اتخذ الخمسيني المصري الكورنيش مكاناً للرسم وكسب العيش لأنه قبلة الجميع، لاسيما الغلابة حسب قوله، والذين حرص منذ وصوله إلى الإسكندرية على رسم وجوههم الطيبة البسيطة في بورتريهات مختلفة، حتى أنه يقدمها هدية لبعضهم.
وقال إنه بدأ ممارسة هواية الرسم صغيراً في محافظة أسوان في أقصى جنوب البلاد، ثم انتقل بعدها إلى محافظة الأقصر المجاورة، ومنها إلى منتجع شرم الشيخ الساحلي شرقاً، والذي قضى فيه 17 سنة، لينتقل لاحقاً إلى حي الحسين الشهير بوسط العاصمة القاهرة، قبل أن ينتهي به التنقل إلى كورنيش الإسكندرية.
وأكمل الرسام المصري الأسمر: "أرى ملامح جميع الناس حلوة، والجميع يقدر ما أقوم به من رسم بالفحم. سعر اللوحة ثابت منذ قدومي إلى الإسكندرية، وهو 40 جنيهاً (2.5 دولار تقريبا)، أما اللوحة بالألوان فسعرها 60 جنيهاً (3.7 دولارات). لا توجد ملامح صعبة، بل يمكنني رسم الجميع، المشاهير والغلابة على حد سواء، لكن الناس الطيبة عادة ملامحهم أحلى".
وأشار إلى أن "كثيراً من الناس في الإسكندرية يفهمون قيمة الفن، خصوصاً حين تقدم لهم لوحات جيدة بتكلفة زهيدة في متناول أي شخص يريد رسم وجهه، ولا أفرق بين الفقير والغني، فقد رسمت صوراً لنجوم لامعين وصوراً أخرى لأشخاص بسطاء، وكل شخص يملك ملمحاً خاصاً من الجمال، كما أن سحر الإسكندرية يضفي على كل شيء طابعاً مختلفاً وجذاباً".
ويضيف: "خلال الفترة الماضية، كان الطلب كثيراً على صور اللاعب محمد صلاح، وكان الطلب أكثر من الأطفال، أما الشخصيات العامة فهناك من يطلب صورة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أو الرئيس أنور السادات، والبعض يطلب صورة للست أم كلثوم، لكن غالبية لوحاتي تجسد شخصيات المواطنين الذين تعكس ملامح وجوههم طبيعة الشخصية المصرية".