أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، السيطرة بشكلٍ كامل على غوطة دمشق الشرقية، وبدء دخول عناصر من الشرطة العسكرية الروسية إلى مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة الهامّة في محيط دمشق، وفق اتفاقٍ أبرمته موسكو مع المعارضة السورية منذ أيام.
ونقلت وكالاتُ أنباءٍ روسية عن الميجر جنرال يوري يفتوشينكو، رئيس ما يُسمى بـ "مركز السلام والمصالحة الروسي في سورية"، قوله "يؤذن رفع علم الدولة على مبنى في مدينة دوما، بالسيطرة على هذا الموقع، وبالتالي على الغوطة الشرقية بالكامل".
وكانت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أكدت أن عناصر من الشرطة العسكرية الروسية ستدخل مدينة دوما الخميس، فيما أكدت وزارة الدفاع الروسية "أنهم من سيضمنون القانون والنظام بالمدينة، حتى تسليم إدارتها للسلطات السورية المدنية".
وأشار المسؤول الروسي إلى أن مقاتلي "جيش الإسلام"، الذي كان أهم فصائل المعارضة السورية المسلحة في غوطة دمشق الشرقية، سلّموا أكثر من 400 قطعة سلاح مع رحيلهم عن دوما، وأن 41213 شخصاً غادروها منذ 28 فبراير/شباط الماضي، موضحاً أن إجمالي المدنيين الذين تمّ إجلاؤهم عن الغوطة الشرقية تحت إشراف الجانب الروسي وصل إلى 165 ألفاً و123 شخصاً، بينهم 250 من موالي النظام كانوا محتجزين لدى فصائل المعارضة.
وكانت لجنة المفاوضات الموكلة من قبل أهالي مدينة دوما المحاصرة، شرق العاصمة دمشق، أعلنت الأحد الماضي، بعد ساعات من مجزرة الكيميائي، التوصل إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلي "جيش الإسلام" وعائلاتهم ومن يرغب من المدنيين، لتدخل بعد ذلك حافلات التهجير لنقل المقاتلين والمدنيين إلى الشمال السوري.
وأوضحت اللجنة، في بيان، أن الاتفاق ينصُّ على انتشار شرطة روسية في المدينة، "من أجل ضمان عدم دخول قوات النظام والأمن السوري"، مؤكدة أن "من يرغب من المدنيين في البقاء في دوما ستتم تسوية أوضاعه، مع ضمان عدم الملاحقة، وعدم طلب أحد للخدمة الإلزامية أو الاحتياطية لمدة ستة أشهر".
الى ذلك، أشار "المرصد السوري لحقوق الانسان" اليوم، إلى تواصل عملية تحضير القافلة الثالثة من المهجرين من مدينة دوما باتجاه ما باتت توصف بمنطقة "درع الفرات" في الشمال السوري، الخاضعة للنفوذ التركي، مشيراً الى أنه تجري عملية دخول حافلات جديدة، فيما يجري نقل بقية الحافلات إلى أطراف الغوطة الشرقية تمهيداً لاستكمال الحافلة.
وكانت الدفعة الثانية من مهجري مدينة دوما السورية وصلت أمس الأربعاء، إلى مناطق سيطرة قوات "درع الفرات" في ريف حلب الشرقي، وضمت نحو 3852 شخصاً، بينهم 954 امرأة و1554 طفلاً. وكانت سبقتها قافلة ضمت أكثر من 3500 مهجر من مدينة دوما، بينهم عناصر من "جيش الإسلام".