يبدأ "العربي الجديد" انطلاقاً من اليوم في نشر تقارير خاصة عن رونالدو "الخارق" الذي يُقدم أداء رائعاً على أرض الملعب ويُسجل الأهداف بطريقة مُميزة، وهذه المرة ستُثبت هذه التقارير، بالبراهين العلمية، أن كريستيانو رونالدو ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو آلة بشرية خارقة.
"العبقرية هي 1% موهبة و99% اجتهاد"، هذا المثل الشهير الذي تناقلته الأجيال بعد أن ابتكره العالم ألبرت أينشتاين، يمكن أن يكون الكلام الأمثل عن رونالدو وطريق النجاح الذي حققه في عالم كرة القدم منذ عام 2007 حتى اليوم، وذلك وفقاً لاختبارات علمية أجراها رونالدو في أحد المختبرات العلمية الرياضية في مدريد.
كيف نختبر قوة رونالدو؟
من المعروف أن رياضة كرة القدم هي لعبة تحتاج إلى قوة جسمانية وبدينة بالإضافة إلى مهارة في التعامل مع الكرة واتخاذ قرار الحركة في ظرف ثوانٍ، لذلك للكشف عن مدى قوة لاعب كرة قدم يجب اختبار عدد من العناصر، وهي القوة البدنية، والقدرات العقلية، والأسلوب، والمهارات الفنية، هذه العناصر يمكن كشفها باستخدام العلم لمعرفة التفاصيل المخفية التي لا يراها المشجع العادي، وهذا ما اختبره العلم في رونالدو.
القوة البدنية تتمثل بقدرة رونالدو على التحمل والتحرك على أرض الملعب، بالإضافة إلى قدرته على تحريك مساره على أرض الملعب بطريقة سريعة وسهلة من دون مشكلة، هذا عدا عن قدرته على تحمل أكثر من 90 دقيقة من دون إظهار تعب كبير. القدرات العقلية تتمثل بمدى تفكير رونالدو في الحركة القادمة عندما تكون الكرة بين أقدامه أو حتى عندما يُهاجم مرمى الخصم وبالتالي "القرار الحاسم" الذي يتخذه رونالدو، إن كانت تسديدة أو تمريرة أو أي تصرف آخر ينتج خلال أجزاء من الثانية.
الأسلوب الفني لرونالدو يتمثل بدراسة كيفية تحرك هذا النجم البرتغالي وما هو أسلوبه المعتاد على أرض الملعب خلال المباريات، وهنا يجب كشف التفاصيل الدقيقة وشرحها علمياً للتأكيد أن رونالدو ليس لاعباً عادياً بل أكثر من ذلك بكثير. وأخيراً عنصر المهارات الفنية التي تُميز لاعب كرة القدم دائماً، وإن كان ليونيل ميسي واحداً من أكثر اللاعبين مهارة إلا أن رونالدو يملك مقومات بشرية تحوله إلى لاعب خارق.
الجزء الأول: القوة البدنية
سنفسر ونشرح في الجزء الأول من سلسلة تحقيقات "رونالدو الخارق" القوة البدنية للنجم البرتغالي بطرق علمية، وذلك وفقاً للاختبارات التي أجراها باحثون مختصون في العلوم الرياضية، والتي تُفسر سبب تصرفات الرياضي في مجال تنافسه، وبالتالي تظهر الجوانب الخارقة بطريقة علمية لا يمكن أن تظهر للشخص العادي عندما يتابع هذا النجم أو ذاك.
أن تُسجل أكثر من 50 هدفاً في موسم واحد يُعتبر رقماً خيالياً لا يمكن لأي لاعب آخر تحقيقه، لكن هذه القدرة على تسجيل الأهداف تحتاج إلى جهد وعمل كبير والأهم قوة بدنية تُستخدم على أرض الملعب في عدة طرق، منها السرعة، وقوة التحمل، وكيفية تحرك أجزاء جسد رونالدو، والتي تُسهل عملية تحركه وتُظهر قوة رونالدو الخارقة مع ريال مدريد الإسباني والمنتخب البرتغالي.
الاختبار الأول لرونالدو كان العدو السريع لاختبار سرعة ورشاقة النجم البرتغالي، حيثُ ينقسم على مرحلتين؛ العدو السريع (25 متراً)، ركض متعرج (25 متراً)، وفي هذا الاختبار نافس رونالدو أحد العدائين المُميزين وهو الإسباني أنخل دافيد رودريغيز (10,4 ثوانٍ في 100 متر، رقم خاص)، وكل هذا للتأكيد على أن رونالدو يمكنه منافسة العدائين في الجري السريع.
في هذا الاختبار حضّر الخبراء الرياضيون مضماراً للركض بطول 25 متراً، حيثُ سيتم اختبار العداء رودريغيز ورونالدو، رودريغيز سجل 3,31 ثوانٍ؛ وهو عداء محترف في الركض فقط، ولكن المفاجأة كانت أن كريستيانو حقق رقماً خرافياً بالنسبة للاعب كرة في 25 متراً حيثُ سجل 3،61، أي أن الفارق بين لاعب كرة قدم وعداء محترف هو 0،3 ثانية فقط أي أقل من نصف ثانية، الأمر الذي يجعل رونالدو عداء كروياً خارقاً.
التفسير العلمي يقول إن رودريغيز عداء محترف، لذلك يرفع رأسه عالياً ولا يحرك جسده يميناً ويساراً من أجل كسب مزيد من السرعة وعدم فقدان التوازن والوقت، وهو الأمر المطلوب في عالم ألعاب القوى، بينما رونالدو الذي هو لاعب كرة قدم، يفكر دائماً في الركض بأقصى قوة ممكنة من أجل الوصول إلى الكرة، وبالتالي جسمه يتحرك يميناً ويساراً الأمر الذي أفقده أجزاء من الثانية مقارنة بتوقيت رودريغيز، لكن رغم هذا رونالدو أثبت علمياً أنه يملك سرعة توازي عدائين يتدربون فقط على الركض.
لكن الأهم في عالم كرة القدم هو تغيير الاتجاه، والذي يعجز عنه أي عداء لأنه ليس اختصاصه، ورونالدو يعتبر أكثر اللاعبين موهبة في تغيير الاتجاه بسرعة كبيرة. حقق رودريغيز في اختبار في الركض المتعرج أي تغيير الاتجاه بسرعة 6،86 ثوان، في وقت أن رونالدو لاعب الكرة الذي يتقن جيداً كيفية القضاء على المنعطفات بسرعة وتغيير الاتجاه بشكل رائع حقق 6,35، أي أن البرتغالي تفوق بأكثر من نصف ثانية على العداء.
التفسير العلمي يشرح أن رونالدو يجعل خطواته أقصر عند الالتفاف، الأمر الذي يجعله يغير اتجاهه بسرعة، بالإضافة إلى ذلك عندما يصل رونالدو إلى زاوية التغيير يقفز في الهواء قليلاً، ويضع قدمه اليُسرى على الأرض قبل القدم اليُمنى، ثم يلتف مستعملاً قوة القدمين التي توازني (5g Force)، أي أنه يضع خمسة أضعاف وزنه على الأرض عندما يقفز بقوة، حيثُ يدفع بكلتا القدمين من دون الاعتماد على قدم واحدة فقط عند الانطلاق.
الاختبار الثالث في عنصر القوة البدنية هو قياس عضلات رونالدو للكشف علمياً على ما الذي يجعل من هذا النجم لاعب خارق، حيثُ تم قياس طول البرتغالي (185,1 سنتم)، وعرض صدره (109 سنتم)، وهو يملك جسد سليم إذ أن نسبة الدهون أقل بحوالي 3% من عارض أزياء، وبحسب الخبراء فأن رونالدو يملك أقداماً أطول من العدائين، والتي تساهم في تألقه في الملعب.
لكن الأهم كان اختبار القفزة الخرافية التي نراها في الملاعب، إذ اختار الخبراء الرياضيين آلة تحتسب قوة رونالدو في القفز، وعندما قفز كريستيانو بشكل عامودي من دون ركض لم يُحقق رقماً مُميزاً (44 سنتم فقط)، وهو بالكاد فوق المعدل الطبيعي، لكن كلاعب كرة قدم عليه أن يقفز بحرية أكثر، ليركض ويقفز مع تحريك اليدين، والنتائج كانت مُذهلة حيثُ سجل (78 سنتم)، أي أكثر من قفزة لاعب كرة سلة.