تبدو نهاية رجل الاستخبارات السورية رستم غزالي "منطقية" ومتوافقة مع نهاية شخصيات مشابهة في النظام السوري، إذ دائماً ما يبدأ نفوذ رجل الاستخبارات بالسطوة على الناس، قبل الانخراط في صراع مع قوى وشخصيات منافسة، وينتهي بإزاحة "الحلقة الأضعف"، إما عزلاً أو سجناً أو قتلاً. حدث هذا سابقاً مع شخصيات أخرى قبل غزالي، مثل رئيس الاستخبارات العسكرية السابق مصطفى النجار، ورئيس شعبة الاستطلاع، ووزير الداخلية لاحقاً غازي كنعان، ورئيس الاستخبارات العسكرية آصف شوكت وغيرهم.
غزالي الذي قضى على نحو غامض، عرف خلافاً شديداً مع رئيس شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة، تطوّر إلى خلاف عنيف، يُقال إنه تلقى خلاله ضربات من مرافقي شحادة. مارس غزالي معظم سطوته خارج سورية، حين كان رئيساً لشعبة الأمن والاستطلاع في الجيش السوري، العامل في لبنان إلى تاريخ انسحابه في 26 أبريل/نيسان 2005، بعد شهرين على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في 14فبراير/شباط. ارتبط اسم غزالي بجريمة الحريري، ويرى البعض أنه تمّت تصفيته، بناءً على هذا الملف.
ويرجّح البعض، أن يكون النظام السوري قد صفّى الرجل، بسبب ما قيل عن "تمرّده على أوامر صادرة عن قادة عسكريين إيرانيين في منطقة نفوذه بمحافظة درعا، أو بسبب صدامه مع شحادة، على خلفية عمليات تهريب نفط، تورّط فيها غزالي وبعض أقاربه".
اقرأ أيضاً: "داعش" يسقط طائرة للنظام السوري في ريف السويداء
غير أن بعض النشطاء، يشيرون إلى احتمال أن "يكون النظام قد قتل غزالي، لورود اسمه على قوائم المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتي قدمتها الأمم المتحدة للقضاء في بعض البلدان". وذكروا أن "تصفية صهر (الرئيس السوري بشار) الأسد، آصف شوكت، تندرج في السياق عينه أيضاً". وتوقعوا أن "يتمّ المزيد من التصفيات بين رجالات النظام، لا من خارجه".
وكان غزالي قد عُيّن رئيساً للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان، من قبل الأسد في العام 2002 خلفاً لكنعان، وكان لديه مسكن ومقرّ قيادة في عنجر شرق لبنان، وبعد اغتيال الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان عاد إلى سورية. وقد عانى اللبنانيون مواطنين وقوى سياسية، من تدخّلات غزالي في أدق أمورهم، ولجوئه إلى الإكراه والتخويف، لتلبية رغباته ورغبات النظام السوري. واستغل غزالي هذه السلطة لبناء ثروة خاصة كبيرة له ولبعض أقربائه، ومن ذلك، دوره في إفلاس بنك "المدينة" اللبناني، بعد استحواذه على قروضٍ وصلت إلى 200 مليون دولار خلال ثلاث سنوات. وبعد تفجير مبنى الأمن القومي السوري، في العام 2012، عيّنه الأسد رئيساً للأمن السياسي في سورية، وبات واحداً من أبرز المشاركين بقمع المتظاهرين في سورية.
وغزالي من مواليد العام 1953 في درعا، وقد انتشرت روايات عدة حول ظروف مقتله وشجاره مع شحادة الذي حسمه النظام، بإقالتهما معاً من منصبيهما. ويُلاحظ في السياق أيضاً، أن الاغتيالات طالت معظم من له علاقة باغتيال الحريري. فقد انتحر وزير الداخلية اللواء غازي كنعان، في العام 2005، بحسب رواية النظام. وكان كنعان يملك معلومات كثيرة عن النظام واستخباراته والمطبخ الداخلي له. خصوصاً أن اسمه ارتبط بلبنان منذ دخول القوات السورية الضاحية الجنوبية لبيروت في العام 1987. كما تلا اغتيال كنعان، العميد محمد سليمان، ضابط الارتباط حينها مع إيران وحزب الله. وقُتل سليمان في مدينة طرطوس الساحلية في العام 2008. وقبل سليمان قُتل أيضاً القيادي العسكري في "حزب الله" عماد مغنية، في دمشق ضمن المربع الأمني في كفرسوسة، حيث تنتشر أفرع المخابرات والحراسة الشديدة، وذلك في العام 2008 أيضاً.
وفي العام 2013 قُتل اللواء جامع جامع رئيس فرع الأمن العسكري، وهو أيضاً متهم بالتورط باغتيال الحريري، كما تم الإعلان أخيراً عن محاولة فاشلة لاغتيال الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، وهو أيضاً من العارفين والمطلعين على ملابسات قضية الحريري، وكان مستشاراً إعلامياً للأسد وأحد أكثر رجاله "إخلاصاً". وتأتي نهاية غزالي، كنهاية واقعية لرجال الاستخبارات، في بلد ممسوك أمنياً مثل سورية، حيث يتم التخلص من رجل المهمات حالما ينتهي دوره ويصبح وجوده عبئاً، أو ربما خطراً على النظام ورجاله.
اقرأ أيضاً معركة جسر الشغور: المعارضة تسيطرعلى حاجزين وتتسلل إلى المدينة
غزالي الذي قضى على نحو غامض، عرف خلافاً شديداً مع رئيس شعبة الأمن العسكري اللواء رفيق شحادة، تطوّر إلى خلاف عنيف، يُقال إنه تلقى خلاله ضربات من مرافقي شحادة. مارس غزالي معظم سطوته خارج سورية، حين كان رئيساً لشعبة الأمن والاستطلاع في الجيش السوري، العامل في لبنان إلى تاريخ انسحابه في 26 أبريل/نيسان 2005، بعد شهرين على اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، في 14فبراير/شباط. ارتبط اسم غزالي بجريمة الحريري، ويرى البعض أنه تمّت تصفيته، بناءً على هذا الملف.
اقرأ أيضاً: "داعش" يسقط طائرة للنظام السوري في ريف السويداء
غير أن بعض النشطاء، يشيرون إلى احتمال أن "يكون النظام قد قتل غزالي، لورود اسمه على قوائم المتهمين بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والتي قدمتها الأمم المتحدة للقضاء في بعض البلدان". وذكروا أن "تصفية صهر (الرئيس السوري بشار) الأسد، آصف شوكت، تندرج في السياق عينه أيضاً". وتوقعوا أن "يتمّ المزيد من التصفيات بين رجالات النظام، لا من خارجه".
وكان غزالي قد عُيّن رئيساً للاستخبارات العسكرية السورية في لبنان، من قبل الأسد في العام 2002 خلفاً لكنعان، وكان لديه مسكن ومقرّ قيادة في عنجر شرق لبنان، وبعد اغتيال الحريري وانسحاب الجيش السوري من لبنان عاد إلى سورية. وقد عانى اللبنانيون مواطنين وقوى سياسية، من تدخّلات غزالي في أدق أمورهم، ولجوئه إلى الإكراه والتخويف، لتلبية رغباته ورغبات النظام السوري. واستغل غزالي هذه السلطة لبناء ثروة خاصة كبيرة له ولبعض أقربائه، ومن ذلك، دوره في إفلاس بنك "المدينة" اللبناني، بعد استحواذه على قروضٍ وصلت إلى 200 مليون دولار خلال ثلاث سنوات. وبعد تفجير مبنى الأمن القومي السوري، في العام 2012، عيّنه الأسد رئيساً للأمن السياسي في سورية، وبات واحداً من أبرز المشاركين بقمع المتظاهرين في سورية.
وفي العام 2013 قُتل اللواء جامع جامع رئيس فرع الأمن العسكري، وهو أيضاً متهم بالتورط باغتيال الحريري، كما تم الإعلان أخيراً عن محاولة فاشلة لاغتيال الوزير اللبناني السابق ميشال سماحة، وهو أيضاً من العارفين والمطلعين على ملابسات قضية الحريري، وكان مستشاراً إعلامياً للأسد وأحد أكثر رجاله "إخلاصاً". وتأتي نهاية غزالي، كنهاية واقعية لرجال الاستخبارات، في بلد ممسوك أمنياً مثل سورية، حيث يتم التخلص من رجل المهمات حالما ينتهي دوره ويصبح وجوده عبئاً، أو ربما خطراً على النظام ورجاله.
اقرأ أيضاً معركة جسر الشغور: المعارضة تسيطرعلى حاجزين وتتسلل إلى المدينة