رفاق أرجنتينا.. أسلحة الشولو لحماية أتليتكو مدريد

14 يونيو 2015
+ الخط -

لم تعد هناك الـ 4-4-2 القديمة أو الفور فور تو الكلاسيكية، والتي كانت تعتمد على ثلاثة خطوط مباشرة وصريحة في الملعب، رباعي دفاعي ورباعي في الوسط وثنائي هجومي، لكن 4-4-2 الحالية تتحول إلى ما يشبه 4-2-2-2 أو 4-4-1-1 وفي بعض الأحيان تصبح 4-6-0 بحسب قدرات الخصم وظروف المباريات، أي أربعة خطوط داخل الملعب، لا ثلاثة كما كان يحدث في التسعينيات.


الصيحة الجديدة
يعد فريق أتليتكو مدريد تحت قيادة دييغو سيميوني، أحد أهم الفرق التي تلعب بهذه الطريقة الجديدة، لذلك ظل هذا النادي بمثابة العقدة صعبة المراس أمام ريال مدريد في معظم مباريات "الديربي" بالموسم الماضي. والسر يعود إلى تفوق الأرجنتيني في صناعة تكتيك مرن ومناسب، بالإضافة إلى التوازن والتناغم المطلوب.

ومن أجل الوصول إلى أفضل صيغة ممكنة، يراهن سيميوني على رباعي دفاعي ذكي وقوي، بالإضافة إلى وسط متكامل يدافع ويهاجم في آن واحد أثناء التحولات، لذلك ينجح الأتليتي في إغلاق الملعب طولياً بثنائي على كل جانب، مع وجود محور متكامل في العمق أمام أي هجوم مركزي للفريق المنافس، هكذا يصنع الشولو حائطه المنيع.

لكن أتلتيكو مدريد أيضاً فريق يعرف كيف يلعب بالكرة، وهذا ما شاهدناه في أكثر من مناسبة خلال الموسم قبل الماضي، خصوصاً في مباراة الإياب أمام تشيلسي في نصف نهائي دوري الأبطال 2014، فالإسبان قدموا أنفسهم كمجموعة تجيد الدفاع، مع إظهار براعة غير عادية أثناء الحصول على الكرة والهجوم، لكن هذه المزايا توارت بعض الشيء خلال الفترة الأخيرة.


غياب المهاجمين
مخطئ من يظن أن عمل دييغو سيميوني قائم فقط على الدفاع، صحيح أن أتليتكو مدريد يعتبر من أبرز فرق القارة العجوز على هذا الصعيد، لكنه أيضاً يستطيع اللعب العمودي السريع من الخلف إلى الأمام، ويجيد بشدة بناء الهجمة في الثلث الأخير من الملعب، نتيجة الثنائيات القاتلة داخل وخارج مناطق الجزاء.

البداية كانت مع فالكاو ودييغو كوستا، النمر الكولومبي في أيامه القديمة، حينما كان يصنع الأهداف لنفسه ويسجلها، مع كوستا القوي السريع، والذي يتمركز كلاعب وسط متقدم ومهاجم متأخر عند الحاجة. ومع رحيل المهاجم اللاتيني إلى فريق آخر، قام دييغو بدور البطولة، بعد أن خلع عباءة الكومبارس وتكفل بحمل الشق الهجومي الكامل على عاتقه، مع مساندة الخبير دافيد فيا خلال موسم حصل فيه "الروخيبلانكوس" على الدوري بعد مشوار طويل.

خلال الصيف الماضي، رحل كوستا وفيا بعيداً عن الفيستني كالديرون، وجاء سيميوني بالثنائي أنطوان جريزمان وماندزوكيتش. واعتقد أغلب المتابعين أن الكرة ستدور من جديد، لكن ظهر أتليتكو بشكل سيئ هجومياً في المباريات المعقدة، بسبب انخفاض مستوى المهاجم الكرواتي، وعدم قدرته على اللعب الخاطف السريع أثناء المرتدات. ورغم السجل التهديفي المميز لزميله الفرنسي، إلا أن الناتج النهائي لم يكن على المستوى المنشود.


المعادلة الصعبة
مع صعوبة الأحوال الاقتصادية في العالم أجمع، وبكل تأكيد كرة القدم جزء من هذا العالم، لذلك فإن رؤوس الأموال أصبحت ضرورية من أجل مزيد من الأمان والتوازن. وفريق مثل أتليتكو مدريد مرتبط بميزانية مالية محدودة، وغير قادر على منافسة العملاقين برشلونة وريال مدريد في صراع الميركاتو، وبالتالي يحاول النادي دائماً الاعتماد على سياسة "الخارج والداخل"، بمعنى رحيل نجم وتعويضه بنجم آخر، ربما أقل قيمة سوقية، وفي الغالب أقوى فنياً وتكتيكياً.

والرهان هذه المرة على الثنائي الأرجنتيني، كارليتوس تيفيز ولوسيانو فييتو، خصوصاً مع وجود أخبار قوية تؤكد مراقبة لتشيلسي لجريزمان، واقتراب ماندزوكيتش من الرحيل إلى الدوري الإنجليزي. لتبدو كل الخيارات متاحة أمام سيميوني، من أجل تعويض الخارجين بأسماء أخرى أكثر إفادة.

العقل يقول إن استمرار جريزمان أمر رائع حتى في حالة قدوم ثنائي جديد، لكن الاقتصاد له رأي آخر، لأن النادي يريد تحسين وضعه المالي، باستمرار بيع النجوم الكبار إلى فرق أخرى تدفع بسخاء، حتى يظل هناك جانب آمن يستند إليه المدراء خلال رحلتهم المستمرة للبحث عن شركاء جدد، وعقود رعاية أكبر.

الثنائي الجديد
يلعب فياريال هجومياً بشكل مميز، وقريب من خطط أتليتكو مدريد خلال موسمه الذهبي. تجدهم في صورة مشابهة لمنتخب شيلي تحت قيادة سامباولي، مجموعة متحدة تتحول إلى حيوانات شرسة تتجه سريعاً نحو فريستها من دون رحمة أو شفقة، والصاعد فيتو يقوم بهذا الدور المحوري، لأنه مهاجم صريح يتحول إلى دور الجناح خلال الدفاع، وينطلق سريعاً أمام المرمى أثناء التحولات القاتلة.

أما تيفيز فقيمة الاسم وحدها تكفي، إنه الرقم 10 في مضمونه البعيد كل البعد عن الرفاهية. كارليتوس مهاجم يجيد الدفاع، ومدافع يسجل الأهداف هجومياً، وهذا النجم يحتاجه سيميوني بشدة، لأنه يشبهه داخل وخارج المستطيل الأخضر، لذلك ربما تكون ثنائية "فيتو-كارليتوس" أكثر قوة وإنتاج وتكامل من "جريزمان-ماندزوكيتش".

رغم خروج أتليتكو من دون بطولة خلال عام 2015، إلا أن دفاعه لا يزال ضمن الأفضل، وتحسين قوة الهجوم بهذا الثنائي اللاتيني، مع تقوية خانة الارتكاز بلاعب إضافي عوضاً عن الرحيل المحتمل لماريو سواريز، كلها أمور ستصب بالإيجاب على كتيبة سيميوني، وتجعل موقفهم أفضل خلال سباق الليغا المنتظر.

المساهمون