روايات إحسان عبد القدوس.. ذاكرة السينما العربية

02 يناير 2018
(إحسان عبد القدوس)
+ الخط -

تحت عنوان "إحسان عبد القدوس .. بين الرواية والسينما" يتحدّث الأكاديمي حسام عقل والناقد أحمد مجاهد، عند الخامسة من مساء الأربعاء، الثالث من كانون الثاني/ يناير الجاري في "مكتبة المستقبل" في القاهرة، بمناسبة ذكرى ولادة الروائي المصري التي تصادف (1-1-1919)، ورحيله في الشهر نفسه عام 1990.

يعتبر عبد القدوس ثاني أكثر كاتب أُخذ من أعماله الروائية للسينما المصرية، بعد نجيب محفوظ، حيث بلغ عدد الأفلام التي اقتبست عن رواياته وقصصه 42 فيلماً، معظمها من روايات، باستثناء "البنات والصيف" و"ثلاثة لصوص" و"ثلاث نساء"، و"إمبراطورية ميم"، فهي أفلام أخذت عن قصص قصيرة له.

تتطرّق الندوة إلى علاقة عبد القدوس بالنصوص الروائية التي تحوّلت إلى أفلام سينما، حيث أن الروائي نفسه كان يشارك بشكل مباشر في صياغة سيناريو هذه الأعمال، فقد كتب مثلاً كامل الحوار في فيلم "لا تطفئ الشمس" من إخراج صلاح أبو سيف، وفعل الأمر نفسه مع "إمبراطورية ميم" (1972) من إخراج حسين كمال وبطولة فاتن حمامة، وهو مأخوذ عن قصة قصيرة كتبها في مجموعة "بنت السلطان"، كمال أخرج أيضاً فيلماً آخر مقتبساً عن عمل لعبد القدوس، وهو "بعيداً عن الأرض"، الذي كتب حواره الروائي بالتعاون مع رفيق الصبان.

وحسين كمال أحد أكثر المخرجين الذي تعاونوا مع عبد القدوس، واشتهر من الأعمال التي اشترك فيها الإثنان، "أبي فوق الشجرة" (1969) الذي كان بطله عبد الحليم حافظ، وكتب الحوار صاحب "في بيتنا رجل" متعاوناً مع سعد الدين وهبة ويوسف فرنسيس، و"أيام في الحلال" (1985).

ومن خلال ستة أفلام، تعاون المخرج صلاح أبو سيف مع عبد القدوس، وهي "سقطت في بحر العسل" (1960)، و"الوسادة الخالية" (1957)، وكثيراً ما صرح عبد القدوس أن أبو سيف هو أكثر مخرج اقترب من أفكاره وجوهرها.

في "ثلاث نساء" أخذت ثلاث قصص من أعمال عبد القدوس وأخرج كل واحد منها مخرج مختلف، وهم أبو سيف، ومحمود ذو الفقار وهنري بركات، ومثلت فيه صباح وهدى سلطان وميرفت أمين.

من أكثر الأفلام شهرة التي قدمتها السينما المصرية ومقتبسة عن أعمال عبد القدوس وشارك في تحويلها إلى السينما، "الرصاصة لا تزال في جيبي" (1974)، و"يا عزيزي كلنا لصوص" (1989) و"الراقصة والسياسي" (1990)، و"حتى لا يطير الدخان" (1984).

من المخرجين الذين استندوا على أدب عبد القدوس في عديد من الأعمال التي دخلت ذاكرة السينما العربية، حسام الدين مصطفى وهنري بركات.

ومن مفارقات الرقابة وعلاقتها بأعمال عبد القدوس، تغيير نهاياتها لكي تعاقب المرأة المتمردة دائماً بطريقة ما، على العكس من النص الأصلي الذي غالباً ما كان فيه الروائي يقدم حرية المرأة بشكل صادم للمجتمع، فمثلاً في فيلم "البنات والصيف" قامت الرقابة بتغيير نهاية الفيلم، بحيث تنتحر البطلة مريم فخر الدين لأنها خانت زوجها وهذه ليست نهاية القصة، وفي "لا أنام" فعلت الرقابة الأمر نفسه، وأصبحت النهاية حرق بطلة الفيلم فاتن حمامة لأنها كانت شريرة، وكذلك تم تعديل نهاية "الطريق المسدود"، ومُنع عرض "يا عزيزي كلنا لصوص" لسنتين، ومنع فيلم "حتى لا يطير الدخان" أيضاً.

المساهمون