رديف نادي الرجاء يحتفل بفوزه عند الحدود المغربية الجزائرية

28 ديسمبر 2014
لاعبو رديف الرجاء البيضاوي على الحدود المغربية الجزائرية
+ الخط -

استنفر احتفال لاعبي رديف الرجاء البيضاوي بفوزهم على النهضة البركانية بثلاثية، الأمن المغربي في المنطقة الشرقية، خاصة حين توقف اللاعبون والجهاز الفني للرجاء أمام الحدود الفاصلة بين المغرب والجزائر، وشرعوا في التغني بالتقارب بين الشعبين وترديد أغنية "خاوة خاوة ماشي عداوة".

كما تغنوا بأغاني فن الراي التي تتحدث عن إشكالية إغلاق الحدود بين بلدين يرتبطان بعدة قواسم مشتركة كاللغة والدين والتاريخ والجغرافيا، لا سيما أغنية الشاب خالد "لله يا جزائر" التي تحمل مضامينها مناجاة ذات أبعاد سياسية.

وتوقف عدد من عابري السبيل عند الحدود وشاركوا لاعبي الرجاء في الوقفة المؤثرة، وعبر الجميع عن رغبته في إعادة فتح الحدود بين البلدين والتي ما زالت مغلقة منذ سنة 1994 بقرار من الرئيس الجزائري السابق يمين زروال على خلفية انفجارات ضربت مدينة مراكش، وتورط فيها أحد الجزائريين. ولم تنفع محاولات السياسيين في فتح المعابر الحدودية في وجه مواطني البلدين.

استغل رديف نادي الرجاء المغربي فرصة تواجده في مدينة بركان لمواجهة النهضة المحلية، ضمن منافسات البطولة الوطنية، لزيارة الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر، وتكريس تعاطف الرجاء مع الجزائريين، لا سيما أن اللون الأخضر والأبيض يجمع الجزائر بالنادي المغربي. علما أن مؤسس نادي الرجاء المغربي محمد بن عبادجي جزائري الأصل، وهو من اقترح اللون الأخضر شعارا للنادي. لذا كان اسمه حاضرا في كل موشحات اللاعبين.

وقال محمد أستاذ المدير الفني لرديف الرجاء، إن زيارة المعبر الحدودي مباشرة بعد الفوز على نادي نهضة بركان الذي لا يبعد عن الحدود المغربية الجزائرية، شجع اللاعبين على اكتشاف هذا الممر المغلق، مشيرا إلى أن الوقفة والأغاني جاءت بتلقائية غريبة وغير مخطط لها، "أغان تتغنى بقيم السلم والإخاء والتقارب بين الشعوب".

وأوضح عضو في مجلس إدارة الرجاء رافق النادي في رحلته، إن اللاعبين قد فهموا تاريخ العلاقات المغربية مع الجارة الشقيقة الجزائر، وعلموا أن رئيسها الحالي عبد العزيز بوتفليقة كان لاعبا في نادي مولودية وجدة المغربي، وأنه درس في وجدة وترعرع فيها إلى جانب قيادات جزائرية. وعلموا أن الحدود وهمية وأن الاستعمار الفرنسي هو الذي وضعها وفق رغباته.

وحسب شريط يتم تداوله على نطاق واسع في البلدين، فإن اللاعب الدولي السابق عمر النجاري لعب دور قائد أوركسترا الفرقة الغنائية التي تغنت بالتقارب المغربي ضد قرارات السلطات الحاكمة في الجزائر والرباط، وإذا كان اتحاد الكرة الجزائري غاضبا من موقف الجماهير الرباطية في مونديال الأندية الأخير، خاصة حين واجهت النشيد الوطني الجزائري بالصفير، فإن جماهير الرجاء ظلت تشكل الاستثناء وتعمل على بعث العلاقات بين البلدين الشقيقين من خلال الرهان على الكرة لإصلاح ما أفسدته السياسة.

المساهمون