وفي هذا السياق، ذكّرت صحيفة "فيدوموستي" الروسية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، بأن عملية إعادة الأسعار إلى مستويات مقبولة بعد اتفاق خفض الإنتاج في نهاية عام 2016، استغرقت نحو عام، وسط عدم إجماع اللاعبين على رؤيتهم للأسعار المستقبلية.
ورأت مديرة مركز الطاقة التابع لمدرسة الأعمال "سكولوكوفو"، تاتيانا ميتروفا، أن تطوير التعاون بين روسيا و"أوبك" إلى الشراكة الاستراتيجية، بات أمرا حتميا في ظل عدم وجود آلية للخروج الآمن من اتفاق خفض الإنتاج.
وأوضحت ميتروفا لـ"فيدوموستي"، أن الإعلان عن إنهاء الاتفاق سيؤدي إلى انهيار كبير لأسعار النفط، ولم يعد هناك بديل عن تمديده بشكل أو بآخر.
وحتى الآن لا يزال هناك تباين بين مواقف كبار المنتجين من المستوى المناسب لأسعار النفط، إذ ترى "أرامكو" السعودية أنها يجب ألا تقل عن 70 دولارا، بينما تعتبر إيران معدل الـ60 دولارا كافيا، شأنها في ذلك شأن روسيا التي وصفت مستوى الـ64 دولارا بأنه مقبول.
وأرجعت ميتروفا هذا التباين إلى الخلافات بين اللاعبين في تقييم تأثير تعافي الأسعار على إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة، مدفوعا بارتفاع الأسعار وزيادة إنتاجية منصات الحفر.
وخلصت الخبيرة الروسية إلى أن الأسعار المبالغ فيها تحفز تطوير مصادر الطاقة البديلة وتوفير الطاقة على المدى البعيد، ما يرغم الدول المنتجة على تنسيق خفض الأسعار لحماية الطلب، وليس لرفعها فقط.
وبحسب توقعات وكالة الطاقة الدولية، فإن الإنتاج الأميركي قد يرتفع إلى 10.6 ملايين برميل يوميا هذا العام، محطما الرقم القياسي لعام 1970 (9.6 ملايين برميل)، على أن يواصل ارتفاعه في عام 2019 إلى 11.2 مليون برميل.
وكان وزير الطاقة الروسي، ألكسندر نوفاك، قد صرح، أمس الثلاثاء، بأن روسيا والسعودية يتعين عليهما التفكير في آلية جديدة للتعاون بين روسيا و"أوبك" على المدى البعيد، مشيرا إلى أنه من المحتمل تأسيس منظمة مشتركة للتعاون بين أوبك والمنتجين المستقلين فور انتهاء سريان الاتفاق الحالي الخاص بخفض إنتاج النفط في نهاية 2018.
وأضاف نوفاك أنه ووزير الطاقة السعودي خالد الفالح ناقشا التعاون في الأجل الطويل، مشيرا إلى أن "آلية التفاعل" الحالية أثبتت فعاليتها.
وأبلغ نوفاك الصحافيين قائلا "نفكر حاليا في صيغة للتعاون الذي قد يكون في الأجل الأطول، تتضمن إمكانية مراقبة السوق وتبادل المعلومات وكذلك تنفيذ بعض الإجراءات المشتركة إذا اقتضت الضرورة"، مشيرا إلى أن انضمام روسيا لأوبك ليس مطروحا للنقاش.
يذكر أن انهيار أسعار النفط دفع بـ"أوبك" و11 بلدا خارجها للتوصل في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2016 إلى اتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يوميا، وبلغت حصة روسيا في خفض الإنتاج 300 ألف برميل يوميا.