روبرتو باجيو.. ميلان يخون موراتي للظفر بالأسطورة

26 مارس 2015
+ الخط -

في بعض الأحيان في الحياة ليس كل ما يتمناه المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وهذا البيت من الشعر ينطبق على رئيس نادي إنتر ميلانو الإيطالي ماسيمو موراتي الذي قرر في عام 1995 شراء النادي بمشروع قوي وعد من خلاله بالتعاقد مع نجوم العالم.

كان ماسيمو موراتي قبل شراء الإنتر يعبّر عن رغبته الكبيرة في إجراء أول صفقة كبيرة، وكان الحلم الأكبر هو أفضل لاعب إيطالي في ذلك الوقت النجم الذي لا يمكن أن ينسى في تاريخ كرة القدم الإيطالية وصاحب جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في أوروبا عام 1993 مع نادي يوفنتوس الإيطالي روبيرتو باجيو.

موراتي قرّر أن يبدأ هذا المشروع الكبير الذي وعد به جماهير الإنتر بأنه لن يبخل في شراء أي لاعب من نوعية "High Class" أي "الصف العالي" من مستوى كرة القدم حول العالم، وبلا شك كان روبيرتو باجيو واحداً من هؤلاء اللاعبين، إذ كان حلم موراتي في بداية هذا المشروع.

روبيرتو باجيو بعد كأس العالم 1994 وخسارة النهائي ضد البرازيل في الولايات المتحدة الأميركية من خلال الضربات الترجيحية وتضيعه ضربة ترجيحية لإيطاليا أيضاً، والتي تسببت بخسارة المنتخب الأزوري في هذه المباراة تسببت له بالكثير من المشاكل الشخصية والضغوطات الإعلامية، خصوصا بعدما تم الكشف للعلن عن تحوله إلى الديانة البوذية مما أغضب الشارع والإعلام وحتى كبار مسؤولي إيطاليا.

قرر في نهاية المطاف مغادرة يوفنتوس في صيف 1995، وكان هناك صراع كبير من عدة أندية، من أجل التعاقد معه فكان أيضاً حلم رئيس نادي إي سي ميلان الإيطالي سيلفيو بيرلسكوني، مثلما هو الحال مع ماسيمو موراتي الذي أصبح بالفعل رئيساً للإنتر في تاريخ 25 فبراير/شباط 1995 .

موراتي قرر التقدم في هذه المفاوضات، بينما المدير الرياضي في نادي يوفنتوس لوتشيانو موجي يريد الخروج من هذه الصفقة بأفضل طريقة ممكنه، خصوصاً أن روبيرتو باجيو ليس ذلك اللاعب الذي من السهل التخلي عنه بهذه الطريقة، ولكن رغبة اللاعب في المغادرة كانت حاسمة، وأحد أبرز الأسباب من خروجه كانت رغبة الإداري بيتيجا والمدرب الجديد مارتشيلو ليبي اللذين كانا يعتقدان بأنه كان الوقت للتخلي عن لاعب ليس بإمكانه تقديم أكثر مما قدمه للنادي، وقررا التركيز على الشاب أليساندرو ديل بييرو الذي كان وريث باجيو الحقيقي في الرقم 10.

حدث الكثير من الجدل في هذه المفاوضات؛ صراعات وتصريحات كبيرة من جميع الأطراف، خصوصاً من طرف ماسيمو موراتي الذي غضب كثيراً من تصرف روبيرتو باجيو في طريقة اختياره للميلان؛ لأنه في نفس الوقت كانت لديه مفاوضات مع مسؤولي الإنتر، إذ أثناء المفاوضات اكتشف موراتي لدى باجيو اتفاقية شخصية ومبدئية مع ميلان.

باجيو في تاريخ 5 يوليو/تموز 1995 توصّل إلى اتفاق مع ميلان على عقد لمدة ثلاث سنوات وراتب 2 مليار ليرة إيطالي في الموسم الواحد، موراتي عندما تمت هذه الصفقة ظهر للإعلام وهو غاضب جداً، إذ قال: "إنها مفاوضات انتهت على نمط من عالم سيئ لهذا نرى باجيو مع ميلان".

هناك الكثير من التأكيدات التي أشارت بأن موراتي حصل على وعود من طرف مسؤولي ميلان بعدم تدخلهم في هذه الصفقة، وكان غاضباً من تصرف باجيو في طريقة تفاوضه مع مسؤولي الإنتر، موراتي قال: "لقد اتفقت مع ميلان ولكن كان هناك تصرف وتعامل آخر مع باجيو". لقد كانت حتماً اتفاقية تجارية بين ميلان ويوفنتوس قد هزت عالم كرة القدم في ذلك الوقت.

مع مرور السنوات ولأسباب شخصية بعد الكالتشيوبولي 2006 وقعت القضية التي هزت إيطاليا وتم من خلالها حدوث صراع كبير بين موراتي مع يوفنتوس وموجي، أسفر عن سقوط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية وإيقاف موجي عن أي نشاط رياضي وهو ما زال حتى يومنا هذا لا يستطيع الدخول إلى أي نشاط رياضي، بسبب ما قام به من تلاعب في نتائج المباريات من خلال الرشاوي وتعيين الحكام في مباريات الدوري.

موجي في عام 2008 خرج إلى الإعلام الإيطالي وكشف عن قصة حدثت بينه وبين موراتي في عام 1995، إذ قال: "في تلك السنة موراتي كان يتصل بي دوماً من أجل مساعدته على إقناع روبيرتو باجيو بالقدوم إلى الإنتر، ولكن قلت له هذا قرار باجيو الشخصي، وعندما أجريت اتصالا هاتفيا مع باجيو لأسأله عن رغبته قال لي إنه يريد اللعب في فريق بيرلسكوني".

مثلما بدأت في طرح هذه القصة بأن هناك أشخاصاً يتمنون بعض الأمنيات في حياتهم ولكن هناك أشياء تمنعهم من تحقيق أحلامهم لأسباب كثيرة؛ وواحدة من تلك الأسباب هو ما حدث بين موراتي وباجيو وخيانة ميلان في اتفاقية عدم الدخول إلى هذه الصفقة، وكذلك رغبة باجيو في اللعب مع ميلان.

لمتابعة الكاتب .. https://twitter.com/SULTANO_91

المساهمون