وجاء في الرسالة التي نقلتها المحامية عن الأسير سامي: "إلى كل صاحب ضمير حيّ، أنا أعيش ساعاتي وأيامي الأخيرة، ولا أتمنى فيها سوى أن أكون إلى جانب والدتي وأهلي، أريد أن أفارق الحياة في أحضان أمي، وليس مكبل اليدين والقدمين، وأمام سجان يعشق الموت ويتغذى ويتلذذ على آلامنا ومعاناتنا".
وتساءل الأسير في رسالته بمرارة: "هل ستلقى هذه الكلمات آذاناً صاغية لدى المسؤولين؟! وأنا أقول لكم إذا فارقت الحياة وأنا بعيد عن والدتي، لن أسامحكم".
وتأتي هذه الرسالة إثر قيام محامية مركز "حريات" ابتسام عناتي بزيارة إلى عيادة سجن الرملة، في الخامس من الشهر الجاري، التقت خلالها عدداً من الأسرى المرضى من بينهم الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك.
وتقول عناتي إثر لقائها أبو دياك: "بدا الأسير متعباً للغاية وأبلغني أنه خلال الأسبوعين القادمين سوف يعود لأخذ العلاج الكيماوي، وأن وزنه ينقص بشكل سريع، إذ كان 80 كيلوغراما وأصبح حاليا 48، ويعاني من نقص حاد في الدم، أبلغني أن دمه 9 وحدات ويتم نقله إلى المستشفى لوضع وحدات دم، يتم إعطاؤه من وحدتين إلى ثلاث وحدات في كل مرة، وقال إنه يشعر بآلام حادة ويتناول المسكنات لتخفيف وجعه، ولأنه كان متعباً للغاية اختصرت الحديث معه حتى يتمكن أخوه سامر من نقله إلى القسم لكي يرتاح".
وتابعت: "في لقائي مع الأسير سامر أبو دياك، أخ الأسير سامي، أبلغني أن هنالك 6 حالات ثابتة في المستشفى أوضاعهم الصحية صعبة للغاية، وطالب أن تتم متابعة أوضاعهم بشكل جدي، فأخوه سامي يعاني من آلام شديدة ولا يوجد لوضعه الصحي سوى المسكنات، المرض وصل إلى ذروته، وطالب كافة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بالعمل بشكل جدي لإطلاق سراحه كي يمضي ساعاته الأخيرة بين أهله ومحبيه".
من جهة أخرى، نقلت عناتي رسالة الأسرى المرضى في سجن الرملة، على لسان ممثل الأسرى في السجن، أحمد أبو خضر، والتي جاء نصها "إلى كل المؤسسات التي تُعنى بشؤون الأسرى الفلسطينيين وخاصة المرضى منهم، الحكومية منها وغير الحكومية، نحن نشعر وتوجد لدينا قناعة أنكم جزء من معاناتنا، ونطالبكم بأن تبذلوا مزيداً من الجهد من أجل الإفراج عنا، وأن تنقلوا معاناتنا بالشكل المطلوب، نقول لكم ضعوا خطة حقيقية وبرنامجا جديا من أجل العمل على الإفراج عنا، نحن أشلاء تتحرك على كراس متحركة ونريد أن نكون عند أهالينا من أجل أن يقوموا بخدمتنا".
إلى ذلك، قالت عناتي: "إن الأسير المريض منصور موقدة لم يكن أفضل حالاً، فقد أخبرني أنه يعاني من أوجاع وآلام مستمرة، وأفاد أنه تم أخذ خزعة منه بسبب دهنيات في الرقبة وسوف يتم إجراء عملية لإزالتها للتأكد من أن الورم دهني، ولكن لم يتم تحديد موعد العملية، الورم موجود من خمس سنوات، ويتناول 12 حبة دواء يومياً".
ويبلغ عدد الأسرى المقيمين في مستشفى سجن الرملة، 16 أسيرا: وهم سامي أبو دياك، منصور موقدة، خالد الشاويش، ناهض الأقرع، صالح صالح، معتصم رداد، محمد عبد الشيخ، أحمد الخطيب، صلاح حسنين، طارق قعدان أنهى إضرابه بعد 90 يوماً وفي أي لحظة سوف يتم نقله إلى السجن، والأسرى سامر أبو دياك، إياد رضوان، عليان العمور، جلال الجبار.
يشار إلى أن الأسير محمد عبد الشيخ (16 سنة)، المتهم بقضية طعن على أبواب المسجد الأقصى، مصاب في الظهر والبطن بثماني رصاصات ورصاصة في اليد اليمنى، تمت إزالة رصاصة واحدة من الظهر، وأن الأسير أحمد الخطيب (16 سنة) مصاب في القدم، وجمال زيد (60 سنة) حضر من سجن عوفر ويعاني من مشكلة في البنكرياس، والأسبوع القادم لديه عملية أخذ خزعة من البنكرياس للفحص، والأسير صلاح حسنين من أصول مصرية ويحمل الجنسية الفرنسية، تم اعتقاله في المسجد الأقصى بحجة محاولة طعن، وتم الحكم عليه 13 شهرا.
أما الأسير المضرب عن الطعام، إسماعيل علي، منذ 108 أيام، فقد قام ممثل الأسرى أحمد أبو خضر بزيارته وكان وضعه الصحي صعبا، وتحدث مع الاستخبارات بخصوصه وأبلغوه أنه عليه إنهاء الإضراب حتى يتم إعطاؤه أي شيء جوهري وهو يرفض ذلك، ولا يقوم أي محام بزيارته لأنه ممنوع من الزيارة، والأسير أحمد زهران، مضرب منذ 45 يوما، يعاني من التهابات حادة وفطريات بالفم ولا يستطيع شرب الماء ويرفض إجراء أي فحص ولا يأخذ أي نوع من الفيتامينات أو المدعمات، والأسير مصعب هندي، من قرية تل غربي نابلس، مضرب منذ 40 يوماً ويرفض إجراء أي فحص وأخذ أي مدعمات، وفق بيان مركز "حريات".
وكان "حريات" قد عقد الأسبوع الماضي، مؤتمراً وطنياً للتصدي لجريمة الإهمال الطبي، خرج بالعديد من التوصيات، وهو يعمل في إطار اللجنة الوطنية لإنقاذ حياة الأسرى المرضى، لتنفيذها، وفي مقدمتها التحرك على الصعيد الدولي والأمم المتحدة وحث الجميع على تحمل مسؤولياتهم القانونية والأخلاقية والضغط على الدولة القائمة بالاحتلال، للالتزام بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحميلها المسؤولية عن حياة الأسرى المرضى وممارسة أقصى درجات الضغط عليها لإطلاق سراح الأسير سامي أبو دياك، قبل فوات الآوان، وزملائه المرضى الذين يتهددهم خطر الموت.