إلى نادي كالياري الإيطالي، بعد فسخ تعاقده مع الريال، الذي اضطر إلى دفع مليون يورو لأدان، لإتمام رحيله عن النادي بطريقة رآها الكثيرون غير لائقة.
ورضي الحارس البولوني، يزري دوديك، بدور الحارس الثاني على مدار أربعة مواسم، ليقرر عام 2011 عدم تجديد تعاقده، ويعتزل اللعبة في صفوف "الميرينجي". وفي تلك الفترة، رحل الحارس الثالث، جوردي كودينا، بعدما وجد صعوبة في الوصول إلى عرين الريال، لينتقل إلى خيتافي في 2009.
أما سيزار سانشيز، فكان ضحية لكاسياس على طريقة سانشيز، بعدما قرر فيسنتي ديل بوسكي، مدرب الريال وقتها، الاعتماد عليه بدلا من كاسياس. تعرض الحارس لحملات إعلامية قاسية، على الرغم من أدائه الجيد، لينتهي الأمر برضوخ المدير الفني أمام عاصفة الإعلام المدريدي، ويبقي الحارس على مقاعد البدلاء، ويخوض ثلاث مباريات فقط في الدوري، ويرحل في 2005 مجاناً إلى ريال ساراجوسا.
ومن أبرز الحراس، الذين ودعوا النادي الملكي دون عائد مادي على الفريق، حارس فالنسيا السابق، سانتي كانيزاريس، والذي رفض النادي التجديد له بسبب مغالاته في مطالبه المادية، ويتعاقد معه فريق "الخفافيش"، ويقدم أداء رائعاً مع الفريق.
أما الحارس، الذي رحل عن صفوف الفريق، وقد يستفيد الريال منه ماديا، فهو كيكو كاسيا، الحارس الحالي لإسبانيول، ولكن تتوقف مكاسب "الميرينجي" على أن ينتقل إلى أي فريق آخر، حيث سيحصل الفريق على 10 ملايين يورو.
وقد يكون دييجو لوبيز سلاحاً ذا حدين هذه المرة، فرحيله بهذه الطريقة قد يجبر الفريق على فسخ تعاقده من أجل تمهيد الطريق للكوستاريكي كيلور نافاس، وبذلك سيكون مجبرا على دفع الشرط الجزائي في عقد اللاعب، أو أن يوافق الحارس على الانتقال إلى أي فريق آخر بمكاسب مادية للريال.