أبدت السلطات الروسية تعاونا كبيرا مع الأتراك بعد تعرض مجموعة من الجنود العاملين في عمليات "درع الفرات" لهجوم جوي من قبل النظام السوري، الذي بدا وكأنه يحاول إثارة خلاف تركي روسي بتوجيه ضربة للقوات التركية. ويتزامن ذلك مع الذكرى السنوية الأولى لقيام سلاح الجو التركي بإسقاط الطائرة الروسية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما دفع العلاقات التركية الروسية إلى حافة توتر كاد أن يفضي إلى مواجهة عسكرية، قبل اتفاق البلدين على التطبيع الكامل للعلاقات نهاية يونيو/ حزيران الماضي.
وبعدما أثار الهجوم الجوي الذي نفذه النظام، في البداية، شكوكا لدى الأتراك حول دور روسي في العملية، أكدت قيادة الأركان الروسية لنظيرتها التركية أنها غير مسؤولة عن الهجوم، على الرغم من أن الطائرات التي نفذته انطلقت من مطار حلب، الخاضع للسيطرة الروسية، لتطلب المزيد من الوقت لإجراء التحقيقات قبل الرد على أنقرة.
وبحسب صحيفة "حرييت" التركية المعارضة، فإن موسكو أكدت لأنقرة، بعد فترة قصيرة من التحقيقات، أن الهجوم قامت به طائرة سورية من طراز "الباتروس" الهجومية الخفيفة.
وانطلقت مقاتلتان تركيتان من قاعدة إنجرليك لمواجهة الطائرة السورية، التي كانت تنفذ الهجوم في ريف حلب الشمالي، ووصلت المنطقة بعد 13 دقيقة، لكن الطائرة السورية كانت قد غادرت الأجوء وحطت في مطار حلب.
وقُتل ثلاثة جنود أتراك وأُصيب عشرة آخرون، أمس الخميس، في قصف لطائرة يعتقد أنها تابعة للنظام السوري قرب مدينة الباب، شرقي مدينة حلب، وفقاً لبيان للجيش التركي.
واللافت أن الاستهداف جاء غداة زيارة قام بها رئيس هيئة الأركان التركية، خلوصي أكار، الأربعاء، إلى ضريح "سليمان شاه"، جد مؤسس الدولة العثمانية، في قرية أشمة، داخل الأراضي السورية، في إطار زيارته لولاية كليس، جنوبي تركيا.
ورافق أكار في الزيارة قائد القوات البرية، الفريق زكي جولاق، إذ تفقدا فيها وحدات من الحرس الحدودي، والوحدات التركية العاملة ضمن عملية "درع الفرات".
وتُعدّ غارة أمس أول استهداف من قبل طيران النظام للقوات التركية داخل الأراضي السورية، ما يفتح الباب أمام حدوث صدام أكبر، خصوصاً مع إعلان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أن بلاده سترد على الهجوم. وقال للصحافيين في أنقرة: "من الواضح أن بعض الناس غير راضين عن هذه المعركة التي تخوضها تركيا ضد داعش. بالتأكيد سيكون هناك انتقام من هذا الهجوم".
وحمل الاستهداف رسائل واضحة لأنقرة في حال مضيها أكثر في دعم قوات المعارضة السورية، خصوصاً إذا حاولت الأخيرة توسيع نطاق نفوذها ليصل إلى تخوم مدينة حلب، كي تصبح على تماس مع قوات النظام المتمركزة في مطار كويرس العسكري الذي يعد أكبر مطار للنظام في سورية، أو الاقتراب أكثر من منطقتي نبّل والزهراء في شمال حلب، اللتين باتتا أهم قاعدتين للمليشيات في شمال سورية