روبوتات لبناء المباني والمنازل

21 يناير 2016
(فيسبوك)
+ الخط -
يستعين بعض المهندسين المبتكرين، اليوم، بروبوتات عملاقة لأداء العديد من المهام، من بينها المشاركة في أعمال البناء ورص الحجارة واستطلاع المواقع الإنشائية وتنظيفها. فهل ستحل الروبوتات تماماً محل العمال؟

في ألمانيا، صممت شركة "كونز" روبوتاً ثقيلاً يزن 18 طناً ويدعى "ثور"، وهو مخصص للاستخدام في مواقع البناء الواسعة وفي الهواء الطلق. مع أجهزة استشعار كثيرة وكمبيوتر متطور متصل به؛ يقوم الروبوت البنّاء بجرف أكوام التراب والحجارة وحملها في الهواء لتفريغها في شاحنات قريبة.

قد تبدو المهمة مرهقة ومملة، لكن هذا هو بيت القصيد، بحسب رئيس مشروع "ثور"، دانيال شميت، الذي أوضح هدف الروبوت الجديد: "نحن نحاول أتمتة (مكننة) المهام التي تقوم بها الحفارات"، موضحاً "نريد إخراج عمال البناء من دائرة المهام الدورية والرتيبة جداً عبر إسنادها للروبوتات وذلك لتوفير الجهد والوقت".

لا يسعى شميت وحده إلى إدخال الروبوتات إلى مواقع البناء والإنشاءات، بل هناك اتجاه جديد في أوروبا لاستغلال قوة الروبوتات في تعزيز الكفاءة المعمارية. لكن ما تأثير ذلك على العمال؟ وهل سيفقدون وظائفهم لصالح الروبوتات العملاقة؟ حتى الآن، يبدو أن "ثور" يحتاج المزيد من الوقت قبل أن يبدأ العمل في مشاريع بناء فعليّة. في ديسمبر/كانون الأول الفائت، أتمّ الروبوت أول اختبار بنجاح في منشأة لشركة "فولفو" لمعدات البناء، وذلك عبر نقل أكوام من المواد والبضائع بمفرده، وتكديسها. لكن لا يزال هناك المزيد من الاختبارات ليتجاوزها، قبل أن يثبت فعاليّته ويصبح أداةً ضروريّة تتهافت شركات البناء على شرائها.

اقرأ أيضاً: هذا شكل حياتنا في الألفية الجديدة

في تجربة مشابهة، عمد المعهد الاتحادي السويسري للتكنولوجيا إلى ابتكار روبوتات طيارة تستطيع نسج الحبال السميكة لبناء جسر في الهواء، ويجري تطويرها للمشاركة في المباني الحجريّة والهياكل الحديديّة.
كما ابتكر مهندسون معماريّون في زوريخ روبوتات يمكنها العمل في مواقع المشروعات الإنشائيّة وبمقدورها رصّ الطوب والقرميد في عمليّات مبرمجة سلفاً.

وتتحكّم في الروبوت قاعدة متنقلة، وله جهاز بحث، يعمل بالليزر ثنائي الأبعاد متصل بخريطة ثلاثية الأبعاد تتضمّن خطط البناء علاوة على سلسلة من أجهزة الاستشعار والكاميرات لقياس المسافات ولتنفيذ الرسومات الهندسية بدقة.

وفي نيويورك، قامت شركة "كونستراكشن روبوتيكس" بتصميم روبوتات بناء سمتها "سام"، يمكنها أن ترصّ الحجارة والطوب بشكل أسرع من الإنسان بثلاث مرات. وقد عملت بالفعل في العديد من المباني في نيويورك وواشنطن في الولايات المتحدة الأميركيّة.

وعلى الرغم من التطمينات، أنّ هناك وقتاً طويلاً قبل أن يتمّ التخلي عن عمال البناء لصالح الروبوتات، أصدرت مؤسسة "فورستر" للأبحاث تقريراً يقدر أن الروبوتات ستقضي على 16 في المائة من الوظائف البشرية في قطاع البناء بحلول عام 2025.

وأشارت إلى أن الحل المنطقي يكمن في إعداد القوى العاملة لفرص عمل جديدة وإدخالها في عجلة الاقتصاد الرقمي، كتدريبها على العمل مع البرمجيات، والإشراف على الروبوتات وتوجيهها.


اقرأ أيضاً: هل تكذب بطاريات "آيفون" على المستخدمين؟
المساهمون