أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال اتصال هو السادس تلقاه من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال الشهرين الماضيين، أن بلاده ترى أن "لا معنى للتفاوض مع أميركا في ظل بقاء العقوبات"، ليرفض بذلك إجراء أي لقاءٍ مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارته المرتقبة هذا الشهر للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد روحاني، وفقاً لما أورده موقع الرئاسة الإيرانية، أن اجتماع إيران مع مجموعة (خمسة زائد واحد) أي بمشاركة أميركا "سيكون ممكناً في حال رُفعت العقوبات".
وأضاف روحاني أن طهران "ستعود إلى تعهداتها بموجب الاتفاق النووي اذا أصبحت التوافقات مع أوروبا نهائية"، في إشارة غير مباشرة إلى أن هناك توافقات مبدئية، لكنها غير نهائية، وهي بحاجة لموافقة أميركية لتصبح نهائية.
وأشار روحاني إلى المرحلة الثالثة من خفض إيران تعهداتها النووية، قائلاً إنها "تخضع لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، قبل أن يبلغ نظيره الفرنسي أن هذه المرحلة "قابلة للعودة عنها".
واعتبر الرئيس الإيراني أن "تمتين الاتفاق النووي وتأمين الممرات المائية في العالم، منها الخليج وبحر عمان، يمثلان هدفين كبيرين"، مضيفاً أن ذلك "لصالح العالم بما فيه الاتحاد الأوروبي وأميركا".
ومضى قائلاً إن الاتفاق النووي "كان يمثل فرصة كبيرة للجميع للاستثمار في الاقتصاد الإيراني النامي"، مشدداً على ضرورة أن يلعب الاتحاد الأوروبي وخصوصاً فرنسا "دورهما في الحفاظ على هذا الاتفاق" قبل أن يقدم الشكر لماكرون على جهوده في هذا السبيل.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوتشين، أعلنا، الثلاثاء، أنّ ترامب مستعد للقاء الرئيس الإيراني "بدون شروط مسبقة"، بعدما أقال الرئيس الأميركي بولتون. لكنهما شددا على أنّ واشنطن ستبقي حملة "الضغوط القصوى" على طهران.
وفيما تربط إيران تنفيذها الكامل للاتفاق النووي والعودة إلى تعهدات أوقفتها، بتمكينها من بيع نفطها وعودة عوائده إلى الداخل، توصلت خلال الشهر الماضي، مع فرنسا إلى اتفاق لتأسيس خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار مقابل رهن النفط الإيراني، لكن واشنطن رفضت منع إعفاءات على العقوبات المفروضة على تصدير إيران نفطها.
وفي السياق، أكد الرئيس الإيراني، اليوم الأربعاء، في اجتماع لحكومته، أن بلاده "ستنفذ المرحلة الرابعة ومراحل أخرى إذا استدعت الضرورة".
كما وصف روحاني المرحلة الثالثة لخفض إيران تعهداتها النووية، بـ"الأهم من المرحلتين السابقتين"، مؤكداً أن إيران تريد التقنية النووية السلمية، وأنها تتبع استراتيجية "التعهد مقابل التعهد" في تنفيذ الاتفاق النووي.
وكانت شبكة "بلومبيرغ" الأميركية كشفت، نقلًا عن ثلاثة مصادر مطّلعة على القضية، أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ناقش تخفيف العقوبات على إيران للمساعدة في تأمين لقاء مع الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قد يُعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، وهو ما أثار حفيظة مستشار الأمن القومي المقال، جون بولتون.