وقّعت موسكو ونيودلهي اليوم الأربعاء، حزمة واسعة من الاتفاقات على هامش منتدى الشرق الاقتصادي الروسي، ضمن استراتيجية عمل لتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري.
وحسب وكالات روسية، جرى توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم، عقب مفاوضات عقدها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي في مدينة فلاديفوستوك في الشرق الأقصى الروسي.
ومن أبرز الوثائق المبرمة، اتفاق حكومي بين روسيا والهند للتعاون في مجال الإنتاج المشترك لقطع الغيار ومكونات الأسلحة والمعدات العسكرية الروسية. وتسعى روسيا إلى استمالة الهند لكسبها في التحالف الروسي الصيني المقاوم لاستراتيجية الرئيس ترامب الرامية إلى تفكيك النظام المالي والاقتصادي العالمي وتدمير العولمة وبناء نظام أحادي جديد في مكانها يخدم مصالح الولايات المتحدة.
وقال بوتين، حسب ما ذكرته "قناة روسيا "اليوم، إنه تم التوقيع على الكثير من الاتفاقات التي ستسهم في تعزيز التعاون مع نيودلهي، وخاصة في المجال العسكري.
وأضاف، أن البرنامج الثنائي للتعاون العسكري التقني بين البلدين حتى العام 2020 يجري تنفيذه بنجاح، كما يجري إعداد نسخة جديدة من هذا التعاون للسنوات العشر المقبلة.
وتشير توقعات اقتصادية إلى أن حجم الاقتصاد الهندي ربما سيتجاوز كلا من بريطانيا وفرنسا، ليصبح أكبر خامس اقتصاد في العالم خلال الأعوام المقبلة.
وتستهدف الهند زيادة قيمة الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 5 تريليونات دولار بحلول العام 2024. وتستفيد الهند حالياً من ارتفاع الدخول وزيادة نسبة الطبقة الوسطى المهمة للاستهلاك والاستقرار السياسي.
وأشار بوتين إلى أن المفاوضات ستنطلق قريبا بشأن اتفاقية للتجارة الحرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، الذي يضم كلا من روسيا، بيلاروسيا، كازاخستان، أرمينيا، قيرغيزستان.
من جهته، قال مودي إن الاتفاقات الموقعة ستعمق التعاون المشترك مع روسيا، مؤكدا استعداد بلاده الدائم للتعاون مع روسيا والمشاركة في مؤتمر الشرق الاقتصادي الروسي.
وأضاف أن الهند وروسيا اتفقتا على خريطة للتعاون لمدة خمس سنوات في إنتاج الهيدروكربونات، وتطوير الغاز الطبيعي المسال في الشرق الأقصى ومنطقة القطب الشمالي. وانطلقت اليوم فعاليات منتدى الشرق الاقتصادي الروسي في مدينة فلاديفوستوك بنسخته الخامسة، بمشاركة نخبة من السياسيين والاقتصاديين من مختلف أنحاء العالم، حيث من المتوقع أن يحضر المنتدى الذي سيستمر حتى السادس من سبتمبر/ أيلول، نحو 8 آلاف مشارك من 60 بلداً.
وبحكم الموقع الجغرافي لمدينة فلاديفوستوك المطلة على المحيط الهادئ، يشهد المنتدى مشاركة واسعة لقطاع الأعمال من الدول الآسيوية.