تتخوف روسيا من إجراءات حظر أميركية جديدة تطاول بعض شركاتها خلال الشهر الجاري. وقال رئيس الوزراء الروسي ديميتري مدفيديف، أمس الأربعاء، إن بلاده جاهزة لدعم الشركات التي ستقع تحت طائلة أي حظر أميركي جديد.
وحسب وكالة تاس الروسية، ذكر مدفيديف" إن الحظر شيء مؤسف، ولكن في حال حدوثه فإننا مستعدون لدعم الشركات الكبرى".
من جانبها "أكدت وزارة المالية الروسية أن البلاد ستنجح في تجاوز العقوبات الأميركية في حال فرضت على الدين الحكومي الروسي، وذلك بفضل الاحتياطيات النقدية الأجنبية التي تراكمت على مر السنين".
وأوضح نائب وزير المالية الروسي سيرغي ستورتشاك للصحافيين أمس الأربعاء قائلاً: "لقد نما سوق الاقتراض الروسي خلال السنوات الماضية، حيث أصبح لدينا مؤسساتنا ومستثمرونا، إلى جانب مشاركين فاعلين آخرين في السوق مثل صناديق التقاعد وشركات التأمين، لذلك اعتقد أننا سننجح في التعامل مع العقوبات".
وتابع المسؤول الروسي: "يضاف ذلك للاحتياطيات التي راكمتها روسيا خلال السنوات الماضية، والتي يمكن أن نستخدمها لتمويل عجز الميزانية الروسية، لذلك ليس هناك تخوف من ذلك في وزارة المالية الروسية".
وجاءت تصريحات المسؤول في وزارة المالية الروسية بعد أن أعلنت الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء أنه سيتم توسيع عقوبات واشنطن ضد موسكو، متذرعة بأن روسيا لم تنفذ الشروط الأميركية بخصوص الأسلحة الكيميائية.
وتعني عقوبات واشنطن إغلاق الطريق أمام الحصول على قروض بالعملات الصعبة في أسواق المال العالمية، وكذلك منعها من تسويق سندات الدين القديمة. وترى وزارة المالية الروسية أن لديها احتياطات كافية بالنقد الأجنبي.
وتقول في هذا الصدد "في حال فرضت عقوبات من هذا النوع على روسيا فيستبعد أن تؤثر في وضعها المالي، نظراً لاحتياطياتها التي بلغت مطلع أكتوبر 450 مليار دولار، إضافة لقدرة الحكومة الروسية على الاستدانة من السوق المحلية".
وتسعى روسيا إلى تقوية علاقاتها التجارية والمالية مع الصين حتى تتمكن من الحصول على أية قروض بالدولار في حال فرض حظر أميركي جديد يمنعها من الوصول لأسواق المال العالمية.
وقال مدفيديف الذي يزور بكين حالياً في إشارة إلى الصين : "نهجنا هنا موحد، نحن نرى أن كل ما تم القيام به في هذا المجال، يجب أن يدعم التجارة الدولية، والتبادل الدولي للاستثمارات، وليس أن ينطوي في إطار دول أو أقاليم بعينها، نظرا لأن هذا يعيق التطور عموما".
وأبرمت روسيا والصين، يوم الثلاثاء، ثلاثة عقود لتوريد الأسلحة في ثلاث بيئات، بحرية، وجوية، وأرضية.
كما أكدت وزارة الخارجية الصينية، أن التعاون الصيني الروسي في المجال العسكري هو قانوني بين الدولتين وضمن القوانين الدولية، كما أن الصين ستواصل تعزيز التعاون بشكل مستمر مع روسيا بالرغم من العقوبات الأميركية.