رفيق الحريري .. والعقد المُرّ

11 فبراير 2015
+ الخط -

عشر سنوات مضت على مجزرة الرابع عشر من فبراير/شباط 2005. عقدٌ كامل ينطوي على جريمة العصر، واللبنانيون العاجزون عن نفض غبارها ورمادها، حتى اليوم، يغرقون في المستنقع تلو المستنقع، تُعزّيهم رياح العدالة التي تعصف، من حين إلى آخر، لكي تُذكّر كل من يهمه الأمر بأن أطنان الحقد التي دوّت، ظهيرة ذلك اليوم الأسود، لم تُغيّب رفيق الحريري، بقدر ما غيبت لبنان.

رياح العدالة تذكّر، اليوم، كل من يهمه الأمر بأن اللبنانيين لن ينسوا، ولن يسامحوا ذلك القاتل الذي عفّر مستقبلهم، ومستقبل أولادهم بشظايا إرهابه، وإن خلت الساحات، بعض المرات، وإن تراجعت اللاءات والصيحات، أحياناً، لأسبابٍ، لا يتحملها الشعب الذي سبق قادته، مرات ومرات، إلى عين العاصفة، وفي أحلك الظروف والأيام، إنما يتحملّها الظرف السياسي اللبناني الذي أُريد له، بعد رفيق الحريري، أن يبقى مقيّدًا بكل أشكال العذاب وألوانه.

مرارة العقد الراحل عند كل لبناني تقع بحالة الشلل المقصودة التي أصابتنا، منذ تلك الظهيرة الشتوية السوداء، حيث استكثرنا على أنفسنا التطلع إلى المستقبل الموعود، والمحفوف بكل أصناف التحديات والمواجهات، أمام ماض قلب سابع المستحيلات إلى واقع، عشنا بعض سنواته، فانتمينا بلا أسباب إلى مدرسة تبني وتعلّم وتُربّي على التعايش، حتى مع مدارس معاهد الهدم والأحقاد.

avata
avata
عمر الفاروق النخال (لبنان)
عمر الفاروق النخال (لبنان)