وقال روحاني، في المؤتمر الصحافي الذي بثه التلفزيون الإيراني، إن التفاوض "يتوقف على العودة إلى ظروف عادلة"، مشيراً إلى أن "الأميركيين وصلوا إلى قناعة بأن المسار الذي اختاروه خاطئ، وأنه لن يكون مؤثراً"، مقرّاً بأن العقوبات الأميركية أحدثت "مشاكل" لإيران، "لكنها لن تثمر".
ولفت الرئيس الإيراني إلى أمن المنطقة، قائلاً إن "السلام والاستقرار الإقليميين لن يتحققا من دون مشاركة إيران"، مشيراً في هذا الصدد إلى مشروع "السلام في هرمز" الذي قدّمه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر/ أيلول الماضي، لضمان أمن الملاحة في الخليج.
وشدد روحاني على أن إيران تواصل "الصمود والمقاومة" في مواجهة الضغوط الأجنبية، قائلاً إن "المؤشرات على الأصعدة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تشير إلى أن الوضع يتجه نحو الأفضل".
وأضاف أنه في ظل العقوبات الأميركية "حققنا اقتصاداً من دون النفط خلال العامين الأخيرين، وخاصة العام الراهن"، معتبراً وضع إيران اليوم في المنطقة "أفضل مما كان عليه قبل عامين".
وفي معرض رده على سؤال حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، قال روحاني إنه "لا يهم" بلاده من يحكم في واشنطن، وإنما يهمها "السياسات الأميركية"، ليدعو أميركا إلى "إنهاء الأحادية واتخاذ التعددية" في سياساتها.
وقال ردا على سؤال بشأن تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حول تلقي طهران رسائل من السعودية للتفاوض، إن بلاده تلقت "رسائل متعددة" عبر أطراف إقليمية وأوروبية، و"دول مثل باكستان والعراق، ودول أوروبية نقلت إلينا رسائل".
وأكد أن "ردنا كان أنه لا توجد مشاكل معقدة غير قابلة للحل مع السعودية"، معلنا عن استعداد بلاده للتفاوض، وقال: "أي وقت تكون فيه السعودية مستعدة فإن القضايا الخلافية بين البلدين قابلة للحوار".
واعتبر روحاني أن "أهم قضية في المنطقة، وبالنسبة للسعودية، هي المسألة اليمنية"، معتبرا أن الرياض "ارتكبت خطأ كبيرا في اليمن"، متهما إياها بارتكاب "جرائم ومجازر غير مسبوقة".
إلا أن الرئيس الإيراني ربط الحوار مع السعودية بوقف الحرب على اليمن من خلال القول إنه "في حال أوقفت السعودية عدوانها على اليمن ستتهيأ ظروف أفضل للحوار والمصالحة".
التفاوض مع الإمارات
وحول تقرير لقناة "إي بي سي نيوز" الأميركية بشأن مفاوضات سرية بين إيران والإمارات، وإن كانت الأخيرة حذرت واشنطن من شن حرب على إيران، أكد روحاني وجود مفاوضات مع الإمارات، رافضا الكشف عن فحواها، وقال إن "المفاوضات مع الإمارات كانت وما زالت قائمة".
وأضاف أن العلاقات بين طهران وأبوظبي "مستمرة دائما".
وأكد أنه "فضلا عن الإمارات، فإن الدول الأخرى في المنطقة حذرت أميركا من الحرب في المنطقة"، معتبرا أنها "ليست في مصلحة المنطقة ودولها"، وأشار إلى أن بلاده "لا تسعى إلى الحرب، والأميركيون أيضا لا يرغبون في الحرب".
وقال الرئيس الإيراني إن نظيره الأميركي دونالد ترامب "لا يريد الحرب وهو بصدد الفوز في الانتخابات"، مشيرا إلى أن الحرب ستؤثر سلبا على فرص فوزه، ولها "أثمان انتخابية".
"الاستقالة" والانتخابات
وعلى الصعيد الداخلي، نفى الرئيس الإيراني الأنباء التي راجت أخيرا حول اعتزامه الاستقالة، مشيرا إلى أنها "إشاعات ولم يتبادر إلى بالي موضوع الاستقالة أبدا"، مؤكدا أن حكومته ستواصل عملها "حتى آخر يوم وساعة" من مدتها الدستورية.
وكشف روحاني عن أنه مرتين أراد مغادرة المنصب، قائلا إن المرة الأخيرة كانت خلال العام الماضي "ولأسباب لا أريد ذكرها، طرحت ذلك مع قائد الثورة (علي خامنئي)"، مؤكدا أن خامنئي رفض ذلك "بشكل قاطع، وأكد أنني لن أسمح أن تغادر الحكومة عملها قبل إتمام مدتها ولو لساعة".
والمرة الأولى، بحسب روحاني، كانت بعيد فوزه في الانتخابات، و"قبل حفل التنصيب"، كاشفا عن أنه خلال لقاء مع خامنئي "قلت أنا مستعد لعدم تولي المسؤولية إذا كان هناك شخص آخر أو حكومة أخرى يمكنهما تقديم خدمات أفضل للبلاد، إلا أنه رفض رفضا قاطعا".
كما أشار روحاني إلى الانتخابات البرلمانية الإيرانية، المزمع إجراؤها يوم الجمعة المقبل، وقال في معرض رده على انتقاداته لمجلس صيانة الدستور خلال الفترة الأخيرة، وتحذيره من تحول الانتخابات إلى "تنصيبات" و"انتخابات غير تنافسية"، بسبب رفض ترشح عدد من المرشحين من قبل المجلس، مشيرا إلى أنه عندما وجّه هذه الانتقادات تلقى تقريرا من وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، حول "عدم تنافسية الانتخابات في 70 دائرة انتخابية، وهذا أقلقني".
وأضاف: "اليوم الظروف أصبحت مختلفة إلى حد ما، وهناك نشاط وحيوية نسبية"، مشيرا إلى أنه بحسب آخر تقرير للداخلية الإيرانية فإن الدوائر غير التنافسية تراجعت إلى "44 دائرة"، داعيا الإيرانيين إلى المشاركة "بكثافة" في الدوائر كافة، بما فيها الدوائر غير التنافسية.
وأكد أنه "لا تمكن إدارة البلاد بتيار وحزب واحد"، داعيا إلى إفساح المجال لمشاركة الجميع في الحكم.
قتلى الاحتجاجات
وبشأن عدد ضحايا الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها إيران خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على خليفة ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 300 في المائة، نفى روحاني صحة الأرقام التي تذكرها مصادر أجنبية، إلا أنه في الوقت نفسه لم يكشف عن الرقم الحقيقي للضحايا.
وأكد الرئيس الإيراني أن "العدد الحقيقي عند الطب العدلي"، مرجعا السبب في التأخر عن الإعلان عنه إلى وجود قتلى من المارة غير المشاركين في الاحتجاجات وقوات الأمن والشرطة و"الباسيج"، مشيرا إلى أن السلطات المعنية عملت على فرز القتلى من المحتجين الذين هاجموا مواقع عسكرية وبقية القتلى من الفئات المذكورة.