واستطاعت طليب، الأميركية المسلمة من أصل فلسطيني، التغلب على منافستها بريندا جونز لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لتمثيل المنطقة الثالثة عشرة في ولاية ميتشغان.
ولم يخض المنافسة لتمثيل هذه المنطقة أي عضو من الحزب الجمهوري أو أحد المرشحين المستقلين، ما يعني أن طليب ستفوز بمقعد داخل الكونغرس في الانتخابات التي ستجرى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. وستحل حينها مكان جون كونييرز، الذي شغل المنصب منذ عام 1965، وتنحى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، مبرراً ذلك بوضعه الصحي وسط اتهامات له بالتحرش الجنسي.
وخلال خوضها للمنافسة على المنصب كانت طليب روت لـ"العربي الجديد" بنسخته الإنجليزية عن مشوارها ومحفزاتها لخوض المنافسة، وكذا التحولات التي يعرفها المجتمع الأميركي، بعد وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتداعيات ذلك على الجالية العربية والمسلمة.
ورشيدة طليب هي الابنة البكر بين 13 من إخوتها وأخواتها لعائلة فلسطينية هاجرت إلى دترويت، وحينما ولجت المدرسة لأول مرة لم تكن تعرف أي شيء عن اللغة الإنجليزية. وبينما كان والدها يعمل بشركة "فورد" للمحركات، كانت تساعد في البيت وتعتني بإخوتها الصغار.
اختارت طليب التكوين في المحاماة وشقت طريقها لتصبح ناشطة في الدفاع عن العدل الاجتماعي والبيئة، وقبل فوزها بالتصويت التمهيدي للحزب الديمقراطي خاضت حملة انتخابية قوية، اهتمت خلالها في البحث عن التمويل لحملتها وطرق أبواب الناخبين لاستمالة أصواتهم.
وبعد ولاية كاليفورنيا، تحتضن ميتشغان أكبر جالية من العرب الأميركيين. "إن سألت هؤلاء العرب الأميركيين قبل خمسة أعوام عن أهم الملفات بالنسبة لهم، كانوا سيردون ملكية المنازل، والحصول على نفس الفرص الاقتصادية مثل الآخرين بباقي ربوع الولاية"، تقول طليب قبل أن تضيف "أما الآن فالأمر اتخذ بعداً شخصياً".
ورغم أن الوضع الاقتصادي يبقى حاضراً، لاحظت أن عدداً كبيراً ممن تحدثت إليهم يواجهون الواقع المرير لتصاعد "الإسلاموفوبيا" في ظل حكم ترامب.
وعن ذلك تذكرت أنها في إحدى المرات حينما طرقت باب أحد الناخبين، قال لها التالي: "أتعرفين، إن تم انتخابك فذلك مؤشر على أنهم يستطيعون منعنا من القدوم إلى البلاد، لكنهم لا يستطيعون منعنا من دخول الكونغرس".
ونقلت عن شخص آخر قوله: "افعلي ما في وسعك للفوز، أبنائي يعانون بسبب هويتهم، مع من يكونون. هم بحاجة لرؤية شخص يشبهم داخل الكونغرس، لكي يقولوا، نعم نحن ننتمي إلى هنا".
ولا تغفل طليب انتمائها الأصلي، وتتذكر أنها حينما زارت الضفة الغربية لأول مرة كطفلة لحضور زفاف عائلي، سارعت إلى التساؤل حول اللامساواة الصارخة التي عاينتها حولها، وبنقط التفتيش، أو حين انتظار قدوم الحافلة. وقد كانت شاهدة لمرات عديدة على التمييز الممنهج بناء على الانتماء العرقي أو الديني.
وعن ذلك تقول: "ديترويت تعرضت للتهميش لوقت جد طويل. وهذا نداء من أجل خدمة أبناء المنطقة وكذا حمايتهم. أعتقد أن هذا الدافع نابع من أصولي الفلسطينية".
اضغط هنا للاطلاع على النص الأصلي للمقابلة في النسخة الانجليزية من "العربي الجديد"