رزق من الشباك

10 يوليو 2016
زهير القرص يعدّ الشباك (العربي الجديد)
+ الخط -
اشتهرت المدن الساحلية في فلسطين ولبنان بصيد السمك، وكانت هذه الحرفة رائجة بين سكان هذه المدن، وكانت مدينة عكا الفلسطينية مقصداً للصيادين اللبنانيين، وخاصة من مدينة صيدا، في جنوب لبنان، إذ كانت المراكب تجوب البحر ما بين عكا وصيدا، حتى أن معظم سكان مدينة عكا من الفلسطينيين، سكنوا في مدينة صيدا بعد تهجيرهم من وطنهم عام 1948.

وتعتبر مهنة الصيد من المهن الممزوجة ما بين الفن والمهارة، ويتفرع منها مهن أخرى مختلفة، منها إعداد الشِباك "شبكة الصيد"،
إذ يُعتبَر تصنيع الشبك مهنة مستقلة، حيث كانت قديماً تصنعها ربّات البيوت لمساعدة أزواجهن في العمل، كما كان يقوم الصيّادون أنفسهم بصناعة الشبك بالحجم الذي يريدونه، لأن له مواصفات خاصة تتعلق بفتحات الشبك، ونوع الخيط المستخدم، ليتحمل عمق أكثر من 400 متر، كخيوط الحرير. لم تعد مهنة صناعة الشبك كما في السابق، فقد صارت تستورد الشِباك من دول صناعية، وصار الشبك يُصنع في المصانع، واقتصرت عملية إعداد الشبك على إضافة قطع الرصاص والفلين فقط. في أحد أزقة مدينة صيدا (جنوب لبنان) يجلس، زهير القرص، وهو يعد الشباك، قائلاً لـ"العربي الجديد": "أعمل في صيد السمك منذ 15 سنة حيث أضع الشِباك في البحر ليلأ، وأعود لإحضارها صباحاً لأجد رزقي من الأسماك التي علقت بالشبك". يلفت القرص، إلى أنه يقوم بإعداد الشبك بنفسه، ويستغرق إعداد شبك بقياس 80 مترا حوالي يوم كامل، من تركيب الرصاص والفلين، ولا يقوم ببيع الشبك الذي يعده، بل لاستخدامه الشخصي.


ويشرح عن كيفية ولوج شبكة الصيد في الماء، قائلاً إنه يتم إلقاء الشبك بشكل عمودي، ويطفو الفلين على سطح الماء والرصاص ينزلق إلى القاع، وبذلك تعترض الشباك طريق الأسماك، ومن ثم تُحمل الشِباك إلى سطح المركب، حيث تكون ممتلئة بالأسماك. ويؤكد أن بعض الصيادين يستخدمون الجاروفة التي يعلق بها العديد من أنواع السمك الصغيرة والكبيرة، ولكن هو يستخدم شِباكا فتحاتها واسعة نوعاً ما، كي لا يعلق بها السمك الصغير، ولتكون غلته فقط من الأسماك الكبيرة.
دلالات
المساهمون