رحيل الممثلة زبيدة ثروت "قطة السينما المصرية"

15 ديسمبر 2016
أعلنت زبيدة فجأة اعتزالها للفن وتفرّغها للعبادة (فيسبوك)
+ الخط -
أغمضت "قطّة السينما المصرية"، زبيدة ثروت، عينيها الملونتين إلى الأبد. غادرت دنيانا، مساء الثلاثاء، عن عمر يناهز الـ 76 عاماً، بعد صراع مع المرض. توفيت في أحد مستشفيات القاهرة الذي نقل إليه منذ أسبوع، بعدما تدهورت حالتها الصحية. ونظراً لازدياد حالتها سوءاً، تم نقلها إلى غرفة العناية المركزة منذ أيام، لتفارق الحياة وهي على سرير المرض، بعد سنوات طويلة حاولت خلالها محاربة مرض السرطان.



لُقبت زبيدة ثروت بألقاب عديدة، منها "ملكة الرومانسية"، و"قطة السينما المصرية"، نظراً لعيونها الملونة. واختيرت في مسابقة أجمل مراهقة، وهي مسابقة نظمتها مجلة "الجيل"، وبفارق خمسة آلاف صوت عن الفتاة التي حصلت على المركز الثاني. ونشرت المجلة صورتها على مساحة كبيرة، فلفتت أنظار المخرجين والمنتجين. بعد بضع سنوات على عملها بالفن، التحقَت بكليّة الحقوق جامعة الإسكندرية، وبعد تخرُّجِها عملت في مكتب محاماة، لكنها لم تستمر فيه كثيراً.

وركَّزت على عالم الفن الذي خطفها رغم معارضة أهلها، إذ إنَّها تنتمي إلى العائلة المالكة؛ فهي حفيدة السلطان حسين كامل باشا من ناحية الأم، وكانت دائماً تحرص زبيدة على إخفاء هذا النسب لقيام الثورة، وقام مجلس قيادة الثورة وقتها بإخراج اللواءات والضباط الكبار على سن الأربعين، ووالدها كان منهم. وقام مجلس قيادة الثورة، أيضاً، بمصادرة جميع أموال والدتها حتى السلسلة التي كانت في رقبتها.

خاضت زبيدة أوّل تجاربها السينمائية عام 1956، في فيلم "دليلة" الذي ظهرت به في دور صغير لم يستغرق سوى دقائق، لتكون بداياتها الحقيقية في السينما مع الفنان، الراحل عبد الحليم حافظ، في فيلم "يوم من عمري". ولفتت زبيدة الأنظار نحوها بشدّة نظراً لجمال ملامحها، ولقبت بـ"قطة السينما المصرية". وتوالت أدوار البطولة عليها، وقدمت أدواراً كبيرة في أفلام "شمس لا تغيب" و"نساء في حياتي" و"الحب الضائع" و"في بيتنا رجل". وكان اختيارها لأدوارها محدوداً، ومبنياً على الأصول والتقاليد، نظراً لصرامة عائلتها التي منعتها دوماً من أداء دور الراقصة. وهو الدور الذي طالما حلمت به زبيدة.



وفجأة، أعلنت زبيدة اعتزالها الفن، وتفرغت للعبادة، واختفت عن الأضواء، وكان آخر أدوارها من خلال فيلم "المذنبون" في حقبة التسعينيات. وسافرت إلى أميركا ومكثت هناك سنوات طويلة، لكنها عادت من جديد منذ فترة إلى القاهرة لتموت على أرض مصر.
بلغت زيجات الفنانة الراحلة خمس زيجات. تزوجت أوّل مرّة من إيهاب الغزاوي، وانفصلت منه بعد سلسلة من المشاكل ولم تنجب منه. ثم تزوجت من المنتج السوري، صبحي فرحات، وأنجبت منه بناتها الأربع. وتزوجت زبيدة بعد ذلك من المهندس، ولاء إسماعيل، وبعده الممثل، عمر ناجي، بينما كان الكوافير اللبناني، نعيم، هو آخر أزواجها.


كشف زبيدة في آخر لقاء إعلامي لها، بأنها أوصت بناتها بأن تُدفَن بجوار مقبرة عبد الحليم حافظ، كاشفة أنها سمعت أنه سبق وأوصى أن يتم وضع صورتها بجوارها في مدفنه. ووصفت "العندليب" بأنه كان رقيقًا ولطيفًا، وكانت تحبه، لكنها كانت أصغر من أن تخبره عن حبه له. وهو أيضًا، حسب تصريحات زبيدة، كان من شدة خجله لا يستطيع الإفصاح لها عن حبه، لأنّه كان مريضاً. وحاول ذات مرة أن يتقدم لها، لكن والدها قال: "مش هجوز بنتي لمغنواتي".
وأشارت إلى أن حليم كان يحبها، لكنها علمت بأمر هذا الحب بعدما تزوجت. مؤكّدة أنها لا تزال تحب حليم، ولو كان قد أصر على الزواج منها، كانت ستوافق على الفور.


وأفصحت زبيدة عن مطاردة لاعب البرازيل، بيليه، لها، ورغبته في الزواج منها. إذ كانت زبيدة تتواجد في أحد فنادق الكويت، وكان يلتف حوله الناس ويرحبون به بالورود، فوجدته يخلع طوقاً من الورد كان يضعه حول عنقه ويمنحه له. وحينما كانت تذهب إلى أي مكان في الفندق تجده يطاردها، وكانت لا تفهم منه شيئا لأنه لا يتحدث لا اللغة الإنكليزية ولا العربية، لكنها فهمت أنه يريد الزواج منها.

المساهمون