في عام 1899، كتب رئيس بلدية القدس، يوسف ضياء الخالدي، إلى ثيودور هرتزل بعد أن بدأ الحديث عن فلسطين كأرض لليهود، مذكّراً بأن للبلاد شعب أصلي لا يمكنه أن يقبل تهجيره، وختم قوله بعبارة "دعوا فلسطين وشأنها".
من رساله جدّه الأكبر، يبدأ الباحث رشيد الخالدي سرد تاريخ الصراع في فلسطين، دامجاً تاريخ العائلة بتاريخ الوطن، في كتابه الذي يصدر في كانون الثاني/ يناير 2020 "حرب المئة عام على فلسطين: تاريخ الاستعمار الاستيطاني والمقاومة: 1917-2017" (بروفايل بوكس).
عن هذا الكتاب، يلقي الخالدي محاضرة في "مراكز كولومبيا العالمية" بعمّان، عند السادسة والنصف من مساء غد السبت، لتكون المحاضرة الافتتاحية لمؤتمر "قرن من القومية الفلسطينية: أساليب التنظيم والتمثيل السياسي منذ عام 1919"، والذي يُقام بالشراكة مع "المعهد الفرنسي للشرق الأدنى"، و"مركز الدراسات الفلسطينية"، و"جمعية الحكمة".
يعود الكاتب إلى لحظة وعد بلفور عام 1917، ثم استيلاء القوات البريطانية على القدس وإضفاء الطابع الرسمي على القوة الاستعمارية البريطانية.
ورغم الدماء التي أُريقت والانتفاضات التي تواصلت، استمر هذا الترتيب حتى عام 1948 عندما انتهى الأمر من قِبل الإسرائيليين بما يُسمّى "حرب الاستقلال" والفلسطينيين بالنكبة.
يعتمد الخالدي على الكثير من المواد الأرشيفية غير المستغلّة وتقارير أجيال من القضاة والعلماء والدبلوماسيّين والصحافيّين، ويتوقّف أيضاً عند حرب الأيام الستة عام 1967 والاحتلال الإسرائيلي للضفّة الغربية وقطاع غزّة، وكيف أصبحت القصّة الفلسطينية منذ ذلك الحين قصّة احتلال ومقاومة.
في هذا الكتاب، يخلط الخالدي أصواتاً مثل صوت رئيس بلدية القدس في القرن التاسع عشر الذي تنبّأ بالصراع القادم، والكاتب والمناضل القومي محمد عزت دروزة، وقادة "منظّمة التحرير" الفلسطينية بمن فيهم ياسر عرفات وفيصل الحسيني وحنان عشراوي.
ويضيف إلى هذه الأصوات روايته الخاص كطفل ابن لمسؤول في الأمم المتّحدة مقيم في بيروت عام 1982، والنتيجة هي كتاب يحمل تاريخاً شخصياً مكثّفاً لأحد أكثر الصراعات التي وسمت القرن العشرين وما زالت متواصلة إلى اليوم.