رابعة الزيات... غادرت "الجديد" وعادت بالقديم

12 سبتمبر 2018
لم تجدد قناة الجديد تعاقدها مع الزيات (فيسبوك)
+ الخط -
"من هم أحلى ناس"؟ تساءل الجمهور بعد موسم يتيم من برنامج عادت به الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات عبر قناة "الجديد" قبل عام. لم يحقق البرنامج صدىً يذكر، وربما لم يتابعه سوى معجبي الفنانين الذين استضافتهم رابعة، رغم أنها سبقت إطلاق البرنامج بضجة إعلامية محاولة إلهاء الجمهور عن مقارنة برنامجها الأول "بعدنا مع رابعة" بثاني ما قدمته "أحلى ناس".
بعد عام، ستعود رابعة، لكن هذه المرة من منبر قناة سورية فضائية، لتعبر كما تقول عن "حبها" لسورية عبر برنامج في الهواء الطلق لم يختلف في الاسم عن سابقه سوى بتحويل كلمة "بعدنا" إلى "لنا".
حاولت رابعة الزيات العمل على تقديم فكرة لتلفزيون الجديد، بعد محاولة لم يكتب لها النجاح في الانضمام إلى شركة اندمول، لكنها فضلت الانضمام إلى احدى الفضائيات التابعة للنظام السوري والتي تتخذ من بيروت مقراً لها.
خمسون ألف دولار كان أجر رابعة لتطل أمام الكاميرا في 23 حلقة تشكل الموسم الأول من البرنامج، والذي يصرّ صانعوه على تسمية حلقاته بالحفلات الوطنية. وكأنّ التجمع في ساحة عامة لمتابعة برنامج تلفزيوني يصور بشكل مسجّل يشكل حدثاً وطنياً حقاً!
أما الضيوف، فيحضر لدى رابعة نجوم سوريون ولبنانيون تجمعهم تفاصيل مشتركة حول المدينة التي تسجّل فيها الحلقة، مع نقاش يعم مواقع التواصل عن إقحام اللبنانيين في البرنامج، فعلاوة على تسليم دفة البرنامج لمذيعة لبنانية عوضاً عن وجه إعلامي سوري، وتقديم الحصة الكبرى من الميزانية لرابعة، يحضر العنصر اللبناني في الحلقات ليساهم في صناعة الحفل "الوطني" كما يريد للبرنامج أن يتوجه، لكن ماذا عن دفع الفنانين اللبنانيين لنفقات السفر إلى سورية على حسابهم الشخصي لتصوير حلقة من البرنامج؟
من 17 محافظة سورية، مرت رابعة على ثلاث حتى الآن، قبل أن تتوسع لتصور حلقة في منطقة "عين المريسة" في بيروت، فهل ذلك يسمّى تحت مسمى حفل وطني سوري في لبنان؟ وكان الأخير يضج بعنصرية مقيتة للسوريين تظهر في الإعلام قبل الأفراد! ولماذا لا تستقل رابعة مركبة عسكرية لجيش النظام لتصوير حلقة على ركام الجسر المعلق في دير الزور؟ أو على مدرج الرشيد المحطم في الرقة؟ أو تتجه جنوباً نحو الحدود لتحتفل بالوطن في السويداء التي ما زال مصير مخطوفاتها مجهولاً؟ أو تحاكي الللاجئين السوريين عبر الحدود الأردنية؟
على صعيد بنية البرنامج، لم تكتمل الصورة بعد حتى تبدأ الآراء النقدية في التزاحم عبر "السوشال ميديا"، لكن الشعارات الكبرى في طرح البرنامج والفيديوهات المتزاحمة من كواليس التصوير تدلّ على عدم نضج في بناء برنامج فني على قناة "لنا" الجديدة. حيث تتسرب الحلقات عبر الإنترنت من خلال تقنية تصوير"لايف" في فيسبوك، فماذا يمنع رابعة إذاً من بث البرنامج بشكل مباشر بدلاً من عبء تسجيله ليعرض لاحقاً. إلا أنه من الملاحظ بشدة تكرار رابعة لصيغة برنامجها "بعدنا" حد الاستنساخ من عدد الضيوف إلى طريقة جلوسهم وطبيعة الحوار الذي أطر الزيات بهذه الصيغة، فلا جديد يذكر سوى أن رابعة غادرت "الجديد" وعادت بالقديم.
المساهمون