رقعة الغضب السعودي تتمدّد من ارتفاع الأسعار: لمقاطعة "المراعي"

03 يوليو 2018
قيمة أموال السعوديين يتآكلها التضخم (فرانس برس)
+ الخط -
بدأت رقعة الغضب تتسع بين سكان السعودية على وقع الارتفاعات الأخيرة الكبيرة في فواتير الخدمات العامة، لا سيما الكهرباء، بعد تخفيضات الدعم الحكومي، وكذلك جموح أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية، وجديدها أسعار الحليب التي أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بدعوات لمقاطعة شركة "المراعي".

فقد أصبحت أكبر منتجات الألبان في السعودية هدفاً لمقاطعة من المواطنين بسبب الكلفة الباهظة التي يتكبّدها المواطنون والمقيمون ثمناً لإعادة تشكيل اقتصاد المملكة، وفقاً لتقرير أوردته اليوم وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

الوكالة رصدت حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تهتم بتعميم صور لشراب لبن رائب موسوم بعلامة "X" حمراء مرفقة بعبارة "دعه يفسُد" (let it go sour) بعدما رفعت شركة "المراعي" سعر لتر الحليب رُبع ريال، أو 7 سنتات.

وفي بيان، قالت شركة الألبان إنها رفعت الأسعار لأن تكاليفها الخاصة ارتفعت بعدما خفضت الحكومة دعم الطاقة وفرضت رسوماً جديدة على العمالة الأجنبية.

وفي حرفية بيانها، قالت الشركة: "تؤكد المراعي التزامها بتقديم منتجات عالية الجودة بسعر عادل يضمن جودة المنتج وفي متناول المستهلكين. ارتفعت أسعار بعض منتجات الألبان نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج المتمثلة في الطاقة والنقل واستيراد الأعلاف والأيدي العاملة".



ويظهر من ردود الفعل على مواقع التواصل أن موجة الغضب يتسع نطاقها، لا سيما بين المواطنين.



"عبدالرحيم" يقول على حسابه على تويتر: "رسوم العمالة المقابل المالي زادت 100% وستزيد 300% وعندهم ضرائب غير الميزانية التشغيلية... ما زلنا نقول إن فرض رسوم على العمالة يجعلهم ينفرون من الدولة... كان خطأ كبيراً #ارتفاع_أسعار_الألبان".

"أبو محمد" كتب على تويتر أيضاً: "مقاطعة مثل هذه الشركة وغيرها ولمدة أسبوع كافية لإلزامهم بتخفيض السعر، وليس الرفع!! نبي همة وصمود وعزم في وجه الجشع؟ كفى كفى!! المواطن يجب أن يكون واعيا"، حسبما أورد موقع "النهار".

ووفق "بلومبيرغ"، كانت صدمة بالنسبة لبعض المواطنين الذين اعتادوا شد الحكومة الحزام، حيث يحاول ولي العهد محمد بن سلمان تقليل اعتماد الاقتصاد على النفط جزئياً عن طريق خفض الإنفاق واتخاذ خطوات، مثل الرسوم المفروضة على العمال الأجانب، لحث الشركات على توظيف مزيد من السعوديين.

ولم تُفلح دفعات الحكومة للسعوديين من ذوي الدخل المنخفض والمتوسط ​​في وقف هذه الشكاوى.

"شركات جشعة"

الصحافي بندر عُطيف دعا إلى مقاطعة المراعي عبر حسابه على "تويتر"، مستنكراً "جشع الشركات" التي تستهدف "دخل المواطن البسيط".


و"المراعي" هي أحدث هدف للمستهلكين، فقبل بضعة أيام تم التصويب على "الشركة السعودية للكهرباء" بعدما ارتفعت الفواتير مع ارتفاع درجات الحرارة صيفاً إلى ضعفين أو 3 أضعاف المبلغ المعتاد في بعض الحالات.


وذكرت وسائل إعلام محلية أن "أعداداً كبيرة من العملاء كانوا يسجلون الشكاوى" في مكاتب المؤسسات المعنية، ما جعل الشركة "حديث المدينة".

ودفعت موجة التذمر سلطة الكهرباء الحكومية إلى إصدار بيان، يوم السبت، أعلنت فيه أن نظام الفوترة سليم. وظهر مسؤولها على قناة تلفزيونية محلية للدفاع عن النظام، قائلاً إن فاتورة الكهرباء الخاصة به بلغت 3 آلاف ريال (800 دولار) شهرياً في فصل الصيف.

محاولة التهدئة هذه لم تثمر أي شيء، حيث سرت على "تويتر" موجة تغريدات اعتبرت أن المسؤول الحكومي ليس قريباً من معاناة الناس العاديين، لأن مثل هذه الفاتورة من شأنها أن تشل المواطن الذي يكسب حوالي 7400 ريال (1.973 دولار) شهرياً.

المساهمون