رصد إسرائيلي لعلاقة عضوية بين حرب "داعش" والنووي الإيراني

22 يونيو 2015
تعاون أميركي مع طهران في اليمن والعراق وسورية(فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي طغت فيه الانتقادات الإسرائيلية لمسار الحرب التي تشنّها الولايات المتحدة على "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش)، تزايدت تحذيرات أوساط عسكرية في تل أبيب من أن إسرائيل ستدفع ثمن هذا الفشل. وقال القائد الأسبق للواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، الجنرال عاموس جلبوع، إن "الفشل الأميركي في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية سيدفع الإدارة الأميركية إلى تعميق اعتمادها على إيران في هذه المواجهة، لا سيما في العراق، مقابل إبداء الإدارة تنازلات كبيرة لإيران في الاتفاق النهائي المتعلق ببرنامج طهران النووي".

وتوقّع جلبوع، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الخميس الماضي، أن يعلن في وقت قريب عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين إيران والدول العظمى. وشدّد جلبوع، والذي سبق له أن عمل مستشاراً لرئيس الوزراء الأسبق إسحق شامير، على أنه لا يوجد أي تبرير لأن تدفع إسرائيل ثمن فشل الاستراتيجية التي ينتهجها التحالف الدولي ضد التنظيم.
وكان "مركز أبحاث يورشليم لدراسة المجتمع والدولة"، والذي يديره وكيل وزارة الخارجية الإسرائيلي دوري غولد، قد اتهم إدارة الرئيس باراك أوباما بأنها توظّف الاتفاق مع إيران من أجل تنظيم التعاون معها في إدارة شؤون المنطقة. وفي ورقة تقدير موقف نشرها أخيراً، شدّد المركز على أن هناك ما يدلّ على أن إدارة أوباما تتعاون مع طهران في كل من اليمن والعراق وسورية، مشيراً إلى أنّ الأميركيين معنيّون بمنح التنظيمات التي تدور في فلك طهران هامش حرية كبيراً.

وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد أعلن خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية الأخيرة أنه قد حصل على معلومات تؤكد أن ممثلي الدول العظمى قدموا تنازلات جديدة في المحادثات التي تجري حالياً مع ممثلي إيران حول الاتفاق النهائي بشأن برنامجها النووي. وقد جاءت اتهامات نتنياهو على الرغم من حرص إدارة أوباما على طمأنة تل أبيب بشأن الاتفاق النهائي مع طهران، من خلال إرسال كبار المسؤولين العسكريين الأميركيين لإطلاعها على مسار المفاوضات. فقد زار كل من رئيس هيئة الأركان مارتن ديمبسي ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون برينان تل أبيب في غضون أقل من أسبوعين لطمأنة قادة تل أبيب على مسار المفاوضات مع طهران.

اقرأ أيضاً: جولة ثامنة لمفاوضات النووي لبحث تفاصيل الاتفاق النهائي

وفي السياق، تعاظمت في إسرائيل حدة الانتقادات لمسار الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد "داعش". فقد شككت صحيفة "معاريف" في مصداقية المعطيات التي تقدمها الإدارة الأميركية حول نتائج الحرب ضد التنظيم. وفي تقرير نشرته يوم السبت، أشارت الصحيفة إلى أن التقرير الذي قدّمه نائب وزير الخارجية الأميركي توني بلينكو "غير صادق" لناحية إعلانه أن عشرة آلاف عنصر من التنظيم قتلوا منذ أن شرع التحالف في حربه عليه، "وهذا ما يتنافى مع المنطق السليم" بحسب الصحيفة العبرية.

وتساءلت الصحيفة عن "مجموع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يتجاوز الثلاثين ألفاً. فإن كان التحالف قد قتل عشرة آلاف عنصر منهم، يفترض أنّ ضعف هذا العدد من عناصر التنظيم قد أصيبوا، وهذا يعني أن القوة العسكرية للتنظيم قد تمت تصفيتها أو تحييدها". واعتبرت الصحيفة إعلان بلينكو لا يعدو كونه "هراء"، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية تتجاهل الحديث عن عدد المدنيين الذين قتلوا في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية.

بدوره، قال رئيس قسم "مواجهة الإرهاب" في "مركز أبحاث الأمن القومي" الإسرائيلي، البرفيسور يورام شفايتسر، إنّه "على الرغم من أن الجيش الأميركي أثبت أن لديه قدرة على جمع معلومات استخبارية دقيقة يمكن توظيفها في تنفيذ عمليات اغتيال مهمة في صفوف قيادة داعش، لكن سياسة الاغتيالات لن يكون بوسعها حسم المواجهة ضد التنظيم"، مشدداً على وجوب الشروع في عمل بري واسع من أجل القضاء أو إضعاف خطر التنظيم.

وفي السياق، اعتبر الضابط السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية، إيلي أفيدار، أن "الولايات المتحدة لا تهدف إلى الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية بل إلى احتوائه". وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" في عددها الصادر الأربعاء الماضي، ادّعى بأن الخطوة التي يتوجب على الولايات المتحدة اتخاذها، هي "ممارسة ضغوط أكبر على تركيا من أجل منعها من مواصلة تدفق المساعدات لداعش" عبر الحدود. واعتبر أفيدار أن نتائج الانتخابات التركية التي قد تفضي إلى إضعاف مكانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتوجب استغلالها من خلال ممارسة الضغط على القيادة التركية لتغيير سلوكها.

اقرأ أيضاً: إسرائيل تنفي التجسس على محادثات إيران النووية

المساهمون