تستغرق الرحلة على متن قطار أزويرات الذي يقطع موريتانيا عرضاً من مناجم الحديد في الشرق إلى ميناء نواذيبو في الغرب، 12 ساعة. ويسمح القطار البطيء، الذي يجر آلاف الأطنان من خام الحديد، للمسافرين بالاستمتاع بمناظر الطبيعة الساحرة في الشمال الموريتاني الذي يتميز بمناطقه البكر وصحاريه الواسعة والهادئة.
ومع كلّ توقف للقطار يلاحظ المسافر اختلاف طباع وتقاليد سكان القرى التي يمر بها. ويعتمد معظمها على حركة القطار لنقل الماء والسلع. وحين يتوقف تدور علاقات اجتماعية ما بين عمال القطار ومسافريه من جهة والتجار والسكان في تلك القرى من جهة أخرى. وهم الذين يقبلون على القطار للسفر أو لتسلم الطرود والسلع المختلفة.
يبلغ طول قطار أزويرات، الذي حوّلته الضرورة من قطار بضائع الى قطار مسافرين، كلومترين ونصف كيلومتر. فهو يجرّ 250 عربة معظمها مخصص لنقل خام الحديد من مناجم الشمال إلى ميناء نواذيبو، حيث يتم تصديرها إلى الأسواق الدولية.
يطلق عليه السكان في الشمال الموريتاني "القارب" بمعنى الباخرة. ويكسر القطار عزلة الصحراء القاسية ويربط ما بين المدن الموريتانية القليلة في الشمال، ويساعد سكان التجمعات الواقعة على سككه في مقاومة عوامل الجفاف والتصحر.
أما داخل القطار، فينقسم الركاب إلى صنفين، الأول المسافرون الذين يدفعون أسعار تذاكرهم ويحصلون على مقاعد تمنحهم فرصة الاسترخاء خلال الرحلة ومعظمهم مهندسون، يعملون في شركات التعدين، وسياح. والثاني المسافرون البسطاء في العربات الخلفية، الذين يكفي أن يقدموا إكرامية بسيطة للحراس حتى يتمكنوا من ركوب القطار. ومن هؤلاء، أيضاً، من يسافر مجاناً بالركوب فوق حمولات خام الحديد.
ويقول سعيد ولد العباس، وهو أحد المسافرين الدائمين على القطار، إنّه يسافر فيه نحو 20 مرة، في الشهر، لنقل البضائع التي يحتاجها متجره بسهولة وأمان بخلاف السيارات والحافلات التي تواجه صعوبة في التنقل عبر مناطق ما زالت تعاني من الألغام.
ويشير إلى أنّ القرى الواقعة على طرفي السكة تعتمد على القطار بشكل كبير للتزود بالبضائع والمواشي. فهو بالنسبة إليهم عصب الحياة في هذه المنطقة الصحراوية، فيساعد التجار في نقل بضائعهم الثقيلة بيسر. وينقل المرضى والتلاميذ. كما يؤمن لرعاة الماشية وسيلة نقل مجانية.
ويثير مشهد القطار الطويل وهو يجر سلسلة من المقطورات ومئات العربات إعجاب كل من يراه. ويشعِر سكان المناطق المحيطة بسككه بالأمل. ويساعدهم على مواجهة ظروف الحياة على الرغم من أنّهم في منطقة معزولة تعاني من الفقر والتهميش وتفتقر للتنمية.
يكسر صوت محركات القطار الذي يسمع في الصحراء صمت المحيط. وينبه سكان القرى إلى قرب وصوله من أجل تجمعهم قرب السكة لاستقبال عزيز أو للتزود بما يحتاجون إليه من مياه الشرب. فالقطار يوفر المياه لبعض القرى التي تعاني من الشح من خلال صهاريج موصولة بعرباته، خصوصاً في نقاط توقفه الطويلة نسبياً التي تسمح للمسافرين بالنزول للصلاة وأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة الرحلة.
ويقول ممادو كاي، وهو أحد عمال القطار، إنّ قطار أزويرات ملائم لظروف حياة السكان هنا ويساعد على تقبل الحياة بالرغم من قسوتها. فإلى جانب عرباته المريحة التي يحتوي بعضها على أسرة للنوم وخدمة مميزة للركاب من المسافرين الميسورين، هناك عربات الدرجة الثالثة التي تجمع خليطاً من الفلاحين والطلاب والمهاجرين السريين، كلٌّ منهم يتحمل مشاق السفر في ظروف صعبة لكن بمقابل هزيل وأحياناً بالمجان، بحسب كاي.
ويشير العامل إلى أنّهم يسمحون للباعة الصغار بالتجول داخل القطار لبيع بضاعتهم التي يحتاجها المسافرون كالمناديل والأكياس البلاستيكية والحلوى والكتب. كما يسمحون لمن يبيعون الشاي والمأكولات الخفيفة.
وفي رحلاته، اليومية، لم يتوقف قطار أزويرات إلاّ مرة واحدة بسبب إضراب للعمال. ومنذ انطلاق أولى رحلاته أوائل ستينات القرن الماضي لم تطور السلطات خدماته وتجهيزاته، مع أنّ تصدير خام الحديد يتجاوز اليوم 12 مليون طن سنوياً.
هي رحلة طويلة يجمع من اختبروها على تميزها واستثنائيتها، ما يشجع غيرهم على خوض التجربة حتى لو كلفهم ذلك السفر من مدن الجنوب والوسط البعيدة إلى الشمال. وهناك في الشمال الموريتاني، ذي الكثافة السكانية القليلة مقارنة بباقي المناطق، يعيش المسافر تجربة لا تنسى على متن قطار ينقل يومياً الثروة المعدنية التي بنت اقتصاد موريتانيا.
إقرأ أيضاً: سياحة تحت نخيل موريتانيا
ومع كلّ توقف للقطار يلاحظ المسافر اختلاف طباع وتقاليد سكان القرى التي يمر بها. ويعتمد معظمها على حركة القطار لنقل الماء والسلع. وحين يتوقف تدور علاقات اجتماعية ما بين عمال القطار ومسافريه من جهة والتجار والسكان في تلك القرى من جهة أخرى. وهم الذين يقبلون على القطار للسفر أو لتسلم الطرود والسلع المختلفة.
يبلغ طول قطار أزويرات، الذي حوّلته الضرورة من قطار بضائع الى قطار مسافرين، كلومترين ونصف كيلومتر. فهو يجرّ 250 عربة معظمها مخصص لنقل خام الحديد من مناجم الشمال إلى ميناء نواذيبو، حيث يتم تصديرها إلى الأسواق الدولية.
يطلق عليه السكان في الشمال الموريتاني "القارب" بمعنى الباخرة. ويكسر القطار عزلة الصحراء القاسية ويربط ما بين المدن الموريتانية القليلة في الشمال، ويساعد سكان التجمعات الواقعة على سككه في مقاومة عوامل الجفاف والتصحر.
أما داخل القطار، فينقسم الركاب إلى صنفين، الأول المسافرون الذين يدفعون أسعار تذاكرهم ويحصلون على مقاعد تمنحهم فرصة الاسترخاء خلال الرحلة ومعظمهم مهندسون، يعملون في شركات التعدين، وسياح. والثاني المسافرون البسطاء في العربات الخلفية، الذين يكفي أن يقدموا إكرامية بسيطة للحراس حتى يتمكنوا من ركوب القطار. ومن هؤلاء، أيضاً، من يسافر مجاناً بالركوب فوق حمولات خام الحديد.
ويقول سعيد ولد العباس، وهو أحد المسافرين الدائمين على القطار، إنّه يسافر فيه نحو 20 مرة، في الشهر، لنقل البضائع التي يحتاجها متجره بسهولة وأمان بخلاف السيارات والحافلات التي تواجه صعوبة في التنقل عبر مناطق ما زالت تعاني من الألغام.
ويشير إلى أنّ القرى الواقعة على طرفي السكة تعتمد على القطار بشكل كبير للتزود بالبضائع والمواشي. فهو بالنسبة إليهم عصب الحياة في هذه المنطقة الصحراوية، فيساعد التجار في نقل بضائعهم الثقيلة بيسر. وينقل المرضى والتلاميذ. كما يؤمن لرعاة الماشية وسيلة نقل مجانية.
ويثير مشهد القطار الطويل وهو يجر سلسلة من المقطورات ومئات العربات إعجاب كل من يراه. ويشعِر سكان المناطق المحيطة بسككه بالأمل. ويساعدهم على مواجهة ظروف الحياة على الرغم من أنّهم في منطقة معزولة تعاني من الفقر والتهميش وتفتقر للتنمية.
يكسر صوت محركات القطار الذي يسمع في الصحراء صمت المحيط. وينبه سكان القرى إلى قرب وصوله من أجل تجمعهم قرب السكة لاستقبال عزيز أو للتزود بما يحتاجون إليه من مياه الشرب. فالقطار يوفر المياه لبعض القرى التي تعاني من الشح من خلال صهاريج موصولة بعرباته، خصوصاً في نقاط توقفه الطويلة نسبياً التي تسمح للمسافرين بالنزول للصلاة وأخذ قسط من الراحة قبل مواصلة الرحلة.
ويقول ممادو كاي، وهو أحد عمال القطار، إنّ قطار أزويرات ملائم لظروف حياة السكان هنا ويساعد على تقبل الحياة بالرغم من قسوتها. فإلى جانب عرباته المريحة التي يحتوي بعضها على أسرة للنوم وخدمة مميزة للركاب من المسافرين الميسورين، هناك عربات الدرجة الثالثة التي تجمع خليطاً من الفلاحين والطلاب والمهاجرين السريين، كلٌّ منهم يتحمل مشاق السفر في ظروف صعبة لكن بمقابل هزيل وأحياناً بالمجان، بحسب كاي.
ويشير العامل إلى أنّهم يسمحون للباعة الصغار بالتجول داخل القطار لبيع بضاعتهم التي يحتاجها المسافرون كالمناديل والأكياس البلاستيكية والحلوى والكتب. كما يسمحون لمن يبيعون الشاي والمأكولات الخفيفة.
وفي رحلاته، اليومية، لم يتوقف قطار أزويرات إلاّ مرة واحدة بسبب إضراب للعمال. ومنذ انطلاق أولى رحلاته أوائل ستينات القرن الماضي لم تطور السلطات خدماته وتجهيزاته، مع أنّ تصدير خام الحديد يتجاوز اليوم 12 مليون طن سنوياً.
هي رحلة طويلة يجمع من اختبروها على تميزها واستثنائيتها، ما يشجع غيرهم على خوض التجربة حتى لو كلفهم ذلك السفر من مدن الجنوب والوسط البعيدة إلى الشمال. وهناك في الشمال الموريتاني، ذي الكثافة السكانية القليلة مقارنة بباقي المناطق، يعيش المسافر تجربة لا تنسى على متن قطار ينقل يومياً الثروة المعدنية التي بنت اقتصاد موريتانيا.
إقرأ أيضاً: سياحة تحت نخيل موريتانيا