رومان بونكا.. ثنائية الإتقان والتعثر

23 مايو 2015
بونكا في العرض (تصوير: مصطفى سمير وجدي)
+ الخط -

قبل أيّام، امتلأت مقاعد "مسرح الجنينة" في القاهرة، لحضور حفل الموسيقي الألماني رومان بونكا، الذي عُرف في أوروبا وبعض البلدان العربية كعازف غيتار وعود، كما ارتبط اسمه بمحمد منير كموزع وعازف.

تميز العرض ببساطة التشكيل الموسيقي للآلات، وتمكُّن الموسيقيين المشاركين. تشكيلٌ لعب دوراً لافتاً في إثراء التناغم بين العازفين؛ على الإيقاع، العازف المصري أيمن مبروك، الذي مزج بين الآلات المصرية والكلاسيكية (الطبلة، والدهلة، والجيمبي، وسيمبالات الدرامز النحاسية، والطار والصاجات).

إلى جانب لاعب الكلارينيت الألماني رونالد شافر، المتميز في إتقانه السلالم الشرقية، الذي عزف أيضاً على آلة النفخ الهندية "الشهناي".

وأخيراً، عازف الكونترباص والإيقاع، المقدوني كوستاس ثيودورو، الذي بدّل بين طبول مختلفة، والدف كإيقاع مساعد.

اختيار رومان لموسيقيين محترفين ساعد في تجاوز بعض النواقص الواضحة، وتدارك بعض الأخطاء التي، غالباً، تشير إلى نقص في التمرين وقلّة "البروفات" التي سبقت الحفل. إذ تكرّرت "وقعات" الإيقاع الأساسي، وتكرّر أيضاً خروج العود عن النغمات الصحيحة لمرات عديدة.

من جهة أخرى، كانت المفاجأة من عازف الكونترباص، الذي ضبط آلته مراراً وتكراراً أثناء العرض على نغمات العود ليطابقها، إذ لاحظ خروج الأخير عن النغمات الصحيحة؛ ما أدى به في النهاية إلى أن يخرج هو الآخر عن النغم في بعض الأحيان.

أما القطع الموسيقية التي قُدّمت كمؤلّفات للفرقة، فكانت أقرب إلى الدوائر النغمية (loop) أو التجربة الارتجالية منها إلى المتعارف عليه كتأليف موسيقي؛ ذلك بتكرار مقاطع معينة من جملتين، ويتخللها سولوهات للعازفين يصعب التنبؤ ببداية ونهاية القطعة معها.

وجاءت سولوهات العود الذي من المفترض أن يكون نجم الحفل الأول، سطحية ومحدودة مقارنة بخيال الموسيقيين المرافقين وأدائهم.

الإضافة كانت في مشاركة ضيف الحفل الفنان فتحي سلامة. ورغم أنه قدّم ثلاث قطع موسيقية فقط، إلّا أنّه أضفى روحاً عبر عزفه البسيط على "الكيبورد"، إذ افتقدت الأذن مشاركته بعد أن غادر المسرح، وتسبب هذا في تسريب إحساس بخواء الموسيقى وعدم توازنها بعده.

غلب الجاز على معظم القطع الموسيقية، مع إضفاء لمسة للموسيقى النوبية، والكناوة المغربية أحياناً، خصوصاً خلال جُمَل العود. لكن كثرة استخدام سلالم الـ"ماينور"، إلى جانب عدم تمكّن رومان من آلة العود، أو عازف الكلارينيت من الآلة الهندية، كان من شأنه تعزيز طابع الاستشراق الذي سيطر على العرض عموماً.

ولعلّ الفرقة أدركت أنّها فقدت المساحة المشتركة بينها وبين الجمهور، ما جعل بونكا يلجأ إلى تقديم نسخته التوزيعية لأغنية "آه يا أسمراني اللون"، وتفاعل معها أغلب الجمهور أكثر من المؤلفات الباقية.

المساهمون