رمضان الجزائر: شح الدراما ورهان على الكوميديا

11 يونيو 2016
"باب الحارة" الأكثر مشاهدة في الجزائر (يوتيوب)
+ الخط -
وجد المشاهد الجزائري نفسه في الأيام الأولى من شهر رمضان أمام أعمال تلفزيونية غير دسمة، رغم تعدي عدد البرامج المنجزة عتبة 200 برنامج، تميزت بغياب الدراما المحلية والمسلسلات التاريخية، في مقابل عدد كبير من الأعمال الكوميدية على شاشة الجزائريين، مع تشابه كبير في المضمون رغم وجود أكثر من 20 قناة حكومية وخاصة.
هكذا تميزت الأعمال التلفزيونية لمختلف القنوات الجزائرية بشح كبير في المسلسلات الدرامية، حيث لم يتعدَّ عدد الأعمال المعروضة عدد أصابع اليد، تقدمها مسلسل "قلوب تحت الرماد"، الذي يراهن عليه التلفزيون الحكومي للظفر بأكبر نسبة مشاهدة خلال الشهر. وخصصت لذلك ميزانية للدعاية له من خلال ملصقات على الحافلات وفي الطرق والشوارع، إلا أن الأرقام الأولية تؤكد أن المسلسل لم يحصل على نسب مشاهدة عالية حتى الآن.
ويرى المخرج الجزائري، عبد السلام عكوش، أن الملاحظ على الأعمال التلفزيونية المعروضة على مختلف الشاشات هو "غياب الأعمال الدرامية والدينية والتاريخية وحتى الأعمال الثقافية. كما يلاحظ أن كل الأعمال المعروضة في باقة القنوات الجزائرية تتميز بأنها من إنتاج القنوات نفسها وبإمكانياتها الخاصة، مما أدى إلى غياب المخرجين الكبار وشركات الإنتاج المعروفة".
ويُرجع المخرج غياب الأعمال التلفزيونية الدرامية عن شاشة رمضان، في حديث مع "العربي الجديد"، لنقطتين هما :"غياب النص و كلفة الإنتاج، فالقنوات الخاصة أصبحت عاجزة ماديا ًعن شراء الأعمال الدرامية من شركات الإنتاج، وبالتالي تفضل إنتاج المسلسلات على عاتقها، معتمدة في ذلك على نصوص لكتاب سيناريو مغمورين ومخرجين هواة وحتى ممثلين هواة".
من جهة ثانية انتشرت الأعمال التلفزيونية الكوميدية على الباقة الرمضانية للقنوات الجزائرية، وكانت لمسلسلات "السيت كوم" حصة الأسد بأكثر من 40 عملاً تلفزيونياً معروضاً على مختلف القنوات الخاصة والحكومية، وذلك للميزانية الضئيلة التي تُنجز بها هذه الأعمال .
ويعتبر الناقد السينمائي، حسان عازم، أن "تكلفة برامج (السيت كوم) جعلت منها المعيار الأول عند الانتقاء عند القنوات ما جعل المحتوى ينزل إلى الحضيض، فقد شاهدنا نصوصاً فارغة واستعمالاً مفرطاً للهجة الجزائرية القريبة للغة الشارع، والاعتماد على ممثلين كوميديين لا يحسنون التعامل مع الكاميرا".
أكثر من 50 برنامج "كاميرا خفية " تعرضها القنوات الجزائرية على المشاهد الجزائري، و كالعادة تميزت برامج "المقالب" هذه بتعديها الخطوط الحمراء من خلال تعريضها حياة الأشخاص للخطر، وتشهيرها بالحياة الخاصة للشخصيات المعروفة في البلاد.
ويرى الإعلامي، رياض بن وادن، أن "أكبر برنامج مستفز هو ما يسمى بالكاميرا الخفية..هذه الحصة التي من المفروض أن تبعث في قلوب المشاهدين السرور والفرح والمرح، فهي في التلفزيونات الجزائرية غير ذلك..." فما نشاهده اليوم في القنوات الجزائرية، حسب الإعلامي بن وادن، ما هو إلا " صراخ وكثرة كلام ولغط وهرج ومرج وغباء وارتجالية دون تحديد لا لهدف ولا لغاية..كما أن من وسائلها التخويف والترهيب والتهديد بالقتل وعنف الكلام وكثرة استعمال للهجة الدارجة لا يفهمها أكثرية الجزائريين".
وأخيراً، للسنة الثامنة على التوالي يحل مسلسل "باب الحارة" ضيفاً على الأسر الجزائرية، بعد أن أصبح من بين العناوين الدرامية الأكثر مشاهدة في الجزائر، في حين بدأت الدراما المصرية تزاحم نظيرتها السورية، وباتت تفرض نفسها على شاشة الجزائريين، بفضل أعمال الممثل، عادل إمام، من خلال "مأمون و شركاه" و الأعمال الدرامية الأخرى المشتركة بين الممثلين السوريين والمصريين واللبنانيين.



المساهمون