تتعدد رسائل "مليونية الاستقلال" التي نظمها أنصار الحراك الجنوبي المطالبون بفك الارتباط بين شمال وجنوب اليمن، يوم الإثنين الماضي، بين رسائل تؤكد على ضرورة حل القضية الجنوبية وأخرى متعلقة بتثبيت قيادات جنوبية نفسها كزعامات ميدانية وبالتحالفات مع دول الإقليم وتحديداً الإمارات.
وكان الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي قد احتشدوا في مدينة عدن، أول من أمس الإثنين، تزامناً مع الموعد المفترض لبدء مفاوضات الكويت التي تأجلت بسبب عدم حضور وفد الحوثيين والمؤتمر الشعبي العام الذي يقوده الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. وعلى غرار جميع فعاليات الحراك الرئيسية، زحفت حشود ضخمة من مختلف المحافظات صوب مدينة عدن بعد دعوات من كيانات في الحراك عدة وقيادات جنوبية، لمطالبة المجتمع الدولي بإدراج القضية الجنوبية ضمن أجندة مفاوضات الكويت أو تبني مبادرة خاصة تلبي طموحات أبناء الجنوب.
اقــرأ أيضاً
أولى رسائل "المليونية" كانت التأكيد على مطلب الاستقلال بعيداً عن ما يطلق عليه الحراك "الحلول المنقوصة"، في إشارة إلى تحول اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم تماشياً مع مقررات مؤتمر الحوار الوطني. وحاول الحراك من خلال "المليونية" ربط استقرار اليمن والإقليم ككل، بحل القضية الجنوبية مع التحذير من أن تجاوز حلها سيؤدي إلى اختلال الأمن بالمنطقة. الأمر نفسه أكده مستشار الرئيس اليمني، القيادي الجنوبي حيدر أبو بكر العطاس، في مقابلة تلفزيونية، بقوله إنّ "اليمن لن يرى أمناً واستقراراً من دون الاعتراف بالقضية الجنوبية وعودة الوضع إلى ما قبل 1990 وبإشراف دولي وإيجاد صيغة من الشراكة بين شعبي الجنوب والشمال". واعتبر العطاس أن رفع "المليونية" لمطلب استقلال الجنوب يضع المتحاورين في الكويت سواء من الحوثيين أو الحكومة الشرعية أمام اختبار حقيقي لمعرفة مواقفهم تجاه الجنوب.
أما الرسالة الثانية التي تبدو أكثر أهمية مقارنة بالتظاهرات السابقة، فتمثلت في تقديم محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي كقائد وزعيم ميداني تلتف حوله الجماهير الجنوبية، ويستمد قوته من منصبه كمحافظ لعدن والعاصمة اليمنية المؤقتة حالياً وعاصمة دولة الجنوب سابقاً قبل الوحدة.
تعمد الزبيدي الحضور إلى منصة ساحة التظاهرة، وسط حراسة مشددة ملقياً التحية على الحشود المتواجدة، ربما تكون رسالة موجهة أيضاً للقيادات التاريخية للجنوب التي تقيم في الخارج والتي لا تزال تختلف مبادراتها حول حل القضية الجنوبية على الرغم من إجماعها على مطلب الانفصال. ولعل أبرز ما تتضمنه الرسالة أنّ "الزبيدي القادم من وسط الجماهير قد يكون البديل المناسب ما لم تُوحدّوا رؤاكم تجاه الجنوب". تعزز هذه الفكرة حالة الاحتفاء والهالة الإعلامية حول مشاركة الزبيدي في "المليونية" سواء في المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي.
الرسالة الثالثة التي جسدتها "المليونية" أن الحراك الجنوبي هو من يسيطر على الأرض ويقرر مصيرها. وتجلى هذا الأمر بوضوح من خلال حضور مدير شرطة عدن، القيادي في الحراك الجنوبي، شلال علي شائع للفعالية وإلقائه خطاباً جماهيرياً أكد من خلاله على مطلب الاستقلال على الرغم من عمله حالياً تحت راية "الجمهورية اليمنية". وقال شلال في كلمته إن الانتصار على الحوثيين وقوات صالح سيستمر من خلال تحقيق أمن وسلامة المنطقة، موجهاً شكره لدول التحالف العربي، ومطالباً إياهم بتقديم الدعم لأجل نصر "القضية الجنوبية".
صعود شلال هذه المرة بصفته الرسمية منصة التظاهرة هي رسالة أخرى بأن زمن ترهيب قوات الأمن المركزي لأنصار الحراك وقياداته ومواجهتهم بالنيران قد ولى إلى غير رجعة، بعدما كان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يوكل إليها مهمة التصدي لفعاليات الحراك الجنوبي وملاحقة الناشطين.
وعلى الرغم من أن قيادة الدولة العليا، ممثلة بالرئاسة اليمنية، تتبنى رؤية الدولة الاتحادية، إلا أن حضور الزبيدي وشلال لفعالية الحراك وتأكيدهما على مطلب الانفصال رسالة بأنهم يستمدون قوتهم من الشارع.
من جهة أخرى، عمل الحراك جاهداً في هذه المليونية على إبعاد تهمة ولاء بعض فصائله وقياداته لإيران من خلال التأكيد أن "المقاومة الجنوبية" هزمت التمدد الحوثي المدعوم إيرانياً، وهو ما أكد عليه أيضاً مدير شرطة عدن في كلمته. وتُتهم أطراف في الحراك الجنوبي بتلقي دعم من إيران خلال السنوات الماضية.
وإلى جانب هذه الرسائل، قدمت "المليونية" دولة الإمارات العربية المتحدة كحليف وداعم رئيسي للجنوبيين، سواء في الحرب أو ما بعدها، وهو ما انعكس من خلال رفع أعلام الإمارات بكثافة إلى جانب صور حكامها فيما ظهرت أيضاً أعلام باقي دول التحالف. ويبدو أن الحراك قد اعتمد سياسة استراتيجية تقضي بتحييد الإمارات وإظهارها كحليف بعيداً عن توجه السعودية وبقية الدول العربية التي ترى ضرورة بقاء اليمن موحداً على الأقل في الوقت الراهن. من جهتها، تحاول الإمارات جاهدة لزيادة نفوذها جنوباً واستخدام ورقة الحراك الجنوبي بطريقة تضمن لها أداء دور مستقبلي في الجنوب.
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً هل ستؤثر هذه "المليونية"، التي تبدو الأهم منذ فترة، في نظرة سياسة دول الإقليم تجاه القضية الجنوبية أم سيبقى الحال على ما هو عليه.
من جهته، يقول المحلل السياسي، باسم الشعبي، إن رسائل المليونية وصلت وستكون هناك استجابة وتفاعل تجاه قضية الجنوب، مشيراً إلى أن الجنوب ليس ورقة للابتزاز أو لخلط الأوراق بقدر ما هو قضية وطنية لا يمكن عقد أية تسويات أو حلول بدونها. وعن تصدّر محافظ عدن ومدير أمنها الفعالية، يلفت إلى أنهم "الآن قادة تنفيذيون يقودون السلطة في عدن لكنهم مرشحون بقوة لتصدر المشهد السياسي أيضاً ربما في القريب العاجل"، لافتاً إلى أن هناك جيلاً جنوبياً جديداً يتخلق سيأخذ دوره مع الوقت.
أما الرسالة الثانية التي تبدو أكثر أهمية مقارنة بالتظاهرات السابقة، فتمثلت في تقديم محافظ عدن، اللواء عيدروس الزبيدي كقائد وزعيم ميداني تلتف حوله الجماهير الجنوبية، ويستمد قوته من منصبه كمحافظ لعدن والعاصمة اليمنية المؤقتة حالياً وعاصمة دولة الجنوب سابقاً قبل الوحدة.
تعمد الزبيدي الحضور إلى منصة ساحة التظاهرة، وسط حراسة مشددة ملقياً التحية على الحشود المتواجدة، ربما تكون رسالة موجهة أيضاً للقيادات التاريخية للجنوب التي تقيم في الخارج والتي لا تزال تختلف مبادراتها حول حل القضية الجنوبية على الرغم من إجماعها على مطلب الانفصال. ولعل أبرز ما تتضمنه الرسالة أنّ "الزبيدي القادم من وسط الجماهير قد يكون البديل المناسب ما لم تُوحدّوا رؤاكم تجاه الجنوب". تعزز هذه الفكرة حالة الاحتفاء والهالة الإعلامية حول مشاركة الزبيدي في "المليونية" سواء في المواقع الإخبارية أو مواقع التواصل الاجتماعي.
الرسالة الثالثة التي جسدتها "المليونية" أن الحراك الجنوبي هو من يسيطر على الأرض ويقرر مصيرها. وتجلى هذا الأمر بوضوح من خلال حضور مدير شرطة عدن، القيادي في الحراك الجنوبي، شلال علي شائع للفعالية وإلقائه خطاباً جماهيرياً أكد من خلاله على مطلب الاستقلال على الرغم من عمله حالياً تحت راية "الجمهورية اليمنية". وقال شلال في كلمته إن الانتصار على الحوثيين وقوات صالح سيستمر من خلال تحقيق أمن وسلامة المنطقة، موجهاً شكره لدول التحالف العربي، ومطالباً إياهم بتقديم الدعم لأجل نصر "القضية الجنوبية".
صعود شلال هذه المرة بصفته الرسمية منصة التظاهرة هي رسالة أخرى بأن زمن ترهيب قوات الأمن المركزي لأنصار الحراك وقياداته ومواجهتهم بالنيران قد ولى إلى غير رجعة، بعدما كان الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح يوكل إليها مهمة التصدي لفعاليات الحراك الجنوبي وملاحقة الناشطين.
وعلى الرغم من أن قيادة الدولة العليا، ممثلة بالرئاسة اليمنية، تتبنى رؤية الدولة الاتحادية، إلا أن حضور الزبيدي وشلال لفعالية الحراك وتأكيدهما على مطلب الانفصال رسالة بأنهم يستمدون قوتهم من الشارع.
وإلى جانب هذه الرسائل، قدمت "المليونية" دولة الإمارات العربية المتحدة كحليف وداعم رئيسي للجنوبيين، سواء في الحرب أو ما بعدها، وهو ما انعكس من خلال رفع أعلام الإمارات بكثافة إلى جانب صور حكامها فيما ظهرت أيضاً أعلام باقي دول التحالف. ويبدو أن الحراك قد اعتمد سياسة استراتيجية تقضي بتحييد الإمارات وإظهارها كحليف بعيداً عن توجه السعودية وبقية الدول العربية التي ترى ضرورة بقاء اليمن موحداً على الأقل في الوقت الراهن. من جهتها، تحاول الإمارات جاهدة لزيادة نفوذها جنوباً واستخدام ورقة الحراك الجنوبي بطريقة تضمن لها أداء دور مستقبلي في الجنوب.
لكن السؤال الأكثر إلحاحاً هل ستؤثر هذه "المليونية"، التي تبدو الأهم منذ فترة، في نظرة سياسة دول الإقليم تجاه القضية الجنوبية أم سيبقى الحال على ما هو عليه.
من جهته، يقول المحلل السياسي، باسم الشعبي، إن رسائل المليونية وصلت وستكون هناك استجابة وتفاعل تجاه قضية الجنوب، مشيراً إلى أن الجنوب ليس ورقة للابتزاز أو لخلط الأوراق بقدر ما هو قضية وطنية لا يمكن عقد أية تسويات أو حلول بدونها. وعن تصدّر محافظ عدن ومدير أمنها الفعالية، يلفت إلى أنهم "الآن قادة تنفيذيون يقودون السلطة في عدن لكنهم مرشحون بقوة لتصدر المشهد السياسي أيضاً ربما في القريب العاجل"، لافتاً إلى أن هناك جيلاً جنوبياً جديداً يتخلق سيأخذ دوره مع الوقت.