وسط الأحداث الأمنية والسياسية والاقتصادية المرتبكة التي يعيشها العراق منذ احتلاله في عام 2003، برزت شخصيات لقي عدد قليل منها إعجاباً أجمعت عليه أطياف العراقيين باختلافها. من بين هؤلاء القلة، رسلي المالكي (28 عاماً) الذي فرض نفسه من خلال كتاباته الساخرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وساعدت المالكي قدراته الشعرية، حتى إنه شارك في برامج كثيرة ساخرة، من خلال تأليف كلمات أغانٍ هزلية تناولت الأوضاع السياسية وكذلك الاقتصادية والاجتماعية التي تمر فيها البلاد.
وبعد طرحه تقويماً جديداً أثار دهشة متابعيه وإعجابهم، سماه "تقويم الهجرة العراقية"، حاولت "العربي الجديد" التعرف أكثر إلى هذه الشخصية التي التف حولها معجبون كثر. بالنسبة إليه يأتي النشر على شبكة التواصل الاجتماعي "بهدف توعية الشباب وتوجيه تفكيرهم من السطحية إلى العمق. وذلك عن طريق التشجيع على القراءة والاطلاع والبحث عن المواهب وتنميتها. ومن أبرز الأهداف أيضاً، المساهمة في ردم الهوة الطائفية التي أنتجتها الأحداث السياسية في العراق. كذلك أنا أعمل من خلال النشر على إمتاعهم كمتابعين، بما أستطيع من شعر ومقالة ساخرة، بالإضافة إلى طرح معالجات لبعض الأمراض الاجتماعية".
ويرى المالكي أن موقع "فيسبوك"، والذي يُعدّ الأوسع انتشاراً في العراق بين مواقع التواصل الاجتماعي، هو "أداة لنشر الأفكار". وعن مقالاته الساخرة التي جذبت آلاف القراء يقول "كلها تستهدف فكرة واحدة، وهي وجوب عدم الدفاع عن شخصية سياسية معيّنة، بل عن مصلحة البلاد العليا، وذلك عن طريق جعل جميع السياسيين الفاسدين في خانة واحدة، بعيداً عن خلفيتهم الطائفية والحزبية والفئوية".
وفي ما يتعلق بتقويمه، يوضح الكاتب العراقي الشاب أن "لكل حدث تاريخي في العالم تقويماً معيناً. وكثيرة هي التقاويم الخاصة بمعتقدات شعوب العالم وتاريخهم. ولأن الهجرة الجماعية التي حصلت في الفترة الأخيرة وما زالت مستمرة، وهي حدث كبير وعالمي، فإن ذلك سوف يؤثّر مستقبلاً على دول منطقة أوروبا بشكل واضح. لذلك أردت تخليده عن طريق تقويم خاص به، يبدأ بالأول من أغسطس/ آب وينتهي بيوم 30 سبتمبر/ أيلول من كل عام ميلادي". وقد استعان المالكي في تصميم تقويمه بالمصمم المعروف محمد العكيلي.
أما أسماء الأشهر فهي "تأتي متسلسلة لتروي قصة الهجرة بدءاً بعبور الحدود الوطنية العراقية وانتهاءً إلى الاستقرار في أوروبا، المحطة الأخيرة للمهاجر الباحث عن الأمان في دول الغرب". ويوضح أن الشهر الأول يحمل اسم "حدود"، ويعني به الخطوة الأولى نحو الهجرة بعبور الحدود العراقية، أما الشهر الثاني فيحمل اسم "يم الأول" ويشير إلى العبور بحراً من تركيا إلى قبرص، والثالث "يم الثاني" ويعني العبور بحراً إلى اليونان، ويأتي "وجل" اسم الشهر الرابع ليدلّ على الفزع الذي لاقاه المهاجرون في المجر، فيما يحمل الخامس اسم "نجاة" ليشير إلى بلوغ رومانيا، والشهر السادس "عبور" أي اجتياز المهاجرين حدود النمسا البرية، ومن ثم "مسير" الشهر السابع أي عبور الحدود السويدية سيراً على الأقدام. ويشير "سلام" إلى الشهر الثامن عندما أمن المهاجرون بوصولهم ألمانيا، فيما أطلق على التاسع اسم "لقاء" وفيه رحّب الأوروبيون بالمهاجرين. أما "حياة" فهو الشهر العاشر مع انطلاق المهاجرين صوب حياة جديدة، و"نعيم" هو الحادي عشر الذي يدلّ على استقرار هؤلاء في أوروبا، في حين يأتي "خلود" الثاني عشر والأخير وكأنه يوثّق "مسيرة المهاجرين من الموت إلى الخلود في حياتهم في هذا التقويم".
ويلفت المالكي إلى أنّ "بعض المتابعين التزموا بالتقويم مع أنفسهم، في حين راح آخرون يبحثون عن أعياد ميلادهم فيه". أما الغاية الأبرز فهي "إمكانية أن يستخدمه اللاجئون الذين أصبحوا في أوروبا كتقويم يفتح صفحة جديدة في حياتهم".
تجدر الإشارة إلى أنّ المالكي معروف بعدم ميله إلى أي من الجهات السياسية الحزبية أو الفئوية، بل هو يسخّر طاقاته في رفد الوحدة بين مكوّنات شعبه وتبيان الحقائق واستذكار أمجاد قديمة. وسخريته من الوضع السياسي تناولت شخصيات سياسية، يَحذر كتاب كثر من تناولها بالجرأة نفسها، وخصوصاً في سلسلته القصصية "الميراث" التي بدأها في عام 2012.
وتأتي "الانهيار"، روايته الأولى التي نفدت أولى طبعاتها بعد شهرين من صدورها في مايو/ أيار 2015، كنقلة نوعية مقارنة بما اشتهر به، إذ ابتعد فيها عن أسلوبه الساخر.
إقرأ أيضاً: ترك الموصل.. حلمٌ بات صعب المنال
وبعد طرحه تقويماً جديداً أثار دهشة متابعيه وإعجابهم، سماه "تقويم الهجرة العراقية"، حاولت "العربي الجديد" التعرف أكثر إلى هذه الشخصية التي التف حولها معجبون كثر. بالنسبة إليه يأتي النشر على شبكة التواصل الاجتماعي "بهدف توعية الشباب وتوجيه تفكيرهم من السطحية إلى العمق. وذلك عن طريق التشجيع على القراءة والاطلاع والبحث عن المواهب وتنميتها. ومن أبرز الأهداف أيضاً، المساهمة في ردم الهوة الطائفية التي أنتجتها الأحداث السياسية في العراق. كذلك أنا أعمل من خلال النشر على إمتاعهم كمتابعين، بما أستطيع من شعر ومقالة ساخرة، بالإضافة إلى طرح معالجات لبعض الأمراض الاجتماعية".
ويرى المالكي أن موقع "فيسبوك"، والذي يُعدّ الأوسع انتشاراً في العراق بين مواقع التواصل الاجتماعي، هو "أداة لنشر الأفكار". وعن مقالاته الساخرة التي جذبت آلاف القراء يقول "كلها تستهدف فكرة واحدة، وهي وجوب عدم الدفاع عن شخصية سياسية معيّنة، بل عن مصلحة البلاد العليا، وذلك عن طريق جعل جميع السياسيين الفاسدين في خانة واحدة، بعيداً عن خلفيتهم الطائفية والحزبية والفئوية".
وفي ما يتعلق بتقويمه، يوضح الكاتب العراقي الشاب أن "لكل حدث تاريخي في العالم تقويماً معيناً. وكثيرة هي التقاويم الخاصة بمعتقدات شعوب العالم وتاريخهم. ولأن الهجرة الجماعية التي حصلت في الفترة الأخيرة وما زالت مستمرة، وهي حدث كبير وعالمي، فإن ذلك سوف يؤثّر مستقبلاً على دول منطقة أوروبا بشكل واضح. لذلك أردت تخليده عن طريق تقويم خاص به، يبدأ بالأول من أغسطس/ آب وينتهي بيوم 30 سبتمبر/ أيلول من كل عام ميلادي". وقد استعان المالكي في تصميم تقويمه بالمصمم المعروف محمد العكيلي.
أما أسماء الأشهر فهي "تأتي متسلسلة لتروي قصة الهجرة بدءاً بعبور الحدود الوطنية العراقية وانتهاءً إلى الاستقرار في أوروبا، المحطة الأخيرة للمهاجر الباحث عن الأمان في دول الغرب". ويوضح أن الشهر الأول يحمل اسم "حدود"، ويعني به الخطوة الأولى نحو الهجرة بعبور الحدود العراقية، أما الشهر الثاني فيحمل اسم "يم الأول" ويشير إلى العبور بحراً من تركيا إلى قبرص، والثالث "يم الثاني" ويعني العبور بحراً إلى اليونان، ويأتي "وجل" اسم الشهر الرابع ليدلّ على الفزع الذي لاقاه المهاجرون في المجر، فيما يحمل الخامس اسم "نجاة" ليشير إلى بلوغ رومانيا، والشهر السادس "عبور" أي اجتياز المهاجرين حدود النمسا البرية، ومن ثم "مسير" الشهر السابع أي عبور الحدود السويدية سيراً على الأقدام. ويشير "سلام" إلى الشهر الثامن عندما أمن المهاجرون بوصولهم ألمانيا، فيما أطلق على التاسع اسم "لقاء" وفيه رحّب الأوروبيون بالمهاجرين. أما "حياة" فهو الشهر العاشر مع انطلاق المهاجرين صوب حياة جديدة، و"نعيم" هو الحادي عشر الذي يدلّ على استقرار هؤلاء في أوروبا، في حين يأتي "خلود" الثاني عشر والأخير وكأنه يوثّق "مسيرة المهاجرين من الموت إلى الخلود في حياتهم في هذا التقويم".
ويلفت المالكي إلى أنّ "بعض المتابعين التزموا بالتقويم مع أنفسهم، في حين راح آخرون يبحثون عن أعياد ميلادهم فيه". أما الغاية الأبرز فهي "إمكانية أن يستخدمه اللاجئون الذين أصبحوا في أوروبا كتقويم يفتح صفحة جديدة في حياتهم".
تجدر الإشارة إلى أنّ المالكي معروف بعدم ميله إلى أي من الجهات السياسية الحزبية أو الفئوية، بل هو يسخّر طاقاته في رفد الوحدة بين مكوّنات شعبه وتبيان الحقائق واستذكار أمجاد قديمة. وسخريته من الوضع السياسي تناولت شخصيات سياسية، يَحذر كتاب كثر من تناولها بالجرأة نفسها، وخصوصاً في سلسلته القصصية "الميراث" التي بدأها في عام 2012.
وتأتي "الانهيار"، روايته الأولى التي نفدت أولى طبعاتها بعد شهرين من صدورها في مايو/ أيار 2015، كنقلة نوعية مقارنة بما اشتهر به، إذ ابتعد فيها عن أسلوبه الساخر.
إقرأ أيضاً: ترك الموصل.. حلمٌ بات صعب المنال