راموس أو أوتاميندي.. لماذا يحتاج اليونايتد إلى حل دفاعي؟

02 يوليو 2015
+ الخط -

لم يقدم لويس فان جال الموسم العظيم برفقة المان يونايتد، بكل تأكيد الكرة التي أنتجها الفريق افتقرت إلى التناغم والانسجام. لعب غير منظّم في أغلب الأوقات، ونسق بطيء لا يتناسب مع تقاليد وأسلوب لعب الدوري الانجليزي. المشكلة الأكبر كانت في التعاقدات التي أبرمها الطاقم التقني والإداري للشياطين الحمر، خصوصاً مع عدم وجود مدافع قوي وقائد حقيقي أمام حارس المرمى.

أفكار الخال
يعتمد الخال الهولندي بشكل رئيسي في طريقة لعبه على البناء من الخلف، مع إخراج الكرة بأريحية كاملة من الدفاع إلى الهجوم، وفي سبيل ذلك يحتاج دائماً إلى مدافعين يجيدون التلاعب بالكرة، وارتكاز متحرك قادر على لعب دور المدافع الثالث، من أجل المزج بين أكثر من خطة في آن واحد، والجمع بين الثلاثي والرباعي الخلفي وفق ظروف كل مباراة.

وكل هذا غير متوافر تماماً في تشكيلة مانشستر، والسبب أن التعاقدات معظمها كانت هجومية، للأمام فقط. فشل اليونايتد في التحكم بنسق المباريات، وهاجم كثيراً من الأطراف، وقلت وحدة المجموعة ككل على صعيد التحولات، لذلك كان القرار قاطعاً هذه المرة، يجب التعاقد مع مدافع جديد فوراً.

راموس أم أوتاميندي؟
خرج الألماني مات هومليز من دائرة الاهتمام الإنجليزي، وأصبج مدافع بوروسيا دورتموند بعيداً عن مسرح الأحلام، مقابل زيادة الترشيحات حول اقتراب قدوم سيرجيو راموس، مع منافسة قوية من الأرجنتيني نيكولاس أوتاميندي، لاعب فالنسيا الإسباني، وبالتالي صارت المقارنة بين ثنائي الليغا، القائد الثاني لريال مدريد والنجم الأول للخفافيش هذا الموسم.

حينما سئل فان جال عن الهدف المثالي، أجاب قائلاً إن الهدف يبدأ من الليبرو "داني بليند أثناء فترة أياكس التسعينات"، وينتهي به في الشباك، تمريرات على شكل مثلث، وتمركز مثالي، يجعل الكرة والمنافس بمثابة المتحرك المستمر، بينما الفريق المستحوذ ثابت دون تغيير، هذه هي المثالية الكروية الحالمة من وجهة نظر المدرب الهولندي.

ومن أجل تطبيق مثل هذه الأفكار، يحتاج البطل الأسبق للدوري الإنجليزي خيارات دفاعية، تستطيع الدفاع بشكل متقدم بعيداً عن المرمى، مع الإضافة الهجومية المستمرة، ودفع الفريق إلى الثلث الأخير، بالتمرير الذكي والسرعة المطلوبة. بمعنى أكثر وضوحاً، المطلوب من راموس وأوتاميندي أن يكونا مدافعين بدرجة مهاجمين!

الشق الإيجابي
إذا نظرنا إلى أرقام الدوري الإسباني، سنجد أن الثنائي الخلفي رائع جداً هجومياً. سجل راموس أربعة أهداف وصنع هدفاً، بينما سجل أوتاميندي ستة أهداف في الموسم نفسه. يمتاز المدافعان بقدرة كبيرة على أداء الألعاب الهوائية، مع المساندة الهجومية الفعالة، وكلما وجدت الصعوبة في إحراز الأهداف يأتي الحل دائماً من الارتقاء العالي أثناء الركنيات والضربات الثابتة.

على مستوى التمرير، يملك راموس دقة تمرير تصل إلى 90% مع تسديدة واحدة لكل مباراة بالبطولة الإسبانية، بينما يملك أوتاميندي دقة تمرير تصل إلى 80% مع أكثر من نصف تسديدة خلال كل مباراة. أرقام تؤكد صحة اختيار مسؤولي المان يونايتد، لأن عملية التمرير من الخلف مع الزيادة الهجومية ستكون مضمونة بتواجد واحد من هذا الثنائي في تشكيلة زعيم الأولد ترافورد.

مع الإحصاءات الجيدة، يمتاز سيرجيو راموس أيضاً بالقدرة على أداء دور الظهير ولاعب الوسط المدافع، المركز الذي لعب فيه عدة مباريات مع أنشيلوتي. أما أوتاميندي فهو ضمن قائمة الأفضل على الإطلاق حينما يتعلق الأمر بالرقابة الفردية 1 ضد 1، وهذا ما وضح جلياً أمام برشلونة بالكامب نو، بعد أداء عبقري من المدافع أمام أباطرة الكتلان، ميسي، سواريز، ونيمار.

الوجه السلبي
لا يوجد مدافع واحد متكامل بالشكل الكلي، لكل جانب سلبياته في النهاية، التي يجب أن توضع في الحسبان. ورغم خبرات راموس العريضة مع إشبيلية، ريال مدريد، ومنتخب إسبانيا، إلا أن القائد الثاني للنادي الملكي لا يزال يفتقد إلى الثبات الفني في بعض المباريات الكبيرة، لذلك يكون معرضاً باستمرار لنيل البطاقات الصفراء والحمراء، مع ارتكابه لأخطاء سهلة تكلّف فريقه مخالفات قاتلة داخل منطقة الجزاء.

أوتاميندي أيضاً لاعب عنيف، لكنه حصل على 9 بطاقات صفراء بالليغا مقارنة بـ12 لراموس، الأرجنتيني له هفواته غير العادية، من خلال قيامه بخمسة أخطاء دفاعية، كلفت فالنسيا هدفاً مع أربع محاولات لتلقي أهداف. لكن في المطلق يعتبر مدافع فالنسيا أقل تهوراً من راموس، خصوصاً من خلال مردود اللاعبَين في الموسم الماضي، الذي يتفوّق فيه نيكولاس على الصعيدين الدفاعي والهجومي، لدرجة وجوده في كل تشكيلات الليغا برفقة بيكيه، مع استبعاد لراموس.

في النهاية، يبقى التفكير في ضم مدافع جديد أمراً رائعاً لجماهير اليونايتد، وإن كانت عملية الاختيار بين راموس وأوتاميندي صعبة للغاية، مع وجود مزايا عديدة للثنائي مع بعض الأخطاء الكارثية. قدم أوتاميندي موسماً أفضل من سيرجيو، لكن من الصعوبة نسيان مشوار الإسباني طوال سنوات سابقة، وتبقى الكلمة الأخيرة للهولندي فان جال.

اقرأ أيضاً..

فيديو.. طفل نجا من "تسونامي" فرعاه رونالدو وصار نجماً

 

المساهمون