قضية سكريبال... روسيا تطالب بريطانيا بسحب 50 دبلوماسيا إضافيا

31 مارس 2018
زاخاروفا: يتعيّن على بريطانيا خفض عدد دبلوماسييها (تويتر)
+ الخط -
أبلغت روسيا، بريطانيا، بأنّه يتعيّن عليها سحب "ما يزيد قليلاً عن 50" دبلوماسياً آخرين، على خلفية تفاقم الخلاف بين موسكو والغرب، بسبب قضية تسميم العميل الروسي السابق سيرغي سكريبال، بينما بدأ دبلوماسيون روس مغادرة الولايات المتحدة، تنفيذاً لقرار طردهم.

وكانت روسيا قد ردّت بالمثل على بريطانيا، وطردت 23 من دبلوماسييها، بسبب تسميم سكريبال (66 عاماً) وابنته يوليا (33 عاماً)، باستخدام "غاز الأعصاب"، في منطقة سالزبري جنوبي إنكلترا، في 4 مارس/آذار، حيث تتهم لندن موسكو بالمسؤولية عن الهجوم، الأمر الذي تنكره موسكو.

واستدعت روسيا السفير البريطاني لوري بريستو، مرة أخرى، أمس الجمعة، وأبلغته بأنّ أمام لندن مهلة شهر لخفض حجم بعثتها الدبلوماسية في روسيا، إلى نفس مستوى البعثة الروسية في بريطانيا.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، لـ"رويترز"، إنّ ذلك يعني أنّه يتعيّن على بريطانيا خفض عدد دبلوماسييها "بما يزيد قليلاً عن 50". وأضافت "طالبنا بالتكافؤ. يزيد عدد الدبلوماسيين البريطانيين على نظرائهم الروس بمقدار 50".

ورداً على سؤال عما إذا كان هذا يعني أنّه سيتعين على لندن سحب 50 دبلوماسياً بالضبط، قالت زاخاروفا: "ما يزيد قليلاً عن 50".

إجراءات "أكثر جرأة"

وفي السياق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، اليوم السبت، في تقرير، أنّ بعض المسؤولين الكبار في إدارة ترامب، يضغطون من أجل اتخاذ إجراءات "أكثر جرأة" تجاه روسيا.

وبينما تنتهي رسمياً، مهمة وزير الخارجية المقال ريكس تيلرسون، اليوم السبت، الذي رأى أنّ عاماً واحداً من محاولة التعاون مع روسيا لم يسفر عن الكثير من النجاح، أشارت الصحيفة إلى أنّ خليفته المعيّن مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي جون بولتون، يعتبران أكثر "صقورية" بالنسبة لمقاربة التعامل مع روسيا.

في الوقت نفسه، أعرب بعض المسؤولين في البنتاغون، وفق الصحيفة، عن الحذر من تصاعد النزاع مع روسيا، مشيرين إلى إمكانية انعكاس ذلك كعواقب في سورية، حيث تقوم كل من الولايات المتحدة وروسيا بتنفيذ عمليات عسكرية هناك.

وقلل بعض المسؤولين الأميركيين، وفق الصحيفة، من شأن طرد روسيا 60 دبلوماسياً أميركياً،، قائلين إن الولايات المتحدة ستواصل المضي قدماً في قرارها.

وقال دان كوتس مدير المخابرات الأميركية، في ندوة في أوستن بولاية تكساس، يوم الخميس، "هذا لمصلحتنا. هناك روس في أميركا، أكثر بكثير من الأميركيين في روسيا في وكالات الاستخبارات".

الروس يغادرون أميركا

إلى ذلك، أعلن السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، اليوم السبت، مغادرة عدد من دبلوماسيي بلاده، الولايات المتحدة، تنفيذاً لقرار الطرد الصادر بحق 60 منهم على خلفية قضية تسميم سكريبال.

ونقلت وكالة الأنباء الروسية "تاس"، عن أنطونوف، قوله، وفق ما أوردت "الأناضول"، إنّه "في 31 مارس (آذار) الجاري، غادر جميع الدبلوماسيين الذين وصفتهم الولايات المتحدة بأنّهم أشخاص غير مرغوب فيهم، الأراضي الأميركية برفقة عائلاتهم".

وأضاف أنّ "171 مواطناً روسياً (بينهم الدبلوماسيون المعنيون) غادروا، اليوم السبت، الولايات المتحدة".

من جهتها، وفّرت الحكومة الروسية طائرتي ركاب لإجلاء الدبلوماسيين وعائلاتهم، وفق المصدر ذاته.

وانضمت الولايات المتحدة، هذا الأسبوع، إلى عشرات الدول، منها عدة دول أوروبية، في طرد أكثر من 150 دبلوماسياً وموظفاً في بعثات روسية.

وأعلنت واشنطن طرد 48 دبلوماسياً روسياً يعملون في السفارة الروسية بالعاصمة، و12 آخرين يعملون في البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك. كما أعلنت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل، في إطار رد الفعل المنسّق بين الحلفاء الغربيين.


غير أنّ مسؤولاً في وزارة الخارجية الأميركية، قال لـ"فرانس برس"، يوم الجمعة، إنّ بإمكان روسيا استبدال الـ60 دبلوماسياً الذين طردتهم واشنطن، بعد أن اعتبرتهم "جواسيس"، على خلفية قضية تسميم سكريبال، وذلك بتسمية دبلوماسيين جدد.

وقال المسؤول الأميركي، إنّ "الولايات المتحدة طردت 48 موظف استخبارات روسياً، لكنّها لا تشترط على البعثة الروسية خفض العدد الإجمالي لموظفيها". وأضاف أنّ "الحكومة الروسية تبقى حرة في تقديم أوراق اعتماد للمناصب الشاغرة في بعثتها. وسيتم درس كل طلب على حدة".

وكثيراً ما بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، متردداً في انتقاد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وفي اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، هنأه على إعادة انتخابه. لكن عمليات طرد الدبلوماسيين، هذا الأسبوع، كانت غير مسبوقة في حجمها، وتؤكد وزارة الخارجية أنّ واشنطن تحتفظ بحق الرد على عمليات الطرد "غير المبررة" التي قامت بها موسكو.

 

على صعيد آخر، قالت وزارة النقل الروسية، اليوم السبت، إنّ موسكو ستطلب توضيحاً رسمياً من بريطانيا، لسبب خضوع طائرة ركاب تابعة لشركة "إيروفلوت" الروسية، للتفتيش، في مطار هيثرو، أمس الجمعة.


وقالت وزارة النقل في روسيا، اليوم السبت، بحسب ما أوردت "رويترز"، إنّها تريد معرفة ما حدث. وأضافت، في بيان، "إذا لم يكن هناك تفسير فسيعتبر الجانب الروسي الإجراءات حيال طائرتنا غير قانونية وسيحتفظ بالحق في اتخاذ إجراء مماثل ضد شركات الطيران البريطانية".
وكانت السفارة الروسية في بريطانيا، قد قالت، في بيان، إن "ضباط قوة الحدود والجمارك فتشوا الطائرة التي كانت تقوم برحلات إيروفلوت رقم 2582/2583 موسكو-لندن-موسكو. هذا النوع من الأحداث غير عادي".

وأضافت أنّ المسؤولين البريطانيين امتنعوا عن تحديد أسباب تفتيش الطائرة. وقال البيان إنّ "السفارة أرسلت مذكرة دبلوماسية تطالب الجانب البريطاني بتقديم تفسير لهذه الواقعة".