تحدث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الأربعاء، عن "فشل" أميركي وشيك بشأن تفعيل آلية "فضّ النزاع" في ما يخص الاتفاق النووي، بعد مضيّ شهر على إخطار مجلس الأمن بذلك، وخاطب السلطات الأميركية قائلاً: "تتحدثون عن النجاح، فكيف نجحتم؟ بينما فشلتم في كسب دعم الدول الأخرى ما عدا الكيان الصهيوني ودولتين صغيرتين أخريين في المنطقة. فكيف تتحدثون عن نجاحكم؟".
وأضاف روحاني، خلال تصريحاته باجتماع الحكومة وفقاً لموقع الرئاسة، أن "يومي السبت والأحد المقبلين يوما انتصار الشعب الإيراني وهزيمة مدوية لأميركا"، قائلاً إن "آلية فضّ النزاع لم يجرِ تفعيلها"، مشيراً إلى أن واشنطن لا يحقّ لها تفعيل الآلية.
وأضاف أن آلية "فضّ النزاع" أو"الزناد" "تخصّ أعضاء الاتفاق النووي، لا دولة انسحبت منه"، داعياً الولايات المتحدة الأميركية إلى "الإعلان للعالم أنها فشلت في تفعيل الآلية"، ومعتبراً أن "هذه الهزيمة من النجاحات والانتصارات الكبيرة التاريخية لإيران".
من جهته، هاجم رجل الدين محمد غلبايغاني، الذي يترأس مكتب المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشدة، قائلاً إنّ "السيد ترامب خلال فترة قصيرة تحول إلى مجرم وهو من عرق النازيين الألمان وسافر أجداده إلى أميركا وحصلوا على الجنسية الأميركية".
وأضاف غلبايغاني خلال حفل بطهران، وفقاً لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، أنّ الولايات المتحدة الأميركية "لم تكن داعية للخير أبداً"، منتقداً أصواتاً إيرانية تدعو إلى التفاوض معها. وقال إنّ "أفراداً من الداخل خياليون جداً لتصورهم أنّ التفاوض مع أميركا هو لصالح إيران، لكن هذا التفكير مجرد خيال وحلم".
وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، قد أكد يوم الاثنين الماضي، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، أن "الولايات المتحدة ستحقق نجاحاً خلال أسبوع وستُفعّل آلية فضّ النزاع"، داعياً الدول الأوروبية إلى الالتحاق بالركب الأميركي لضمان حظر التسليح على إيران، الذي سينتهي اعتباراً من الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل بموجب القرار الـ2231 الأممي المكمل للاتفاق النووي. إلا أن الإدارة الأميركية بعد إخفاقها في تمديد هذا الحظر في مجلس الأمن خلال الشهر السابق، تسعى إلى تحقيق ذلك عبر تفعيل آلية "فضّ النزاع" المنصوص عليها في الاتفاق النووي لحلّ الخلافات بين شركاء الاتفاق.
ومن شأن تفعيل الآلية، أن يحيي 6 قرارات أممية سابقة صدرت ضد إيران، ألغيت بموجب القرار الـ2231 الصادر بعد التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015. وبعد إحياء هذه القرارات، سيعاد تلقائياً فرض العقوبات الأممية وقيود على البرنامج النووي الإيراني، فضلاً عن تمديد حظر الأسلحة على طهران، الذي فشلت واشنطن أخيرا في تمديده في مجلس الأمن، كذلك سيُدرج اسم إيران مجدداً تحت الفصل السابع الأممي.
وبعد إخطار واشنطن مجلس الأمن خلال الشهر الماضي، بتفعيل الآلية، الذي ينص الاتفاق النووي والقرار 2231 على أنها بعد شهر من إخطار أحد أعضاء الاتفاق ستفعَّل تلقائياً ما لم يجرِ التوصل إلى حلّ للخلافات، أعلنت 13 دولة عضواً في المجلس معارضتها للتوجه الأميركي، بما فيها بقية شركاء الاتفاق النووي، وهم الصين، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا وبريطانيا.
واعتبرت هذه الدول أن واشنطن لم تعد عضواً في الاتفاق النووي، ولا يحق لها تفعيل هذه الآلية، إلا أن الإدارة الأميركية قدمت تفسيراتها القانونية للأمر، معتبرة أنها باعتبارها أحد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن يمكنها استخدام آليات في القرارات الصادرة عنه، فضلاً عن أنها قالت إن القرار 2231 ينص على أن "الدولة المشاركة في خطة العمل الشاملة المشتركة" بإمكانها استخدام آلية "فضّ النزاع"، مشيرة إلى أنها أيضاً دولة شاركت في التوصل إلى الخطة. غير أن بقية شركاء الاتفاق يؤكدون أن المقصود من الدولة المشاركة، هو "الدولة العضو المستمرة في عضويتها".
ورغم هذه المعارضة، لم يقم هؤلاء الشركاء حتى الآن بخطوات عملية في مواجهة الحراك الأميركي لتفعيل آلية "الزناد".