كشفت مصادر دبلوماسية سودانية ومصرية عن حالة من الاحتقان المكتوم تسود العلاقات السعودية السودانية أخيراً، بسبب تباين المواقف حول استمرار عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن. وقال مصدر دبلوماسي سوداني بارز، لـ"العربي الجديد"، إن "الخرطوم طالبت الرياض أخيراً بضرورة الاستجابة للضغوط الدولية بوقف الحرب في اليمن، بعد تصاعد الانتقادات بشأن الأوضاع الإنسانية هناك، ومساعي الخرطوم لكسر حالة العزلة ورفع العقوبات عنها".
وأضاف المصدر أن "المسؤولين السودانيين أبلغوا نظراءهم في السعودية أن هناك ضغوطاً داخلية كبيرة من جانب المعارضة بسبب استمرار مشاركة السودان بقواتها في العملية العسكرية في اليمن"، لافتاً إلى أن "الخرطوم أعلنت أنها بصدد إعلان مهلة زمنية بعدها ستشرع في سحب القوات البرية المشاركة ضمن المعركة الدائرة هناك".
وأشارت المصادر إلى أن "المسؤولين السودانيين المعنيين بذلك الملف، دعوا الرياض لضرورة التوصل لصيغة حل سياسي تنهي الأزمة في أقرب فرصة، أو تحديد تاريخ لانتهاء العمليات العسكرية هناك"، مؤكدين أن "الخرطوم لن يكون في استطاعتها الاستمرار في عملية عسكرية مفتوحة خارج أراضيها وغير محددة المدة".
وكشفت المصادر أن "الجانب السعودي تلقى المطالب السودانية باستياء، خصوصاً في ظل الظرف السعودي الراهن الذي تعاني فيه الرياض من ضغوط دولية عدة لغلق الكثير من الملفات الإقليمية، وفي مقدمتها ملف حرب اليمن، وإنهاء حصار قطر، في إطار تخفيف الضغوط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بسبب قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول التركية". ولفتت المصادر إلى أن "الرياض طالبت الخرطوم بإرجاء الحديث في ملف حرب اليمن وسحْب القوات السودانية في الوقت الراهن، لحين تحسُّن الوضع الإقليمي، وهو ما أبدت الخرطوم عدم تقبُّلها له".
واستطردت المصادر "لهذا الحد كان الأمر طبيعياً وفي إطار المناقشات والتشاور بين حلفاء، إلا أنه وبعد أيام قليلة من تلك المناقشات اكتشفت دوائر المخابرات السودانية إجراء دوائر سعودية اتصالات مع معارضين سودانيين، لممارسة ضغوط مضادة على النظام السوداني". وكان مدير المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل، قد أكد في تصريحات إعلامية أخيراً أن "الشركاء في التحالف بما في ذلك الإمارات، يحاولون بدء محادثات السلام في اليمن منذ عام 2014"، مؤكداً أن "تقدم التحالف العربي في ميناء الحديدة وصعدة بالقرب من الحدود مع السعودية دفع الحوثيين في الفترة الأخيرة إلى السعي للتوصل إلى تسوية تفاوضية".
واعتبر أنه "كان على السعودية التزام أخلاقي بمساعدة الحكومة الشرعية في اليمن"، مؤكداً أن "المجتمع الدولي بحاجة إلى أن يتذكر أن السعودية كانت أكبر مساهم بالمساعدات الإنسانية لليمن منذ السبعينيات". وقال: "لسوء الحظ، عندما نشرنا أخباراً سارة عن السعودية، لم يتم ذكرها في الأخبار لأنها ليست مثيرة بما فيه الكفاية أمام هيئات تحرير المنافذ الإخبارية الرئيسية، لأنهم اختاروا تصوير الجوانب السلبية لحرب اليمن".