يستجمع أبو أحمد اللبناني قواه لاتخاذ قراره يوم أمس الجمعة لحجز تذكرة سفر من كوبنهاغن إلى بيروت "مر أكثر من 31 شهر رمضان في الغربة. وفي السنوات الأخيرة بت أحزم حقائبي، خصوصاً إن تصادف مع اقتراب الإجازات، لأعيش بعض أيامه في صيدا وبيروت"، معبراً عن شوق للعودة إلى الوطن.
وإذا كان أبو أحمد قد بدأ يقضي أياماً من رمضان والعيد في مصر ولبنان، فإن محمد علواني، اللاجئ من سورية قبل عامين، يجد نفسه "مرة أخرى بلا أهل، وبعيداً عن زوجتي وأطفالي بانتظار أن يفرجها الله عليّ وعلى سورية". لقصة محمد مع لم الشمل "منغصات كثيرة بقوانين باتت معقدة، وتفصل بين الأهل. وبالطبع لن أستطيع التعجيل بقضيتي إن شكوت الوحدة والحنين إلى الأسرة، فهؤلاء (المسؤولون عن لم الشمل) لا تعنيهم هذه التفاصيل".
اقــرأ أيضاً
يخرج محمد رزمة من الرسائل طالباً نشرها، بينها أوراق تحويل مالي عبر "ويسترن يونيون" إلى تركيا "حتى يريدون نسخة من هذا التحويل المالي ليتأكدوا من إعالتي زوجتي وأطفالي".
أما الحاجة فاطمة، "أم سعيد"، فتقول إن "رمضان هنا لاعلاقة له بالذي أعرفه في سورية". وقبل أن تكمل تدفع بجملة متنهدة "الله ينتقم من الذي كان سبباً في تشردنا عن بلدنا".
تتحدث هذه السورية الستينية، اللاجئة منذ عامين ونصف العام في الدنمارك، عن التشتت الذي يعيشه السوريون بكثير من الإدراك، إذ تضيف "يمكن لكل عاقل أن يفهم الآن كيف عاش الفلسطينيون مأساة التشرد وتقسيم عائلاتهم. ففي خان الشيح (جنوب دمشق) كنت أستمع لقصص جيراني وأحبابي منهم، وحين أرجع إلى ست سنوات من مآسينا أفهم غضب الفلسطيني على منعه من الالتقاء بأهله. نحن صرنا، مثلهم، مقسمين بين الدول وغير قادرين حتى على زيارة لا الأبناء ولا من بقي من أهل".
لدى الحاجة أم سعيد قصتها الشخصية مع بقاء بعض أفراد من أهلها وأبنائها داخل سورية وتركيا ولبنان، وهي تشرح "يصعب أن يفهم البشر الذين لم يمروا بما مررنا به معنى المعاناة هذه، والحنين إلى اللمة، والتي كانت أساس شهر رمضان".
ولا تتردد وسط محاولة بعض المتسوقين العرب التخفيف عنها أن تضيف "أحسد بعض العرب أنهم قادرون على أن يسافروا إلى بلدهم، لقضاء رمضان والعيد، بينما نحن ننظر بأسى إلى واقعنا المستمر هكذا. فلا تستطيع أن تعود إلى بلدك، رغم أني والله أريد ذلك لي ولزوجي وكل أهلي، ولا تستطيع بفعل قوانين الدول أن تحصل على تأشيرة لزيارتهم في دول قريبة".
اقــرأ أيضاً
للحاجة فاطمة ستة من الأبناء مقسمون بين دول عدة، منها عربية ومنها أوروبية، وأحفاد وبنات في تركيا بانتظار ما تسميه "مخرجاً أو حلاً، فإما اللجوء أو أن ينتهي ما يجري في بلدنا ليعود الشعب إلى وطنه بدل هذا التشرد".
وعلى الرغم من ذلك تحاول أم سعيد تحمّل ما جرى لها حين التقاها "العربي الجديد" وهي في متجر عربي تحاول "الضحك على الذات بأن أشتري لزوم الشهر الفضيل، ومثلما عشنا الشهر في السنين الماضية لا بد أن نعيشه هذا العام رغم كل القسوة في الغربة"، تختم حديثها وتسأل البائع عما يذكرها ببلدها سورية.
وإذا كان أبو أحمد قد بدأ يقضي أياماً من رمضان والعيد في مصر ولبنان، فإن محمد علواني، اللاجئ من سورية قبل عامين، يجد نفسه "مرة أخرى بلا أهل، وبعيداً عن زوجتي وأطفالي بانتظار أن يفرجها الله عليّ وعلى سورية". لقصة محمد مع لم الشمل "منغصات كثيرة بقوانين باتت معقدة، وتفصل بين الأهل. وبالطبع لن أستطيع التعجيل بقضيتي إن شكوت الوحدة والحنين إلى الأسرة، فهؤلاء (المسؤولون عن لم الشمل) لا تعنيهم هذه التفاصيل".
يخرج محمد رزمة من الرسائل طالباً نشرها، بينها أوراق تحويل مالي عبر "ويسترن يونيون" إلى تركيا "حتى يريدون نسخة من هذا التحويل المالي ليتأكدوا من إعالتي زوجتي وأطفالي".
أما الحاجة فاطمة، "أم سعيد"، فتقول إن "رمضان هنا لاعلاقة له بالذي أعرفه في سورية". وقبل أن تكمل تدفع بجملة متنهدة "الله ينتقم من الذي كان سبباً في تشردنا عن بلدنا".
تتحدث هذه السورية الستينية، اللاجئة منذ عامين ونصف العام في الدنمارك، عن التشتت الذي يعيشه السوريون بكثير من الإدراك، إذ تضيف "يمكن لكل عاقل أن يفهم الآن كيف عاش الفلسطينيون مأساة التشرد وتقسيم عائلاتهم. ففي خان الشيح (جنوب دمشق) كنت أستمع لقصص جيراني وأحبابي منهم، وحين أرجع إلى ست سنوات من مآسينا أفهم غضب الفلسطيني على منعه من الالتقاء بأهله. نحن صرنا، مثلهم، مقسمين بين الدول وغير قادرين حتى على زيارة لا الأبناء ولا من بقي من أهل".
لدى الحاجة أم سعيد قصتها الشخصية مع بقاء بعض أفراد من أهلها وأبنائها داخل سورية وتركيا ولبنان، وهي تشرح "يصعب أن يفهم البشر الذين لم يمروا بما مررنا به معنى المعاناة هذه، والحنين إلى اللمة، والتي كانت أساس شهر رمضان".
ولا تتردد وسط محاولة بعض المتسوقين العرب التخفيف عنها أن تضيف "أحسد بعض العرب أنهم قادرون على أن يسافروا إلى بلدهم، لقضاء رمضان والعيد، بينما نحن ننظر بأسى إلى واقعنا المستمر هكذا. فلا تستطيع أن تعود إلى بلدك، رغم أني والله أريد ذلك لي ولزوجي وكل أهلي، ولا تستطيع بفعل قوانين الدول أن تحصل على تأشيرة لزيارتهم في دول قريبة".
للحاجة فاطمة ستة من الأبناء مقسمون بين دول عدة، منها عربية ومنها أوروبية، وأحفاد وبنات في تركيا بانتظار ما تسميه "مخرجاً أو حلاً، فإما اللجوء أو أن ينتهي ما يجري في بلدنا ليعود الشعب إلى وطنه بدل هذا التشرد".
وعلى الرغم من ذلك تحاول أم سعيد تحمّل ما جرى لها حين التقاها "العربي الجديد" وهي في متجر عربي تحاول "الضحك على الذات بأن أشتري لزوم الشهر الفضيل، ومثلما عشنا الشهر في السنين الماضية لا بد أن نعيشه هذا العام رغم كل القسوة في الغربة"، تختم حديثها وتسأل البائع عما يذكرها ببلدها سورية.