وقال روحاني في مستهل رسالته إنه يوجّهها إلى الشعب الأميركي باسم الشعب الإيراني بمناسبة عيد "النوروز" والعام الفارسي الجديد، مشيراً إلى تفشي كورونا الجديد في إيران وصعوبات مواجهته، مؤكداً أنّ هزيمته "مسؤولية عالمية"، وحذر أنه "في ظروف الوباء العالمي الخطير تزول المسافة بين طهران وباريس ولندن وواشنطن".
وشدد الرئيس الإيراني على أنّ "أي سياسة عدائية وقصيرة النظر تتسبب بإضعاف نظام إيران الصحي ومواردها المالية في إدارة أزمة كورونا، ستؤثر بشكل مباشر على عملية مكافحة هذا الوباء في بقية الدول"، متهماً البيت الأبيض بالمساهمة في تفشي كورونا في إيران، وقال إنّ الإيرانيين يواجهون الفيروس "بينما يخضعون لأقسى إرهاب اقتصادي أميركي في التاريخ"، في إشارة إلى العقوبات.
وأضاف أنّ "الإدارة الأميركية لا تريد التخلي عن سياسة الضغوط القصوى"، التي وصفها بأنها "شيطانية"، قائلاً إنها من خلال مواصلة العقوبات "تدعم فيروس كورونا".
وقال روحاني إنّ العقوبات الأميركية "تسببت في أن يفقد الكثير من المواطنين الإيرانيين العاديين صحتهم وعملهم ودخلهم"، مشيراً إلى أنّ بعضهم "فقدوا أرواحهم أيضاً بسبب هذه العقوبات".
وأكد أنّ الشعب الإيراني "سيصمد مرفوع الرأس ومقاوماً، سواء في وجه فيروس كورونا أو العقوبات والسياسات الظالمة واستراتيجية الضغوط القصوى للإدارة الأميركية الراهنة، وسيتجاوز هذه الأيام"، متسائلاً "هل يقبل الشعب الأميركي أن تفرض هذه الضغوط الظالمة باسمه وبأصواته وبضرائبه على الشعب الإيراني؟".
ودعا الأميركيين إلى "استجواب الإدارة الأميركية وعدم السماح لها بحرق أوراق التاريخ الأميركي"، مخاطباً إياهم بـ"اسم العدالة والإنسانية والضمائر الطاهرة والفطرة الإلهية، أدعوكم إلى تنبيه حكومتكم وأعضاء الكونغرس بأن العداء والضغوط والعقوبات لم ولن تجدي أي نفع".
وعزا عدم إصلاح واشنطن "سياساتها الخاطئة وتدخلاتها في العالم والشرق الأوسط إلى تحليل خاطئ لأوضاع المنطقة والتوصيات الاستشارية المضللة من قبل أعداء إيران"، متهماً الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"نكث وعوده الانتخابية"، قائلاً إنّ "من فاز بأصوات الشعب الأميركي تحت شعار الخروج من الشرق الأوسط وإعادة الجنود إلى بيوتهم، قد تخلى عن وعوده ويمارس أقصى التدخلات في المنطقة على حساب أموال الأميركيين".
وختم الرئيس الإيراني رسالته بالقول: "إننا في إيران أهل التفاوض دائماً، ولن نهابه، كما أثبتنا ذلك في مفاوضات مجموعة 1+5"، مشترطاً ذلك بشكل غير مباشر بـ"الالتزام بالتعهدات كضرورة قانونية وأخلاقية ودولية"، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مؤكداً أنّ بلاده أثبتت أنها "ملتزمة بالتعهدات، ولن نقبل بنقض العهود من قبل الآخرين".
وشدد على أنّ "الشعب الإيراني يعرف قيمة الصداقة والاحترام المبنيين على مبادئ الكرامة والإنسانية، ويرد على ذلك بإيجاب"، إلا أنّه أكد في الوقت ذاته، أنه "يقف في مواجهة الضغوط والتهديدات ويدافع عن نفسه بشجاعة"، خاتماً بالقول إن بلاده "ترد على لغة القوة بقوة، وترد على لغة الكرامة باحترام".