رهان ساندرز الأخير... أصوات المتظاهرين ضد كلينتون

07 يونيو 2016
يوصف ساندرز بـ"المستقل" داخل الحزب الديمقراطي(أندرو بورتون/Getty)
+ الخط -
يستعد المرشحان المتنافسان على تمثيل الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأميركية، الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون، والسيناتور بيرني ساندرز، لخوض الجولة الحاسمة والأخيرة في السباق، الثلاثاء المقبل، وهو آخر ثلاثاء كبير في التصفيات التمهيدية لانتخابات الرئاسة الأميركية.

وتشير معظم التوقعات بحسم نهائي سهل لصالح كلينتون، بغض النظر عن نتائج الجولة ذاتها. ويساند هذه التوقعات أنّ كلينتون عمدت، أخيراً، إلى تركيز هجومها على المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، وتخفيف حدة المواجهة مع منافسها الديمقراطي. كما عمدت إلى استعراض مهاراتها وخبرتها في السياسة الخارجية في خطابات عامة كرّستها لهذا الشأن، في محاولة منها للتعريض بافتقار منافسها الجمهوري المحتمل إلى مثل تلك المهارات.

لكن الاستعدادات لخوض الجولة الحاسمة المقبلة تتزامن مع مؤشرات جديدة على انتقال عدوى الانقسام من الحزب الجمهوري إلى الديمقراطي، إذ بدأت أصوات الرفض المسبق لنتائج الانتخابات تتعالى من جانب قطاع شبابي ليبرالي واسع في الحزب الديمقراطي، لا يمكن الاستهانة به، من بين ملايين أدلوا بأصواتهم لصالح السيناتور اليساري، بيرني ساندرز. ويهدد هذا الجناح
بتقديم ساندرز مرشحاً مستقلاً إذا ما تم تجاهل مطالبه. كما يحاول أنصار ساندرز فرضه نائباً للرئيس في بطاقة كلينتون، فضلاً عن التعهد بعدم تجاهل رؤية اليسار الأميركي في أجندة الحزب.

في هذا الإطار، أعلن ائتلاف جماعات مناهضة لترشيح كلينتون العزم على حشد حوالى 20 ألفاً من أعضاء هذه الجماعات للاعتصام أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، المقرر عقده في مدينة فيلاديلفيا بولاية بنسلفانيا في 25 يوليو/تموز المقبل، وهو ما أثار التساؤلات عن مدى احتمال تغلُّب أصوات المحتجين على أصوات الناخبين، ومدى تأثير الانقسام الحزبي المحتمل على حظوظ الديمقراطيين، في التغلب على مرشح الحزب الجمهوري المرجح أن يكون ترامب.



وبدأ أعضاء الحزب الديمقراطي يتبادلون الهمس عن خطورة وجود مرشح ثالث، سواء كان ساندرز أو غيره، لأن ذلك سيؤدي إلى تشتيت أصوات الديمقراطيين، مما يضمن فوز المرشح الجمهوري. أما إذا كان المرشح الثالث أقرب إلى الجمهوريين أو من أوساطهم، فإن النتائج ستكون عكسية لصالح الحزب الديمقراطي. ولم يكن ساندرز طوال عضويته في مجلس الشيوخ الأميركي، وقبل ذلك في مجلس النواب الأميركي، منسجماً تماماً مع توجهات الحزب الديمقراطي، بل كان غالباً ما يوصف بالمستقل في بعض المراحل. كما أن طروحاته كثيراً ما تتناقض مع رغبات مؤسسة الحزب التقليدية.

وتشمل الجولة المقبلة، المقرر إجراؤها في 7 يونيو/حزيران الحالي، تصفيات حزبية للتنافس على 694 مندوباً في ست ولايات أميركية، من بينها كاليفورنيا المخصص لها وحدها 475 مندوباً. ونظراً للفارق الكبير في عدد المندوبين المنتخبين بين ساندرز وكلينتون، الذي يكاد يصل إلى 300 مندوب حالياً لصالح الأخيرة، فإن كلينتون لا تحتاج إلى الفوز في كاليفورنيا أو في غيرها من ولايات الجولة الأخيرة لضمان الفوز بتمثيل الحزب الديمقراطي، بقدر ما تحتاج إلى نسبة من الأصوات تؤهلها لرفع عدد مندوبيها في مؤتمر الحزب الديمقراطي.

وتحتاج كلينتون إلى تأمين حسم النتيجة تماماً لصالحها إلى 2026 مندوباً منتخباً، وهو يساوي نصف العدد الإجمالي للمندوبين المنتخبين إلى مؤتمر الحزب + 1. أما في ما يتعلق بالناخبين الكبار البالغ عددهم 712 مندوباً أو 15 في المائة من أعضاء مؤتمر الحزب الديمقراطي، فإن أصواتهم على الأرجح ستذهب لصالح كلينتون في حال فوزها بغالبية أصوات المندوبين المنتخبين.

وتشير استطلاعات الرأي العام في ولاية كاليفورنيا إلى وجود تقارب شديد بين كلينتون وساندرز، وهو ما يؤهل كلينتون للحصول على نصف عدد المندوبين أو أقل من النصف بقليل، وهو ما جعل معظم المراقبين يرجحون حسم النتيجة العامة لصالحها. وفي ظل تفوق كلينتون على ساندرز في الرقم النهائي من عدد المندوبين المتوقع أن تحصل على تأييدهم خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي المقرر عقده في 25 إلى 28 من يوليو/تموز المقبل، فإن ساندرز أصبح على ما يبدو يراهن على أصوات المحتجين أكثر من مراهنته على أصوات الناخبين.


المساهمون