رئيس وزراء المجر: إنجاب المزيد من الأطفال "لمواجهة تدفق المهاجرين والمسلمين"

11 فبراير 2019
يطالبون بالجدار لمنع تدفق اللاجئين (أليخاندرو أنانزياتو/Getty)
+ الخط -

يخطو رئيس وزراء المجر، فيكتور أوربان، خطوة أخرى في خطابه المعادي للمهاجرين، بدعوته نساء بلده إلى "إنجاب المزيد من الأطفال لمواجهة المهاجرين والمسلمين".

وقدم أوربان، في كلمة له عن أوضاع بلده​ أمام البرلمانيين، أمس الأحد، حوافز مالية للنساء المجريّات إذا أنجبن أكثر من 4 أطفال، وتشمل من بين أشياء أخرى "إعفاءهن من دفع الضريبة مدى الحياة".

إلى جانب ذلك، وعد أوربان نساء المجر اللاتي يتزوجن وينجبن قبل سن الأربعين، بالحصول على قرض من الدولة يصل إلى نحو 40 ألف يورو، وأكثر من 9 آلاف يورو كدعم مالي للأسر التي لديها على الأقل 3 أطفال. ويعتبر القرض محفزا في بلد يعاني عمليا من أوضاع اقتصادية صعبة، وهجرة سكانية نحو دول أخرى في أوروبا بحثا عن حياة أفضل، خصوصا حين وعد أيضاً بفترة سداد للقروض تصل إلى ثلاث سنوات عند ولادة أول طفل، إضافة إلى شطب ثلث القرض مع إنجاب الطفل الثاني، والإعفاء من السداد نهائياً عند إنجاب الثالث.

وقبيل أشهر قليلة من الانتخابات البرلمانية الأوروبية المرتقبة في مايو/أيار المقبل، يحاول فيكتور أوربان حشد مؤيديه، أملا في حصول الأحزاب الأوروبية التي تعادي المهاجرين على أغلبية المقاعد. وأعرب أوربان عن أمله في "أن ينتخب الممثلون الذين يكافحون الهجرة في الاتحاد الأوروبي، فقادة هذا الاتحاد الحاليون يريدون للقارة الأوروبية أن تمتلئ بالمسلمين". 

ويعتبر فيكتور أوربان أن مهمته في هذه الحياة "الدفاع عن أوروبا المسيحية"، ويقود بلده، في سبيل الحصول على تأييد شعبي، بخطاب عدائي وشعبوي تجاه اللاجئين والمهاجرين. وهو الذي اعتبر منذ 2014 و2015 أن تدفق اللاجئين ليس سوى "اجتياح إسلامي لأوروبا". وبحسب ما نقلت الصحف والقنوات المحلية والأوروبية، فإن أوربان يعتبر نفسه في مواجهة مؤامرة، بقوله "إنهم (الاتحاد الأوروبي) يريدون دخول أكبر عدد ممكن من المهاجرين، بقدر ما تتناقص أعداد أطفالنا، ليشكلوا بهم (المهاجرين) تعويضا في مجتمعاتنا. ونحن في المجر لدينا طرق أخرى للتفكير، علينا أن ننجب المزيد من الأطفال، الهجرة بالنسبة لنا تعني استسلاما".

وحتى لو لم يكن الخطاب الشعبوي المتشدد جديدا بالنسبة لزعيم "فيديز"، الذي فاز العام الماضي، للمرة الثالثة، في الانتخابات العامة ليستمر في حكم المجر، إلا أنه بتركيزه على قضية الإنجاب يعتبر تطوراً مع تراجع نسبه في أوروبا، خصوصا في وسطها وشرقها، بسبب تحالفاته السياسية مع اليمين المتشدد.

وترصد تقارير أوروبية عدة حالة تناقص أعداد السكان في عدد من دول وسط وشرق القارة لأسباب تتعلق بانتقال الملايين نحو بلدان أوروبية أخرى للإقامة والعمل فيها، كما هو الحال في رومانيا وبلغاريا والمجر وبولندا، تزامنا مع تراجع نسب الإنجاب.

ورغم الحديث المتكرر عن المهاجرين، إلا أن المجر لم تستقبل سوى بضع مئات ممن استقروا في البلد عام 2015، واعتبرت العاصمة بودابست أثناء موجة اللجوء الكبيرة، في سبتمبر/أيلول 2015، مجرد ممر نحو النمسا فألمانيا وغرب أوروبا. 

وشيّدت المجر، منذ أعوام، سياجاً على كامل حدودها الجنوبية لمنع دخول اللاجئين، وفرضت، منذ 2015، قوانين صارمة تقضي بالسجن وغرامات مالية هائلة على كل من يقدم مساعدة للاجئين. وفي آخر تدابير أوربان لمواجهة نقص وهجرة اليد العاملة من بلده نحو غرب القارة، أقر، خلال الأشهر الماضية، قانوناً يفرض ساعات عمل إضافية على موظفي بلده، من دون احتساب راتب إضافي، ما يراكم خلافاته مع الاتحاد الأوروبي وقوانينه في مجالات عدة.

ووفقا لأرقام نشرتها وكالة الأنباء الدنماركية، "ريتزاو"، أمس الأحد، فإن "معدلات الولادة في المجر تصل فقط إلى 1.45 لكل امرأة، وعادة ما تحتاج المجتمعات للحفاظ على السكان إلى متوسط ولادات بـ2.1 عن كل امرأة".
المساهمون