رمضان غزة.. زينة وفوانيس وكساد في البيع

غزة

جهاد عويص

avata
جهاد عويص
04 يونيو 2016
FAE2E17E-D6BE-4E2D-B3B5-78B8931C38E8
+ الخط -
اضطر البائع عبد القادر أبو شعبان (61 عاماً)، لتغيير تجارته من الفاكهة المتنوعة، إلى بَيع "فوانيس" رمضان، علّه يجد منها مصدر رزق يُغنيه عن تجارته السابقة، مستهدفًا الأطفال ممن يحبون اقتناءها، تعبيرًا عن تعايشهم مع شهر رمضان. 

ومع بدء العد التنازلي لحلول الشهر الفضيل، تتزين الأسواق الغزّية بألوان جذابة تجذب المُتبضعين، فضلاً عن توفر المواد الغذائية المختلفة والتوابل والتمور بأنواعها، ولوازم المطبخ بشكل عام.

ويتأهب البائعون في قطاع غزة مع اقتراب حلول رمضان، عاكفين على توفير مختلف السلع والمنتجات المختلفة للمواطنين، نظرًا للإقبال الذي تشهده الأسواق بشكل شبه يومي خلال هذا الشهر.

لكن أبو شعبان، صاحب إحدى "البسطات" في سوق الزاوية بغزة، عبّر عن تذمره من تذبذب حركة البيع للمواطنين الغزّيين، قبل أيام معدودة من بدء رمضان، وردّ ذلك للحصار المفروض على القطاع منذ 10 سنوات، وانتشار البطالة وعدم توفر مصادر دخل ثابتة لهم.

ويوضح شعبان لـ"العربي الجديد"، أنه يتمنى فتح المعابر المُغلقة بوجه القطاع ومواطنيه، وتوفير فرص عمل، وإنعاش حركة البيع والشراء، مشيرًا إلى النشاط الملحوظ للأسواق في رمضان الماضي.


إقبال باهت على الأسواق من المواطنين (عبد الحكيم أبو رياش)



ويتفق البائع بلال اليازجي (22 عاماً) مع أبو شعبان، بشأن الإقبال الباهت على الأسواق، مبررًا ذلك بالأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر منها الغزّيون، جراء ما خلفه الحصار المستمر والحروب السابقة على القطاع.

ويشير اليازجي لـ"العربي الجديد" إلى أنه اشترى جميع أنواع الفاكهة، معتقدًا أنه سيبيعها في غضون أيام، لكنه لم يجن سوى "القليل" من رِبحها، موضحًا أنه لا يتوقع أن تشهد الأسواق نشاطاً في حركة البيع والشراء خلال أيام رمضان.

ويعاني قطاع غزة من حصار مستمر فُرض عليه منذ عام 2006، كما ساهم الإغلاق المتكرر للمعابر في تردي الأوضاع الاقتصادية، والتي انعكست على الحركة الخجولة للمواطنين داخل الأسواق الغزّية.

ويجلس البائع محمد الكتناني (26 عاماً) بائسًا خلف بسطته، المليئة بألعاب الأطفال وفوانيس رمضان، متذمرًا من ركود إقبال المواطنين على السوق، في ظل وجود عرض وسلع متنوعة داخل الأسواق.

وسادت حالة من الاستياء بين المواطنين من جهة، وتذمر من البائعين من جهة أخرى، بعدما تبددت آمالهم في انتعاش حركة البيع والشراء، داخل الأسواق الغزّية مع قُرب حلول شهر رمضان المبارك.

من جانب آخر، يوضح المواطن سامي أبو حصيرة (43 عاماً)، أنّ حركة البيع والشراء ترتبط برواتب للموظفين في غزة، لكن المواطنين ممن لا يجدون فرص عمل محددة يواجهون صعوبة في اقتناء مستلزماتهم لهذا الشهر.

أبو حصيرة الذي خرج من سوق الزاوية في مدينة غزة، دون أن يشتري شيئاً، يقول لـ"العربي الجديد": "أعمل كسائق سيارة أُجرة، ومصدر الرزق غير ثابت، لذلك فإن الإقبال على الأسواق يعتمد على توفر مصادر الدخل الثابتة والكافية للمواطنين".

أمّا المواطنة أم يوسف أبو ركبة، فترى ضرورة توفر مصادر دخل كافية للمواطنين لنشاط حركة السوق، مشيرةً إلى المصاريف المرتفعة التي يحتاجها كل بيت فلسطيني، للتعامل مع متطلبات شهر رمضان المبارك.




ذات صلة

الصورة
انتشال جثث ضحايا من مبنى منهار بغزة، مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

قدّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، وجود أكثر من 10 آلاف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض في قطاع غزة ولا سبيل للعثور عليهم بفعل تعذر انتشالهم..
الصورة
قوات الاحتلال خلال اقتحامها مخيم جنين في الضفة الغربية، 22 مايو 2024(عصام ريماوي/الأناضول)

سياسة

أطلق مستوطنون إسرائيليون الرصاص الحي باتجاه منازل الفلسطينيين وهاجموا خيامهم في بلدة دورا وقرية بيرين في الخليل، جنوبي الضفة الغربية.
الصورة
مكب نفايات النصيرات، في 21 مايو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

يشكّل مكبّ نفايات النصيرات في قطاع غزة قنبلة بيئية وصحية تُهدّد بإزهاق الأرواح وانتشار العديد من الأمراض والأوبئة، وسط أوضاع إنسانية مأساوية..
الصورة
حرب غزة | آثار قصف المواصي في رفح 22/6/2024 (بشار طالب/فرانس برس)

سياسة

ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مجزرة جديدة بعد قصفها خيام نازحين في منطقة المواصي بمدينة رفح في أقصى قطاع غزة، التي سبق أن ادعت أنها مناطق آمنة.