رحلة مكوك "بوران"... آخر إنجاز قطاع الفضاء السوفييتي

15 نوفمبر 2018
"بوران" الذي جاء نتاجاً للحرب الباردة (تويتر)
+ الخط -
في مثل هذا اليوم قبل 30 عاما، نفذ المكوك الفضائي "بوران" ("العاصفة الثلجية") أول وآخر رحلاته إلى المدار، عائدا إلى الأرض بنظام أوتاماتيكي، مما شكل ذروة إنجازات التكنولوجيا الفضائية السوفييتية التي شهدت فيما بعد تراجعا كبيرا على أثر انهيار الاتحاد السوفييتي في بداية التسعينيات.

في 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1988، نقل صاروخ "إنيرغيا" مركبة الفضاء للاستخدام المتعدد "بوران" التي لا مثيل لها حتى اليوم، وأثناء تحليق استمر 205 دقائق نفذ المكوك الدوران حول الأرض مرتين، قبل أن يهبط بمدرج مطار "يوبيليني" بقاعدة "بايكونور" الفضائية في جمهورية كازاخستان السوفييتية آنذاك.

وعلى عكس المكوكات الأميركية التي كانت تهبط بنظام يدوي فقط، فإن هبوط "بوران" أوتوماتيكيا لأول مرة في التاريخ، شكل اختراقا وانتصارا كبيرا في التنافس السوفييتي الأميركي في مجال الفضاء، محطما أسطورة التفوق التكنولوجي الغربي.

تحديات كثيرة واجهها الخبراء السوفييت أثناء أعمال تصميم المكوك التي استغرقت أكثر من عشر سنوات، ومنها تطوير فئات جديدة تماما من المواد مثل الألياف الزجاجية ومركبات كيميائية قادرة على تحمل درجات حرارة فائقة ومحفزات خاصة لأنواع الوقود السائلة والغازية وغيرها.



إلا أن القدر لم يكتب لـ"بوران" أن ينفذ تحليقات جديدة وسط استمرار آخر زعماء الاتحاد السوفييتي، ميخائيل غورباتشوف، في تطبيق برنامج الإصلاحات الداخلية "بيريسترويكا"، وتحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، وصولا إلى تفكك الاتحاد السوفييتي عام 1991 وتعليق المشروع الابتكاري الذي كانت له أبعاد عسكرية، في العام التالي.

ويرى كثيرون أن مشروع "بوران" الذي جاء نتاجا لـ"الحرب الباردة"، استبق الزمن، متجاوزا الاحتياجات الفعلية للبلاد في نقل الشحن إلى المدار، ولذلك لم يلاق طلبا لاستمراره. ومع ذلك، لا يزال إنجاز "بوران" موضع فخر واهتمام الأجيال الجديدة من الروس حتى اليوم، إذ تم نصب نموذج له بحجمه الحقيقي بحديقة "غوركي" على ضفاف نهر موسكو عام 1993، حيث ظل حتى عام 2014، حين تم نقله إلى أرض "معرض إنجازات الاقتصاد الوطني" على بعد بضع محطات من وسط العاصمة الروسية. 


 
دلالات
المساهمون