الكثير من الحب، التأمل والسعادة، هي الوصفة التي ستحظون بها خلال زيارتكم إلى العاصمة الفرنسية باريس. فكيف إذا كانت الزيارة لمناسبة عيد العشاق؟ تخيلوا أنفسكم تجوبون شوارع باريس الحالمة خلال شهر فبراير/ شباط، تحتفلون بالحب والرومانسية في أماكن استثنائية، لطالما كانت رمزاً للحب.
تلقب باريس بمدينة الأنوار والأضواء، عاصمة الموضة، والجمال. كذا، فهي عاصمة الثقافة والفنون، ولا عجب في ذلك، فهي تحتوي الكثير من القصور العريقة، المتاحف، المعارض الفنية، كما تستضيف أضخم الحفلات الموسيقية على خشبات مسارحها، وكانت وما زالت تأسر قلوب الكتاب، الفنانيين، الرسامين، والموسيقيين من حول العالم.
في فصل الشتاء، تزداد المدينة جمالاً ورومانسية. لن تكون درجات الحرارة عائقاً لزيارتها، بل تزيد برودة الطقس وتساقط الثلوج من روعتها. 48 ساعة في أحضان عاصمة الرومانسية، ستكون هديتكم خلال عيد العشاق.
الجمال والسحر
في اليوم الأول من رحلة الحب، ستنطلق من شارع الشانزليزيه. الشارع الأشهر في باريس، يجذب السياح من جميع أنحاء العالم. يضم العديد من المحال التجارية، المطاعم، والمقاهي. ولا تفوتوا فرصة تناول الفطور الفرنسي الشهي على أنغام الموسيقى الكلاسيكية.
بعدها، تبدأ الجولة في أحياء الشارع العريق حيث المحال التجارية، والعلامات الراقية، وهي فرصة مناسبة للتسوق في ظل التخفيضات. وعند نهاية الطريق، يصل السائح إلى قوس النصر. يعتبر قوس النصر من أبرز الأماكن التي يمكن زيارتها، والتقاط الصور الفوتوغرافية فيها.
الجولة لليوم الأول لم تنته. الوجهة الآن إلى برج إيفل الشهير. يمكن للزوار الصعود إلى الجزئين الأول والثاني، أو أخذ المصعد للوصول إلى الأعلى. يوفر البرج لزواره رؤية بانورامية مميزة للعاصمة. وينصح بتناول وجبة العشاء هناك.
إلى القرون الماضية
العودة إلى القرون الماضية، ستكون من خلال زيارة المتاحف والقصور العريقة. تبدأ الجولة من متحف اللوفر الذي يعرض تاريخ الحضارات القديمة. يحتوي المتحف على أكثر من مليون قطعة فنية متنوعة ما بين الآثار المصرية، الإغريقية، الرومانية، إضافة إلى قطع فنية من بلاد الرافدين. كذا، ننصحكم بزيارة متحف العطور للتعرف على هذه الصناعة الفاخرة.
في فترة بعد الظهر، ستكون الجولة إلى القصور التاريخية، ومن أبرزها قصر فرساي. يتميز ببنائه الضخم، ويحتوي على العديد من القاعات الفخمة، وأبرزها قاعة المرايا الشهيرة، كما يحوي آلاف اللوحات.
كما يقصد السياح قصر الأليزيه الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن الثامن عشر، وهو المقر الرسمي للجمهورية الفرنسية. أما في قصر غارنييه والمعروف باسم أوبرا باريس، فقصة أخرى تنتظركم، حيث يمكنكم قضاء أمسية فنية ساحرة هناك.
الثقافة الفرنسية
رحلة الحب لا بد أن تمر بالحي اللاتيني. يقع الحي الأشهر في باريس على الضفة اليسرى
لنهر السين، وهو أقدم حي تاريخي في فرنسا. يمثل جزءاً من تاريخ فرنسا وتقاليدها وعاداتها. يقضي السائح ساعات في المقاهي المنتشرة هناك، أو يتجول بين المحال التجارية، خاصة المعارض الفنية، كما يلتقي بالكثير من الرسامين والفنانيين.
وأيضاً، فإن زيارة الميادين العامة في باريس تأخذكم برحلة عبر التاريخ. في ميدان الكونكورد، أكبر الميادين الفرنسية، يجول السائح بين المقاهي والمطاعم، والمحال التجارية التقليدية، ويمكن شراء الهدايا التذكارية.
تتميز الساحة بوجود نافورة مصرية ضخمة، يعود تاريخها للعام 1831، وقد أهداها الخديوي إسماعيل إلى الملك الفرنسي. أما في فترة بعد الظهر، فلا بد من زيارة نهر السين، وعبور جسر الفنون، والاستمتاع برسوم الغرافيتي التي تزين الجسر بعد إزالة أقفال الحب.
رحلة تاريخية
في باريس، لا يمكن تفويت زيارة الكنائس. ببساطة، لأنها ليست مركزاً دينياً فقط، بل هي أيضاً أماكن تاريخية ذات تصاميم هندسية رائعة تجذب السياح. تعد كنيسة نوتردام أشهر الكنائس الأوروبية، يعود تاريخ تشييدها إلى القرن الثالث عشر، تتميز بالرسومات والزخرفات التي تزين جدرانها، والمعلقات الفنية التي تعود لمئات السنين.
في كنيسة سانت شابيل ذات التصميم القوطي، يعود السائح بالزمن إلى القرون الوسطى، نظراً لهندستها المعمارية. وقبل وداع باريس، لا بد من الاستراحة في إحدى المنتجعات الصحية.
إذ لا تكتمل هدية عيد العشاق دون زيارة المراكز الصحية والجمالية، والتي تولي اهتماماً كبيراً بالزوار. يقضي الزائر يوماً كاملاً في حمامات السباحة الدافئة، تناول المشروبات والمأكولات الصحية، وغيرها من الخدمات الصحية والجمالية.
التكاليف المادية
يحتل القطاع السياحي حيزاً هاماً في اقتصاد فرنسا. يزور البلاد، خاصة العاصمة باريس، ملايين السياح سنوياً. بحسب مجلس السياحة العالمية، فإن أكثر من عشرة ملايين سائح زاروا
العاصمة في العام 2018.
صحيح أن العاصمة الفرنسية من أغلى العواصم، إلا أن خبراء السياحة عادة ما ينصحون السياح بالقيام ببعض الخطوات، لجعل رحلتهم اقتصادية قدر المستطاع.
وعلى سبيل المثال، يمكن اختيار بيوت الشباب أو الفنادق البسيطة بدلاً من اختيار الفنادق العالمية، والتي يصل فيها سعر الغرفة إلى أكثر من 500 دولار في الليلة الواحدة. وبحسب مواقع الحجز الإلكترونية، فإن سعر المبيت في الفنادق البسيطة، أو بيوت الشباب يترواح ما بين 25 و45 دولاراً في الليلة الواحدة، بينما يرتفع السعر في الفنادق الأخرى. وبالمتوسط، فإن سعر الليلة الواحدة يبدأ من 70 دولاراً ويرتفع تدريجياً.
النقليات في العاصمة الفرنسية من الأمور السهلة، حيث تمتع البلاد بشبكة فعالة من وسائل النقل العامة، حيث يمكن التنقل باستخدام القطارات، الحافلات، وغيرها، وبأسعار مناسبة تبدأ من 2.5 يورو (ما يقارب 3 دولارات تقريباً). ولا ننصحكم باستخدام سيارات الأجرة نظراً لارتفاع كلفتها.
أما بالنسبة إلى تكاليف الطعام والشراب، فإن الأسعار تختلف بحسب المطعم، وتبدأ أسعار الوجبات من 10 دولارات وترتفع إلى أكثر من 70 دولاراً.