إذا لم تكن مدرباً بشكل جيد على استخدام وسائل النقل العام في مصر، وخصوصاً في القاهرة الكبرى، فستعاني أكبر معاناة. ويحتاج ماراثون الذهاب إلى العمل يومياً والعودة منه إلى مجموعة من الخصال كالـ"فكاكة" أي المكر، و"الفتونة" أي استخدام القوة الجسدية الباطشة، والخروج عن اللياقة للرد على أحدهم عندما يستلزم الأمر، وكذلك الحيطة والحذر من النشالين.
هي أزمة يعاني منها محدودو الدخل في مصر. فهؤلاء ليس بإمكانهم اقتناء سيارة خاصة أو استخدام تاكسي وميكروباص. وهم يستخدمون يومياً وسائل النقل العام، لكنّهم يعانون فيها مشاكل عديدة من الازدحام والفوضى، إلى البطء وتهالك الآليات، وصولاً إلى تهوّر السائقين والحوادث المتكررة.
تتحمل هيئة النقل العام في القاهرة المسؤولية عن تقديم خدمة المواصلات العامة لمحافظات القاهرة الكبرى، القليوبية والجيزة والقاهرة. وتنقل يومياً نحو 3 ملايين ونصف مليون راكب، بواسطة 3029 باصاً كبيراً، و954 باصاً صغيراً، و49 وحدة مترو. لكنّ تعداد سكان القاهرة الكبرى والمواطنين المتنقلين بين المحافظات الثلاث يصل إلى 18 مليون نسمة، أي أنّ هناك 14.5 مليون مواطن ليس لهم مكان في مواصلات النقل العام.
وتوضح بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أنّ عدد المركبات العاملة التابعة لهيئات وشركات ومرافق النقل العام هو 80 ألف مركبة، فيما بلغ إجمالي عدد الركاب 1.5 مليار راكب عام 2013 / 2014.
تقول الطالبة في جامعة القاهرة منار إنّها تضطر إلى ركوب أشكال من المواصلات العامة قبل وصولها إلى جامعتها في القاهرة من بلدتها في الشرقية، فتتنقل بين القطار والباص والمترو. وتوضح: "أعاني بشكل يومي من المواصلات العامة في القاهرة، بالإضافة إلى المعاناة الأسبوعية في السفر من الشرقية إلى سكني في المدينة الجامعية". وتضيف: "في بداية التحاقي بالكلية عانيت من تأخر القطار، مما عرضني للحرمان من امتحاني أكثر من مرة، وعلى الرغم من نزولي قبل موعد الامتحان بخمس ساعات إلا أن بطء القطار يجعل مدة السفر تزيد على ثلاث ساعات بدلاً من ساعة ونصف ساعة. وليس الوقت فقط هو ما يشكل أزمة لي بل التوتر النفسي بسبب خوفي من المخاطر التي يمكن أن أتعرّض لها في ظل الغياب الأمني الكبير، فلا نجد عسكرياً أو ضابطاً يشرف على سير القطار أو تأمين المسافرين، وقد حدثت أمامي حوادث سرقة وتحرّش كثيرة من دون وجود من يتدارك الأمر، وآخرها سرقة لسيدة عجوز كانت ذاهبة لبيع ذهبها لتتمكن من عمل غسل كلى لابنها المحتجز في المستشفى.. تحايل عليها أحد الركاب مدعياً تعاطفه معها حتى سرقها. جلست تبكي ولا تجد من يرد إليها حقها ويحاسب السارق".
أما عن التنقل في المواصلات العامة داخل القاهرة، فتشتكي منار من تكرار نمط التكاسل وغياب التواجد الأمني الملحوظ والبطء الشديد للحافلات. فيما تصف الأوضاع في المترو بالكارثية وتقول: "بعد أن نقلوا مكان السكن الجامعي من الجيزة إلى مدينة الطلاب في بولاق، من دون أي مبرّر، بتّ مضطرة لركوب المترو بشكل يومي. وهو أمر كارثي، فحالات الإغماء لا يمكن حصرها وذلك بسبب سوء التهوئة وعدم وجود مراوح وتكدّس المواطنين داخل العربات، ما يعرضهم للاختناق. وعلى الرغم من تخصيص أبواب داخل العربات للصعود وأخرى للنزول إلا أنّ العشوائية ما زالت موجودة، وقد تسبب أخيراً تدافع السيدات للنزول من عربتهن في وقوع امرأة حامل".
كما تقول منار إنّ نسبة كبيرة من النساء تتعرض للتحرّش في المواصلات العامة، سواء من الركاب أو من السائقين. وتشير إلى أنّها كفتاة تلمس في عين السائق رغبته في التحرّش بها عندما يدعوها للوقوف إلى جانبه. وتقول إنّ بعض الفتيات يعتقدن أنّه يحميهن، فيتجاوبن معه من دون أن يدرين نيته التحرّش بهن.
تشرح منار أنّ تحديد الساعة الثانية ظهراً كموعد رسمي لخروج الموظفين هو السبب الرئيسي وراء مشكلة ازدحام المواصلات، وتوقف حركة المرور. وتجد أنّ الحل يكمن في تحديد مواعيد متفاوتة ولو لربع ساعة ما بين كل مصلحة حكومية أو منطقة معينة وأخرى، حتى لا يتم خروج الموظفين في وقت واحد ما يفاقم المشكلة بشكل يومي.
كذلك، تعرض منار خبرتها بخصوص سيارات الميكروباص، وتلفت إلى إنّ أبرز المشاكل فيها قلة خبرة السائقين وتهوّرهم، ما يتسبب بحوادث وشجارات مع غيرهم. وكذلك يدّعي بعض السائقين نقص الأجرة ويتشاجر مع الركاب، إلى أن يتبرع أحدهم بدفع الفارق حتى وإن كان السائق غير محقّ.
إقرأ أيضاً: "قشّاش" الغلابة
هي أزمة يعاني منها محدودو الدخل في مصر. فهؤلاء ليس بإمكانهم اقتناء سيارة خاصة أو استخدام تاكسي وميكروباص. وهم يستخدمون يومياً وسائل النقل العام، لكنّهم يعانون فيها مشاكل عديدة من الازدحام والفوضى، إلى البطء وتهالك الآليات، وصولاً إلى تهوّر السائقين والحوادث المتكررة.
تتحمل هيئة النقل العام في القاهرة المسؤولية عن تقديم خدمة المواصلات العامة لمحافظات القاهرة الكبرى، القليوبية والجيزة والقاهرة. وتنقل يومياً نحو 3 ملايين ونصف مليون راكب، بواسطة 3029 باصاً كبيراً، و954 باصاً صغيراً، و49 وحدة مترو. لكنّ تعداد سكان القاهرة الكبرى والمواطنين المتنقلين بين المحافظات الثلاث يصل إلى 18 مليون نسمة، أي أنّ هناك 14.5 مليون مواطن ليس لهم مكان في مواصلات النقل العام.
وتوضح بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء أنّ عدد المركبات العاملة التابعة لهيئات وشركات ومرافق النقل العام هو 80 ألف مركبة، فيما بلغ إجمالي عدد الركاب 1.5 مليار راكب عام 2013 / 2014.
تقول الطالبة في جامعة القاهرة منار إنّها تضطر إلى ركوب أشكال من المواصلات العامة قبل وصولها إلى جامعتها في القاهرة من بلدتها في الشرقية، فتتنقل بين القطار والباص والمترو. وتوضح: "أعاني بشكل يومي من المواصلات العامة في القاهرة، بالإضافة إلى المعاناة الأسبوعية في السفر من الشرقية إلى سكني في المدينة الجامعية". وتضيف: "في بداية التحاقي بالكلية عانيت من تأخر القطار، مما عرضني للحرمان من امتحاني أكثر من مرة، وعلى الرغم من نزولي قبل موعد الامتحان بخمس ساعات إلا أن بطء القطار يجعل مدة السفر تزيد على ثلاث ساعات بدلاً من ساعة ونصف ساعة. وليس الوقت فقط هو ما يشكل أزمة لي بل التوتر النفسي بسبب خوفي من المخاطر التي يمكن أن أتعرّض لها في ظل الغياب الأمني الكبير، فلا نجد عسكرياً أو ضابطاً يشرف على سير القطار أو تأمين المسافرين، وقد حدثت أمامي حوادث سرقة وتحرّش كثيرة من دون وجود من يتدارك الأمر، وآخرها سرقة لسيدة عجوز كانت ذاهبة لبيع ذهبها لتتمكن من عمل غسل كلى لابنها المحتجز في المستشفى.. تحايل عليها أحد الركاب مدعياً تعاطفه معها حتى سرقها. جلست تبكي ولا تجد من يرد إليها حقها ويحاسب السارق".
أما عن التنقل في المواصلات العامة داخل القاهرة، فتشتكي منار من تكرار نمط التكاسل وغياب التواجد الأمني الملحوظ والبطء الشديد للحافلات. فيما تصف الأوضاع في المترو بالكارثية وتقول: "بعد أن نقلوا مكان السكن الجامعي من الجيزة إلى مدينة الطلاب في بولاق، من دون أي مبرّر، بتّ مضطرة لركوب المترو بشكل يومي. وهو أمر كارثي، فحالات الإغماء لا يمكن حصرها وذلك بسبب سوء التهوئة وعدم وجود مراوح وتكدّس المواطنين داخل العربات، ما يعرضهم للاختناق. وعلى الرغم من تخصيص أبواب داخل العربات للصعود وأخرى للنزول إلا أنّ العشوائية ما زالت موجودة، وقد تسبب أخيراً تدافع السيدات للنزول من عربتهن في وقوع امرأة حامل".
كما تقول منار إنّ نسبة كبيرة من النساء تتعرض للتحرّش في المواصلات العامة، سواء من الركاب أو من السائقين. وتشير إلى أنّها كفتاة تلمس في عين السائق رغبته في التحرّش بها عندما يدعوها للوقوف إلى جانبه. وتقول إنّ بعض الفتيات يعتقدن أنّه يحميهن، فيتجاوبن معه من دون أن يدرين نيته التحرّش بهن.
تشرح منار أنّ تحديد الساعة الثانية ظهراً كموعد رسمي لخروج الموظفين هو السبب الرئيسي وراء مشكلة ازدحام المواصلات، وتوقف حركة المرور. وتجد أنّ الحل يكمن في تحديد مواعيد متفاوتة ولو لربع ساعة ما بين كل مصلحة حكومية أو منطقة معينة وأخرى، حتى لا يتم خروج الموظفين في وقت واحد ما يفاقم المشكلة بشكل يومي.
كذلك، تعرض منار خبرتها بخصوص سيارات الميكروباص، وتلفت إلى إنّ أبرز المشاكل فيها قلة خبرة السائقين وتهوّرهم، ما يتسبب بحوادث وشجارات مع غيرهم. وكذلك يدّعي بعض السائقين نقص الأجرة ويتشاجر مع الركاب، إلى أن يتبرع أحدهم بدفع الفارق حتى وإن كان السائق غير محقّ.
إقرأ أيضاً: "قشّاش" الغلابة