تتحوّل الأجواء التركية إلى وسيلة لتبادل الرسائل بين كل من روسيا وحلفائها الداعمين للنظام السوري من جهة وتركيا والداعمين للمعارضة السورية ومن ورائهم حلف شمال الأطلسي من جهة أخرى. وبعد الخروقات الروسية والمضايقات المتكررة للطائرات التركية، جاء أمس الجمعة، دور سلاح الجو التركي ليوجه رسائله، بعدما أسقط طائرة من دون طيار اخترقت الأجواء التركية من جهة الأراضي السورية.
وأعلنت الهيئة العليا للأركان التركية، بأنه "تمّ رصد طائرة مجهولة في مجالنا الجوي. وعلى الرغم من أن الجانب التركي وجّه إليها ثلاثة إنذارات، إلا أن الطائرة واصلت تحليقها. لذلك أطلقت طائرة عسكرية تركية كانت تقوم بالمناوبة في المنطقة النار على الطائرة المجهولة وأسقطتها".
وعلى الرغم من تأكيد واشنطن بأن "الطائرة التي تمّ إسقاطها قد تكون روسية الصنع"، إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أكد بأن "جميع الطائرات الروسية العاملة في سورية، عادت بسلام إلى مطار حميميم قرب اللاذقية، على الساحل السوري، بعد تنفيذ مهماتها القتالية".
في السياق، أشار وزير الخارجية التركي فيريدون سينيرلي أوغلو، أمس الجمعة، في معرض ردّه حول احتمال أن تكون روسيا خلف الطائرة، إلى أن "روسيا اعتذرت أكثر من مرة جراء الانتهاكات السابقة، ووصفتها بأنها حوادث وقعت من دون قصد، وشددت على أنها اتخذت كل التدابير لعدم تكرارها. مع العلم أننا لم نُشكّل مجموعة عمل تركية ـ روسية لهذا الغرض". ولفت إلى أن "الطائرة المجهولة التي أسقطتها مقاتلاتنا، دخلت أجواءنا آتية من سورية، وهي طائرة من دون طيار، والتحقيقات مستمرة للكشف عن هويتها".
وتُعتبر هذه الطائرة الأولى التي يتمّ إسقاطها منذ يونيو/حزيران الماضي، عندما قام سلاح الجو التركي بإسقاط حوامة سورية اخترقت الأجواء التركية. كما يُمكن إدراج الحادثة في سياق مجموعة من حوادث الاختراقات، التي قامت بها الطائرات الروسية العاملة في سورية، منذ مطلع شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي، والمضايقات المتكررة التي تتعرض لها الطائرات التركية، التي تقوم بطلعات روتينية على الحدود السورية ـ التركية المشتركة، من قبل الرادارات والمضادات الأرضية السورية.
اقرأ أيضاً: اتفاق أوروبي تركي مبدئي حول أزمة اللاجئين
وتأتي عملية الإسقاط بعد يوم واحد من إعلان هيئة الأركان التركية، عن استقبال وفد عسكري روسي، بقيادة نائب قائد سلاح الجو الروسي الجنرال سيرغي درونوف، للحديث فيما يخصّ الخروقات الروسية للأجواء التركية في 3 و4 أكتوبر الحالي، ولاتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.
ليس هذا فحسب، بل إن إسقاط الطائرة جاء بعد أيام قليلة من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أهمية تركيا كـ"صديق لروسيا"، ورغبة بلاده بـ"العمل مع أنقرة فيما يخص مكافحة الإرهاب، وأخذ القلق التركي من حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) بعين الاعتبار". وذلك إثر تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد روسيا، والتهديد بورقة "العلاقات الاقتصادية" التي تجمع البلدين كورقة ضغط.
ولم يمنع كل هذا سلاح الجو التركي من إسقاط الطائرة "المجهولة الهوية"، ملتزماً بأوامر رئاسة الوزراء التركية، بـ"ضرب أي طائرة تخرق الأجواء التركية من الجهة السورية". بالتالي فإن الرسالة موجّهة للحلف الذي تقوده روسيا في المنطقة، وهي الرسالة عينها التي يرسلها حلف شمال الأطلسي أيضاً، بما معناه أن "اللعب يكون داخل الأراضي السورية، أما الاقتراب من أحد أعضاء الأطلسي فهو خط أحمر، ونحن مستعدون للردّ بشكل واضح، وأعطينا الأوامر بذلك".
مع العلم أنه في الجانب الآخر، تمخّض اجتماع عُقد في كازاخستان، لقادة جمهوريات سوفييتية سابقة مع بوتين، عن اتفاق لتشكيل قوة عمل مشتركة، للدفاع عن حدود الجمهوريات السابقة، في أوقات الأزمات، فيما يبدو بمثابة تصعيد روسي ضدّ الأطلسي.
ولا يبدو أن رسالة "إسقاط الطائرة من دون طيار" مرسلة من حلف شمال الأطلسي فحسب، بل أيضاً من الدول الداعمة للمعارضة السورية، إذ تأتي هذه الحادثة، بينما تحاول قوات النظام السوري التقدم في الريف الجنوبي لمحافظة حلب، مدعومة بالطيران الروسي.
كما لا يُمكن تجاهل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بسينيرلي أوغلو، يوم الخميس، وتأكيدهما في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه في العاصمة التركية أنقرة، على "التزامهما بدعم المعارضة السورية ووقوفهما ضد التدخل الروسي في سورية". الأمر الذي بدا واضحاً من خلال الخسائر الكبيرة التي تعرّض لها النظام في محاولاته التقدم بدعمٍ من الغارات الروسية في عدد من الجبهات، بعد الدعم النوعي الذي تم تقديمه للجيش السوري الحرّ بصواريخ محمولة مضادة للدروع مع صواريخ "تاو" الأميركية.
كما وجّهت أنقرة بدورها رسالة إلى حزب "العمال" الكردستاني وجناحه السوري، "الاتحاد الديمقراطي"، للتأكيد على "اليقظة التركية على الحدود من أي محاولة لتجاوز الخط الأحمر وعبور قوات الاتحاد الديمقراطي نحو مدينة جرابلس" السورية الواقعة في محافظة حلب، خصوصاً أنه تمّ إسقاط الطائرة داخل أراضي ولاية كليس التركية، مقابل الجهة الواقعة تحت سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" في منطقة تل أبيض السورية.
مع العلم أن سينيرلي أوغلو، هدّد زعيم "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، قائلاً "إن كان صالح مسلم يشكّ في إرادة وقرارات تركيا، فإن ذلك لن يعود بالخير عليه، وتركيا مستمرة في مكافحة الإرهاب، وليس على أحد أن يختبر هذه الإرادة". وشدد أن "الرسالة التي أوصلناها إلى الاتحاد الديمقراطي واضحة، إن قاموا بأي حركة ضد تركيا، سيتلقون العقاب المناسب دون أي تردد".
اقرأ أيضاً: ميركل تدعو لتضامن أوروبي بشأن أزمة الهجرة
وأعلنت الهيئة العليا للأركان التركية، بأنه "تمّ رصد طائرة مجهولة في مجالنا الجوي. وعلى الرغم من أن الجانب التركي وجّه إليها ثلاثة إنذارات، إلا أن الطائرة واصلت تحليقها. لذلك أطلقت طائرة عسكرية تركية كانت تقوم بالمناوبة في المنطقة النار على الطائرة المجهولة وأسقطتها".
وعلى الرغم من تأكيد واشنطن بأن "الطائرة التي تمّ إسقاطها قد تكون روسية الصنع"، إلا أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أكد بأن "جميع الطائرات الروسية العاملة في سورية، عادت بسلام إلى مطار حميميم قرب اللاذقية، على الساحل السوري، بعد تنفيذ مهماتها القتالية".
في السياق، أشار وزير الخارجية التركي فيريدون سينيرلي أوغلو، أمس الجمعة، في معرض ردّه حول احتمال أن تكون روسيا خلف الطائرة، إلى أن "روسيا اعتذرت أكثر من مرة جراء الانتهاكات السابقة، ووصفتها بأنها حوادث وقعت من دون قصد، وشددت على أنها اتخذت كل التدابير لعدم تكرارها. مع العلم أننا لم نُشكّل مجموعة عمل تركية ـ روسية لهذا الغرض". ولفت إلى أن "الطائرة المجهولة التي أسقطتها مقاتلاتنا، دخلت أجواءنا آتية من سورية، وهي طائرة من دون طيار، والتحقيقات مستمرة للكشف عن هويتها".
اقرأ أيضاً: اتفاق أوروبي تركي مبدئي حول أزمة اللاجئين
وتأتي عملية الإسقاط بعد يوم واحد من إعلان هيئة الأركان التركية، عن استقبال وفد عسكري روسي، بقيادة نائب قائد سلاح الجو الروسي الجنرال سيرغي درونوف، للحديث فيما يخصّ الخروقات الروسية للأجواء التركية في 3 و4 أكتوبر الحالي، ولاتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.
ليس هذا فحسب، بل إن إسقاط الطائرة جاء بعد أيام قليلة من تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على أهمية تركيا كـ"صديق لروسيا"، ورغبة بلاده بـ"العمل مع أنقرة فيما يخص مكافحة الإرهاب، وأخذ القلق التركي من حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) بعين الاعتبار". وذلك إثر تصعيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ضد روسيا، والتهديد بورقة "العلاقات الاقتصادية" التي تجمع البلدين كورقة ضغط.
ولم يمنع كل هذا سلاح الجو التركي من إسقاط الطائرة "المجهولة الهوية"، ملتزماً بأوامر رئاسة الوزراء التركية، بـ"ضرب أي طائرة تخرق الأجواء التركية من الجهة السورية". بالتالي فإن الرسالة موجّهة للحلف الذي تقوده روسيا في المنطقة، وهي الرسالة عينها التي يرسلها حلف شمال الأطلسي أيضاً، بما معناه أن "اللعب يكون داخل الأراضي السورية، أما الاقتراب من أحد أعضاء الأطلسي فهو خط أحمر، ونحن مستعدون للردّ بشكل واضح، وأعطينا الأوامر بذلك".
مع العلم أنه في الجانب الآخر، تمخّض اجتماع عُقد في كازاخستان، لقادة جمهوريات سوفييتية سابقة مع بوتين، عن اتفاق لتشكيل قوة عمل مشتركة، للدفاع عن حدود الجمهوريات السابقة، في أوقات الأزمات، فيما يبدو بمثابة تصعيد روسي ضدّ الأطلسي.
كما لا يُمكن تجاهل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بسينيرلي أوغلو، يوم الخميس، وتأكيدهما في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقداه في العاصمة التركية أنقرة، على "التزامهما بدعم المعارضة السورية ووقوفهما ضد التدخل الروسي في سورية". الأمر الذي بدا واضحاً من خلال الخسائر الكبيرة التي تعرّض لها النظام في محاولاته التقدم بدعمٍ من الغارات الروسية في عدد من الجبهات، بعد الدعم النوعي الذي تم تقديمه للجيش السوري الحرّ بصواريخ محمولة مضادة للدروع مع صواريخ "تاو" الأميركية.
كما وجّهت أنقرة بدورها رسالة إلى حزب "العمال" الكردستاني وجناحه السوري، "الاتحاد الديمقراطي"، للتأكيد على "اليقظة التركية على الحدود من أي محاولة لتجاوز الخط الأحمر وعبور قوات الاتحاد الديمقراطي نحو مدينة جرابلس" السورية الواقعة في محافظة حلب، خصوصاً أنه تمّ إسقاط الطائرة داخل أراضي ولاية كليس التركية، مقابل الجهة الواقعة تحت سيطرة حزب "الاتحاد الديمقراطي" في منطقة تل أبيض السورية.
مع العلم أن سينيرلي أوغلو، هدّد زعيم "الاتحاد الديمقراطي"، صالح مسلم، قائلاً "إن كان صالح مسلم يشكّ في إرادة وقرارات تركيا، فإن ذلك لن يعود بالخير عليه، وتركيا مستمرة في مكافحة الإرهاب، وليس على أحد أن يختبر هذه الإرادة". وشدد أن "الرسالة التي أوصلناها إلى الاتحاد الديمقراطي واضحة، إن قاموا بأي حركة ضد تركيا، سيتلقون العقاب المناسب دون أي تردد".
اقرأ أيضاً: ميركل تدعو لتضامن أوروبي بشأن أزمة الهجرة