روحان حسين... "الراب" هو المرادف للشعر

01 مايو 2016
روحان حسين (الفيسبوك)
+ الخط -
كل ما رآه في سورية خلال زياراته المتكررة لها، كان غريباً وممتعاً وغنياً في آن، فلم تطغ طفولته الفرنسية على جذوره السورية، وأصوله الكردية، وإنما كانت هذه الهويات، رموزاً ومعانيَ، عكسها، روحان حسين، من خلال موسيقاه وأغنياته.

يتحدث الفنان العشريني، بلغة فرنسية طليقة، تتخللها كلمات عربية متثاقلة، عن بداية تعلقه بفنون الأداء وموسيقى الراب، التي دفعته بمرحلة ما، إلى ترك كلية الطب والتخصص بالإنتاج السمع/بصري.

تعرف على ثقافة "الهيب هوب" بعمر الثالثة عشرة، وكونها ثقافة حركية تضم عداً من الفنون، فكانت بمجملها مساحة خصبة، انتقى منها روحان ما يشاء من أدوات للتعبير، فعبر بالرسم أحياناً، وبالغناء أحياناً أخرى، وبشكل خاص موسيقا "الراب". "أعتبر أن موسيقا الراب هي مرادف لكلمة شعر، ولذلك على هذا الفن أن يكون عميقاً واخزاً ومُتقناً، فالراب ليس مجرد كلمات محشوة ضمن سرد موسيقي، وقواف واحدة، إنه حالة للتعبير الصادق والصريح وغير المتكلف، بلغة شعرية يفهمها الجميع".

يستحضر الفنان العشريني ذكرياته عن دمشق وحرستا وعفرين، ويكمل حديثه عن جلال الدين الرومي وعمر الخيام والكابتن ماجد بدبلجته العربية، والتي شكلت بالإضافة للمكان جزءاً مهماً من شخصيته وتفكيره: "كانت زياراتي لسورية غنية جداً، يخبرني أبي قصصاً عن مارسيل خليفة وجلال الدين الرومي، شخصيتان أثّرتا في موسيقاي وفي تفكيري حينما كبرت”.



يوضح روحان لـ “العربي الجديد”، أن هويته المتعددة دفعته ليكون وسيطاً للسلام عن طريق الفن. السبب الأخير، دفعه لإطلاق مشروع عام 2016، بعنوان Pacific State، وهي أغنية يعكس من خلالها، خمس سنوات من الحروب في مناطق متعددة من العالم، “أنا أؤمن بقوة الكلمة، أمضيت سنة كاملة أحضر للمشروع، كتبت عشرات الأوراق، قرأها أصدقائي، اخترت بالمصادفة موسيقى معينة، كانت أساس الأغنية، وارتجل صديقي بعض المقطوعات الشرقية لتكون ضمنها”.

أراد روحان لمشروعه أن يكون أصيلاً، ويشدد على كونه “مشروعاً"، وليس فقط أغنية لأن الهدف الأساسي الآخر منه، هو تحقيق ريع مادي، لدعم ثلاث جمعيات غير ربحية تساعد اللاجئين، وهي: الخوذ البيضاء، وجمعية في لبنان تقدم الدعم التعليمي للأطفال، بالإضافة لمنظمة (ٍSOS medetranian) أو جمعية، الكابتن مارتينيز، الإسباني الذي استخدم قواربه للمساعدة في إنقاذ اللاجئين من الغرق بعرض البحر.

مشروع روحان الأخير كان نقلة نوعية له على كافة الأصعدة، وخطوة مهدت له طريقاً للعمل على أول ألبوم غنائي، بعنوان “جنة العريف"، وذلك تيمناً بجنة العريف التي بنيت في القرن السابع بالقرب من قصر الحمراء في غرناطة. ليكون دعوة يزور المستمع خلالها عوالم روحان الموسيقية والثقافية.






المساهمون