روسيا تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل

08 ابريل 2017
تحول دراماتيكي بالموقف الروسي من الصراع الإسرائيلي(أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة إسرائيلية النقاب عن أن روسيا باتت ترى في القدس الغربية عاصمة لإسرائيل، بعدما ظلت موسكو لعقود ترى في تل أبيب فقط العاصمة.

وفي تقرير نشره موقعها اليوم السبت، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن التحول المفاجئ في السياسة الخارجية الروسية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، جاء في بيان صدر، أمس، عن الخارجية الروسية شدّد على "اعتراف موسكو بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل، في حين أنها ترى في القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية".

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الإعلان الصادر عن الخارجية الروسية جاء في إطار دعوة موسكو لإعادة إحياء المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل والتحذير من تداعيات الطريق المسدود الذي انتهت اليه.

وبحسب المعلق الدبلوماسي للصحيفة، إيتمار آيخنر، فإنه منذ حرب العام 1967 دأب الاتحاد السوفياتي وبعده روسيا الاتحادية على التعاطي مع تل أبيب كعاصمة لإسرائيل، حيث تم رفض الاعتراف بسيادة إسرائيل على أي جزء من القدس.

وأوضح آيخنر، أن الروس دعوا في الماضي إلى وضع القدس تحت نظام وصاية دولي، معتبراً أن الموقف الجديد يمثل تحولاً دراماتيكياً على الموقف الروسي من الصراع.



وحسب آيخنر، فإنه على الرغم من أن إسرائيل الرسمية تتحفظ على التعقيب على الخطوة الروسية إلا أنه اقتبس عن مصادر رسمية في تل أبيب قولها إن الإعلان الروسي يأتي في إطار حرص الإدارة الروسية على محاولة الانخراط في الجهود الأميركية الهادفة لحل الصراع مع الفلسطينيين من خلال عقد مؤتمر إقليمي، إلى جانب أن الخطوة قد تكون تحسباً لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.

وأعاد المحلل الإسرائيلي للأذهان حقيقة أن روسيا تحاول منذ فترة طويلة تنظيم لقاء يجمع كلاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في موسكو، لافتاً إلى أن نتنياهو يتملص من الموافقة على حضور هذا اللقاء.

وأشار آيخنر إلى أن الإعلان الروسي تجنب تحديد موقف من الخلافات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن القضايا الرئيسية للصراع، مبيناً أن الإعلان شدّد على أهمية حل الخلافات عبر المفاوضات بين الجانبين.

وفي سياقٍ متّصل، رجحت محافل إسرائيلية رسمية أن يعزز القصف الأميركي الذي استهدف أول أمس القاعدة الجوية التابعة لنظام بشار الأسد بالقرب من حمص السورية مكانة إسرائيل لدى روسيا.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي، مساء أمس الجمعة، عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن الرئيس فلادمير بوتين قد يرى في نتنياهو قناة الاتصال المناسبة للتواصل مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بهدف تطويق الأزمة بين واشنطن وموسكو في أعقاب العملية الأميركية.

ولفتت المصادر إلى أن بوتين يعي حجم التأثير الذي يحظى به نتنياهو لدى الإدارة الأميركية الجديدة وفي أوساط الأغلبية الجمهورية في الكونغرس. واستدركت المصادر قائلة إن إسرائيل ستشترط في أي تجاوب مع أي طلب روسي محتمل للتدخل لدى واشنطن ولعب دور الوسيط بينها وبين موسكو باستعداد بوتين لإعادة النظر في سماحه لكل من إيران و"حزب الله" اللبناني بلعب دور رئيس في سورية، كما هو حاصل حالياً.



وتوقعت المصادر أن تسهم العملية الأميركية في توسيع هامش المناورة الإسرائيلية في سورية وتقليص اعتماد إسرائيل على التنسيق مع الروس قبيل شن أية هجمات على أهداف داخل الأراضي السورية.

وفي سياق ذي صلة، قدرت دراسة صدرت، أمس، عن "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي أنه على الرغم من مظاهر تعاظم العلاقة بين موسكو وطهران كما عكست ذلك الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني حسن روحاني لموسكو، إلا أن طابع هذه العلاقة "نفعي وليس إستراتيجيا".

وجاء في الدراسة التي أعدها كل من رئيسة قسم الأبحاث الأسبق في جهاز "الموساد"،سيما شاين، ورجل الاستخبارات والسفير الإسرائيلي الأسبق في موسكو، تسفي مغين، أن الخلافات بين موسكو وطهران بشأن مستقبل سورية عميقة وأكبر من أن يتم احتواؤها.

وبحسب الدراسة، فإن موسكو المعنية بحل سياسي للصراع باتت تعي أن الدور الإيراني في سورية يمثل عبئاً عليها لأن جميع قوى المعارضة السورية ترفض منح أية مكانة لطهران في سورية ضمن أي حل للصراع الدائر هناك.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن هناك انتقادات متعاظمة داخل طهران تجاه الصمت الروسي إزاء الغارات الإسرائيلية التي تستهدف أهدافا لـ"حزب الله" داخل سورية. وشددت الدراسة على أن نجاح إسرائيل في مواصلة شن الغارات داخل سورية جعل روسيا تنظر إليها كلاعب إقليمي مهم يتوجب مراعاة مصالحه.






دلالات
المساهمون