راحة الحلقوم

05 مايو 2015
إضافة المكسرات (العربي الجديد)
+ الخط -
قرّرت المرأة أن تتعلم صنع الحلقوم والملبن لتقدّمه هدية لزوجها حين يعود إلى بيته. هي عادت بالمهنة التي صارت مهنة أجيال من نسلها.

كانت راحة الحلقوم تُصنع قديماً من العسل والدبس. ثم تطوّرت صناعتها وصارت تحوي نكهات عديدة، مع الحفاظ على طعمها الأصلي، فمنها التي تحتوي على المسكة، أو تلك التي تكون معطّرة بمياه الورد والزهر أو محشوّة بالمكسّرات.

ولـ"راحة الحلقوم" فوائد صحيّة، فكمية الكربوهيدرات الكبيرة التي تحتويها تنظم عملية طرح السموم من الجسم، خصوصاً تلك التي لا تطرح عبر التعرق أو التبول.

ورث محمود سليمان النقوزي، من مدينة صيدا، حرفة صناعة "راحة الحلقوم" من والده، الذي ورثها بدوره من جدّته. وعنها يقول لـ "العربي الجديد": "أعمل في مهنة صناعة "راحة الحلقوم" منذ خمسة وستين عاماً، ورثت هذه المهنة عن والدي الذي بدوره ورثها عن أجداده منذ عام 1809".

ويشرح النقوزي، كيف امتهن أجداده هذه المهنة: "راحة الحلقوم تركية الأصل، وقد تعلمتها جدّة والدي من الأتراك عندما ذهبت للبحث عن زوجها الذي توجّه إلى تركيا خلال فترة الحرب، وحين لم تجده تعلمت هذه المهنة كي تعتاش منها، وعندما عادت إلى مدينة صيدا في جنوب لبنان، نقلت هذه المهنة إلى "آل النقوزي"، ولم يكن يصنع راحة الحلقوم أحد يومها باستثناء عائلتنا، ونظراً لتميزها انتشرت بشكل أوسع وصارت تصنع بأشكال عدّة".

يشير النقوزي إلى أن "راحة الحلقوم" في البداية لم تكن محشوة، وكان يتم تناولها على شكل قطع مربّعة صغيرة، وبعد ذلك تم حشوها بالمكسرات المختلفة، من جوز ولوز وفستق حلبي... حيث تُضاف المكسرات خلال الطهو، كي تكون متماسكة مع الراحة.

ويقول: "يكثر طلب راحة الحلقوم المحشوة في المناسبات الدينية، وخصوصاً في ذكرى المولد النبوي الشريف، وفي شهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى... ولكن ذلك لا يعني أنها ليست مطلوبة، خلال أيام السنة، فهي من الحلوى التراثية في لبنان، والتي ترتبط بطفولة كثيرين".
تُقدّم راحة الحلقوم سادة، أيضاً، أي من دون مكسّرات، ويدرج اللبنانيون على وضع قطعة حلقوم، سواء بنكهة المستكة فقط او ماء الورد، بين قطعتين من البسكويت، وباتت تقدّم في المطاعم الفاخرة أحياناً بعد وجبات الطعام.

طريقة التحضير
تتكوّن راحة الحلقوم من السكر والنشاء والمستكة والماء ومادة معطرة، حيث يتم طهو الخليط على نار هادئة في جرن نحاسي، مع التحريك المستمر لمدّة ساعة وربع، كي تصبح هلامية، وبعد سكبها في قالب معين، تترك لتبرد، ثم يُرش السكر المطحون فوقها وتقطع وتغلّف.

بالإضافة إلى صناعة راحة الحلقوم يقوم النقوزي بصناعة الملبن، وهي حلوى تراثية صيداوية أيضاً، لكنها تحتاج إلى وقت طويل لصناعتها، حيث يتم تعليقها وتجفيفها مدة أسبوع، لتصير جاهزة للأكل، كما أنه يقوم بصناعة "عراميش الفستق الحلبي"، التي تتكون من "فستق حلبي وسكر"، وهي غالباً ما تقدّم في المناسبات الاجتماعية وفي حفلات الخطوبة والأعراس.

اقرأ أيضا:حلوى القزحة
المساهمون