أجرى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لقاءً مع التلفزيون المحلي الإيراني مساء اليوم، الأحد، ركز فيه على نتائج الاتفاق النووي، التي وصفها بالإيجابية، والتي اعتبر أنها ستعود على بلاده بالفائدة، كما توجه في كلامه إلى منتقدي الاتفاق والمتخوفين من بعض التنازلات، التي قدمها وفده المفاوض كما يرون.
وقال روحاني إن المفاوضات النووية أرست أسس تعامل طهران مع الآخرين في العالم، كما أسفرت عن اتفاق جيد ومربح لكل الأطراف حسب تعبيره، مضيفا أنه يأمل أن يتم تطبيق الاتفاق عمليا في القريب العاجل، حتى يلمس الإيرانيون تبعاته على الأرض.
وذكر روحاني أن إيران لا تخشى من التهديد، كما استطاعت أن تثبت خلال مفاوضاتها مع الغرب أن سياسة الحوار هي الأنجح، قائلا إن أبرز الإنجازات التي حققتها إيران تتلخص بإخراج الملف النووي من تحت الفصل السابع، وإلغاء العقوبات المفروضة على البلاد بسبب النووي، فضلا عن الحصول على اعتراف دولي بالحقوق الإيرانية الأساسية.
وفي رسائله الموجهة للداخل، أكد روحاني أنه يعمل لتحقيق وعوده الانتخابية، قائلا إنه سيتم حل القضية التي تهم الإيرانيين أكثر من غيرها وهي نسبة التضخم الاقتصادي، حيث سيتم التحكم بها بشكل كبير خلال الأشهر القليلة القادمة، مشيرا إلى أن بلاده ستحقق نموا اقتصاديا ملموسا مستقبلا.
ورغم أن الرئيس الإيراني اعتبر أن سياسة فرض الحظر على إيران غير مجدية، إلا أنه أكد أنها أثرت سلبا على اقتصاد البلاد، قائلا إن إلغاء العقوبات لا يعني أن طهران ستستغني عن سياسة بناء اقتصاد مقاوم، أو عدم التركيز على زيادة إنتاجها المحلي.
وكان لمنتقدي الاتفاق، ولا سيما المنتمين للطيف المحافظ المتشدد حصة كبيرة من كلام الرئيس، حيث تخوف هؤلاء من الإبقاء على العقوبات الصاروخية والعسكرية، فضلاً عن فتح باب المواقع العسكرية أمام المفتشين الدوليين بموجب الاتفاق ذاته مستقبلا، فطمأن روحاني هؤلاء قائلا إن أمن البلاد ملف غير قابل للمساومة، مشيرا إلى أن إيران وقعت في السابق وبشكل طوعي على البروتوكول الإضافي من معاهدة الحد من الانتشار النووي، وهو البروتوكول الذي يسمح بتفتيش مشروط لبعض المنشآت غير النووية.
وأكد روحاني على ضرورة حفظ الأسرار العسكرية والأمنية، مشيرا إلى أن العقوبات المتبقية لا تعني الحد من قدرة إيران العسكرية، وأوضح أن العقوبات التي تمنع إيران من الحصول على صواريخ باليستية لمدة ثماني سنوات تتعلق بذاك النوع من الصواريخ القابلة لحمل رؤوس نووية، وقال إن إيران لا تريد امتلاك هذا النوع من الصواريخ بالأساس.
ومن هنا، توجه روحاني للخارج، فطمأن الكل أن بلاده لا تنوي إنتاج قنبلة نووية أو امتلاك سلاح نووي، قائلا إنه كان من الأجدر أن تصنع إيران هذا السلاح خلال فترة الحرب مع العراق، لكن البلاد لا يمكن أن تفضل هذا الخيار، معتبرا أن لدى الإيرانيين مشكلة ثقة مع بعض الأطراف الغربية، ولكنه اعتبر أن ذلك لا يعني أنه لا يمكن فتح حوار بهدف التعاون وحلّ بعض المسائل.
وعن سياسة إيران الخارجية خلال مرحلة ما بعد الاتفاق، أكد الرئيس الإيراني على أن لدى إيران مبادئ وأسساً لا يمكن تعديلها، ولكنه اعتبر أن الاتفاق النووي هيّأ أجواءً سياسية جديدة، وأضاف أن الحلول لما يجري في أماكن، كسورية واليمن، يجب أن تكون سياسية بالدرجة الأولى، حسب قوله.
اقرأ أيضاً: إيران تدعو أمانو إلى الحياد قبل لقائه أعضاء الكونغرس