رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال يحضّر "المشاة" للمواجهة المقبلة ضد "حزب الله"

16 اغسطس 2020
إدخال تغييرات جذرية على البناء التنظيمي لذراع المشاة (جيل كوهين-ماجين/ فرانس برس)
+ الخط -

وصف موقع "ولاه" الإسرائيلي التغييرات التنظيمية والميدانية التي أدخلها رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي على البناء التنظيمي في ذراع المشاة وأدائه الميداني بـ"الثورة"، مضيفا أن هذه التغييرات تهدف إلى تحسين قدرة ألوية وفرق المشاة تحديداً على مواجهة "حزب الله" وحركة "حماس".

وذكر الموقع أنه منذ أن تولى كوخافي رئاسة أركان الجيش عمد إلى إدخال تغييرات جذرية على البناء التنظيمي لذراع المشاة، وعلى صعيد النظريات القتالية التي تحتكم إليها فرقه وألويته. ولفت إلى أنه في إطار التغييرات الميدانية التي أدخلت على عمل "المشاة"، فإنه سيتم ربط الجنود الموجودين بالوحدات الاستخبارية بهدف تمكينهم من تنفيذ "هجمات سريعة وناجعة".

وبحسب الموقع، فإن حقيقة أن كوخافي نفسه شق طريقه نحو رئاسة هيئة الأركان داخل ألوية وفرق لواء المشاة ساعدته على بلورة أفكار جوهرية تتعلق بإدارة المعارك البرية. وأشار إلى أن الكثير من الإجراءات التي أدخلها كوخافي تأتي كاستخلاص للعبر من فشل بعض المناورات العسكرية التي حاكت مواجهة مع "حزب الله". وأوضح أن لواء الصفوة "جفعاتي" قام بمناورة في 2017 تحاكي مواجهة مع "حزب الله" قامت القوات في إطارها بالتدرب على تسلق جبال، مبرزا أن المناورة لم تحقق نجاحا بسبب المستوى المهني المتدني للقوات، إلى جانب اعتمادها على عربات نقل قديمة.

وأوضح "ولاه" أن كوخافي ينطلق من افتراض مفاده بأن المواجهات العسكرية المقبلة ستكون في قلب مناطق مأهولة، وفي ظل تعرض القوات الإسرائيلية المندفعة في "أرض العدو" للقذائف والصواريخ، إلى جانب عدد كبير من العبوات والألغام التي سيتم زرعها.

 

الكثير من الإجراءات التي أدخلها كوخافي تأتي كاستخلاص للعبر من فشل بعض المناورات العسكرية التي حاكت مواجهة مع "حزب الله"

 

ولا يستبعد كوخافي أن تتعرض المنظومات التكنولوجية التي تعتمد عليها قوات المشاة أثناء تنفيذها المناورة البرية في "أرض العدو" للتشويش بواسطة تجهيزات إلكترونية، أو أن تتعرض هذه القوات لكمائن عبر أنفاق هجومية أو دفاعية بشكل يذكر بما جرى خلال الحرب الفيتنامية، إلى جانب إمكانية أن تقوم خلايا صغيرة ومدربة لـ"العدو" بتنفيذ عمليات في عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي بهدف قتل جنود أو اختطافهم.

وبحسب الموقع، فإن كوخافي يرى أن تطبيق أفكاره الهادفة إلى تغيير أداء قوات المشاة يتطلب أولاً أن يتجاوز القادة العسكريون الفجوة النفسية، والتي تعكسها الصعوبة التي يواجهونها في بناء تصورات حول ساحة المعركة المستجدة والتحديات التي ترافقها. وأشار إلى أنه بالاستناد إلى "ثورة" كوخافي، فإن أداء قوات المشاة يجب أن يكون "أكثر فتكاً"، على اعتبار أنه لن يقاس "إنجاز" هذه القوات بمساحة الأرض التي احتلتها، بل بعدد البنى التحتية التابعة لـ"العدو" التي تم تدميرها وعناصره الذين تم قتلهم.

 

 

وبحسب خطة التغيير التنظيمية التي أقرّها كوخافي، فقد تقرر إحداث تغييرات بعيدة المدى، تتمثل بربط أذرع الجيش ذات العلاقة المباشرة بساحة المعركة، لا سيما الاستخبارات، وقوات المشاة، وسلاح الجو، بحيث يتم ضمان إيصال المعلومات الاستخبارية التي بحوزة شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" إلى القوات في ساحة المواجهة.

وأضاف الموقع أنه وفق التغييرات على البناء التنظيمي لذراع المشاة، فقد ألحق به كلا من شعبة "التكنولوجية واللوجستية" وسلاح الدفاع عن الحدود ووحدات أخرى. 

وفي إطار هذه التغييرات، تم تكليف موطي بروخ، قائد "فيلق 446"، ليكون مسؤولاً عن جهاز التدريب والتأهيل، بحيث يكون مسؤولاً عن الإعداد المهني لجنود المشاة منذ تجنيدهم للجيش وحتى يصل أحدهم إلى رتبة عميد.

وفي المقابل، تم تكليف يعكوف بنغو، قائد "الفيلق الشمالي"، ليكون مسؤولاً عن قطاع المناورات البرية في عمق "أرض العدو"، بحيث يكون تحت إمرته كبير ضباط سلاح الهندسة، وقائد المدرعات، وقائد المدفعية، وقائد ألوية المشاة والمظليين وقائد "الفرقة 99". 

وبحسب تعليمات كوخافي، فإن قائد "الفيلق الشمالي" لن يكون مسؤولاً فقط عن إدارة النيران واستخدامها، بل سيكون مخوّلاً أيضاً ببناء القوات اللازمة للقيام بمهمة المناورة البرية في عمق "أرض العدو".

وفي إطار التغييرات الجديدة، استحدث كوخافي لواء مشاة متخصصاً في شن الهجمات التي تعتمد على مشاركة عدد من أذرع الجيش، وسيتولى قيادة هذا ضابط يقود حالياً قسم التدريبات في سلاح الجو، وسيعتمد اللواء الجديد على عقيدة قتالية تقوم على الجمع بين عمليات سلاح الجو، الاستخبارات، المشاة.