يتذكر الجيل القديم أسماء نقابية ونشطة، مثل جميل أبو كبير وشكري مصلح وأبو سمير الزعبي، وحضور محمود درويش إلى كوبنهاغن أواسط الثمانينيات، بكثير من "الحنين إلى زمن جميل"، كما يصفه اليوم السبعيني أبو فايز.
لكن، ورغم كل محاولات اللوبيات تشويه الصورة استطاعت جاليات فلسطينية، في خليط مغتربين ولاجئين، الحفاظ على الحد الأدنى من قواسم القضية التي شكلت دائما البوصلة رغم رغد الحياة ورفاهيتها الغربية، وأسهمت كذلك في تحشيد رأي عام مؤيد منذ اجتياح لبنان 1982 وانتفاضة الحجارة في 1987.
وبالرغم من حمل مئات الآلاف جنسيات أخرى بعد اغتراب طويل، بقي أغلب الفلسطينيين في مغترباتهم أوفياء لقضيتهم، رغم منغصات مشهد الانقسام الحزبي الذي عمل جاهداً على التقسيم بين فصائل وشخصيات أمنية، كمحمد دحلان وغيره، ما تزال تحلم في اعتلاء كرسي "الحكم الذاتي" في رام الله، بالإضافة إلى تشتيت بين ادعاءات تمثيل مزمن والتباس العلاقة بالسفارات الفلسطينية.
"الجيل الجديد" بين فلسطينيي المغتربات "أفلت من قبضة الانقسام والهجرة المؤقتة"، يصف الشاب الفلسطيني ماركوس واقع هذا الجيل الجديد.
ورغم ذلك، يتحدث بألم بعض "شيوخ المهجر" عن تراجع المؤسسات الجامعة، وغياب ما كان "حين كانت المنظمة تمثل الكل، قبل أن ندخل في نفق التخلي بفعل أوسلو". وتزداد غصة الفلسطينيين الذين تحدثوا عن واقعهم مع "العربي الجديد" بوصف هذه الهجرة "الأشد والأقسى مقارنة بالعربية. فلإخوتنا العرب أوطان يعودون إليها في الإجازات وأحلام المستقبل، بينما نحن نعيش حلما منذ 70 سنة دون أن تدعي أنك تستطيع قضاء إجازتك كالمغربي واللبناني والجزائري".
وببعض الأمل يتحدث أبو فايز عن "الشباب الآن يعرفون أكثر مما كان حول ما يجب أن يكون عليه الفلسطيني، متعلماً وفاعلا في الجغرافية التي يجد نفسه فيها، دون أوهام كبيرة".
يقارن أبو فايز بين هجرة وأخرى، "فأنت مضطر للمقارنة. كيف تمنحك دولة غربية حق الجنسية بعد سنوات إقامة معدودة بينما مخيمات أهلنا محاصرة في دول عربية ويعيش أهلنا بما لا يليق ببشر بحجة حق العودة... بعد 70 سنة من قال إن الفلسطيني يتخلى عن أصله وقضيته إن كان يعيش بكرامة؟".
في مهاجر اسكندنافية وألمانية تنتشر منذ سنوات جمعيات باتت تعنى بمخيمات برج البراجنة والرشيدية والبداوي والبارد وعين الحلوة إلخ، يقوم عليها أبناء تلك المخيمات في مهجرهم. يهدف هؤلاء بنشاطهم إلى دعم ومساندة إخوتهم هناك، ولا يقتصر الدعم على جانب واحد، فمن الطبي إلى الرياضي والثقافي والاجتماعي، بات هؤلاء يجدون في مؤسسات بسيطة تعنى بشؤون مخيماتهم "محاولة القيام بما يمكن لتعزيز صمود وحياة الناس"، يقول أحد أعضاء مؤسسة "مخيم برج البراجنة" والذي يتكفل بدعم نادي الشطرنج فيه.
وفي حالات أوسع، بات الاتجاه من جمعيات ومؤسسات أكبر، كنقابة الأطباء والصيادلة والعون الطبي "بالميد" تتجه في مدن المهجر نحو دعم التعليم والاستشفاء من خلال القيام بجولات إلى داخل فلسطين وخارجها.
وبالرغم من كل ذلك، تبقى مسألة المظلة المؤسساتية غائبة عن المشهد الاغترابي لمصلحة جهود محلية، كأحد أخطر إفرازات ما يسمى "العملية السلمية". وربما هي النقطة الأخيرة الأهم التي تميز واقع التسييس بين جاليات الفلسطينيين عن غيرها من الجاليات العربية.
اقــرأ أيضاً
لكن، ورغم كل محاولات اللوبيات تشويه الصورة استطاعت جاليات فلسطينية، في خليط مغتربين ولاجئين، الحفاظ على الحد الأدنى من قواسم القضية التي شكلت دائما البوصلة رغم رغد الحياة ورفاهيتها الغربية، وأسهمت كذلك في تحشيد رأي عام مؤيد منذ اجتياح لبنان 1982 وانتفاضة الحجارة في 1987.
وبالرغم من حمل مئات الآلاف جنسيات أخرى بعد اغتراب طويل، بقي أغلب الفلسطينيين في مغترباتهم أوفياء لقضيتهم، رغم منغصات مشهد الانقسام الحزبي الذي عمل جاهداً على التقسيم بين فصائل وشخصيات أمنية، كمحمد دحلان وغيره، ما تزال تحلم في اعتلاء كرسي "الحكم الذاتي" في رام الله، بالإضافة إلى تشتيت بين ادعاءات تمثيل مزمن والتباس العلاقة بالسفارات الفلسطينية.
"الجيل الجديد" بين فلسطينيي المغتربات "أفلت من قبضة الانقسام والهجرة المؤقتة"، يصف الشاب الفلسطيني ماركوس واقع هذا الجيل الجديد.
ورغم ذلك، يتحدث بألم بعض "شيوخ المهجر" عن تراجع المؤسسات الجامعة، وغياب ما كان "حين كانت المنظمة تمثل الكل، قبل أن ندخل في نفق التخلي بفعل أوسلو". وتزداد غصة الفلسطينيين الذين تحدثوا عن واقعهم مع "العربي الجديد" بوصف هذه الهجرة "الأشد والأقسى مقارنة بالعربية. فلإخوتنا العرب أوطان يعودون إليها في الإجازات وأحلام المستقبل، بينما نحن نعيش حلما منذ 70 سنة دون أن تدعي أنك تستطيع قضاء إجازتك كالمغربي واللبناني والجزائري".
وببعض الأمل يتحدث أبو فايز عن "الشباب الآن يعرفون أكثر مما كان حول ما يجب أن يكون عليه الفلسطيني، متعلماً وفاعلا في الجغرافية التي يجد نفسه فيها، دون أوهام كبيرة".
يقارن أبو فايز بين هجرة وأخرى، "فأنت مضطر للمقارنة. كيف تمنحك دولة غربية حق الجنسية بعد سنوات إقامة معدودة بينما مخيمات أهلنا محاصرة في دول عربية ويعيش أهلنا بما لا يليق ببشر بحجة حق العودة... بعد 70 سنة من قال إن الفلسطيني يتخلى عن أصله وقضيته إن كان يعيش بكرامة؟".
في مهاجر اسكندنافية وألمانية تنتشر منذ سنوات جمعيات باتت تعنى بمخيمات برج البراجنة والرشيدية والبداوي والبارد وعين الحلوة إلخ، يقوم عليها أبناء تلك المخيمات في مهجرهم. يهدف هؤلاء بنشاطهم إلى دعم ومساندة إخوتهم هناك، ولا يقتصر الدعم على جانب واحد، فمن الطبي إلى الرياضي والثقافي والاجتماعي، بات هؤلاء يجدون في مؤسسات بسيطة تعنى بشؤون مخيماتهم "محاولة القيام بما يمكن لتعزيز صمود وحياة الناس"، يقول أحد أعضاء مؤسسة "مخيم برج البراجنة" والذي يتكفل بدعم نادي الشطرنج فيه.
وفي حالات أوسع، بات الاتجاه من جمعيات ومؤسسات أكبر، كنقابة الأطباء والصيادلة والعون الطبي "بالميد" تتجه في مدن المهجر نحو دعم التعليم والاستشفاء من خلال القيام بجولات إلى داخل فلسطين وخارجها.
وبالرغم من كل ذلك، تبقى مسألة المظلة المؤسساتية غائبة عن المشهد الاغترابي لمصلحة جهود محلية، كأحد أخطر إفرازات ما يسمى "العملية السلمية". وربما هي النقطة الأخيرة الأهم التي تميز واقع التسييس بين جاليات الفلسطينيين عن غيرها من الجاليات العربية.